مر جنوب اليمن بمراحل متعددة تعاقبت فيها دول وحكام غير أن ما جناه حكامه عليه كان الأسوأ ، وفي المرحلة الحاضرة انتفض الجنوبيون سلميا وخرجوا عن صمتهم بإنطلاق انتفاضة المتقاعدين السلمية وجمعيات الشباب العاطلين عن العمل فكانت الاروع والاجمل وحققت نجاحات متعددة وكادت تحقق كل ما يختلج في صدور الجنوبيين تداخلت بعدها وتشابكت خطوط النضال واختلط الحابل بالنابل والوهم بالحقيقة ليدلف من خلالها تجار الوهم وعشاق ركوب الأمواج بحثا عن بطولة مصطنعة بلا ثمن واستعادة ما يظنوه مجدا بنوه على أشلاء وطن بعد أن كنسهم الشعب إلى ما وراء البحار ومزبلة التأريخ. فإذا بنا نهتف بحياة من انتفضنا على سلوك أمثاله ويبعث لنا السلام من لم ينعم الوطن بالسلام طيلة فترة حكمه يوما ، فيا للعجب.. من فتك بنا يوما غدا اليوم يتكلم نيابة عنا ويفرض ما بخلجات صدره رأيا باسم الوطن الذي باعوه بالامس بأبخس الاثمان وتناوبوا على نقله من كارثة إلى أخرى . ولما لا ؟ فهذا موسم صيد لا يعوض فقط اهتف (بالروح و بالدم) وإن كنت من أزهق الارواح وملئ شوارع المدن بالدم ذات يوم، لابأس فقط كل ما عليك كلمات تحفظها بسهوله ويسر تدخل بها باب البطولة الوهمية من أوسع أبوابها فصب جام غضبك ولعناتك على قوات الاحتلال وقل عبارة موجزة تنقذك من نار العمالة وجحيم السخط: نرفض كل الحلول ولا نقبل الا باستعادة الدولة ، لاتنشغل في التفكير بأي دولة وما شكلها ولونها ،عندها ستحمل على الأكتاف وستهتف الجماهير باسمك صداحة في كل مهرجان: سير سير.. وستغدو شيخا كبيرا وان كنت لا تحفظ سوى 40حديثا وقائدا عظيما وإعلامياً محترفا وسياسيا بارعا, وان كنت أميا لا تعرف القراءة ولا الكتابة. لن تتساءل الجماهير عنك وان تناولت غدائك في ظيافة المحتل البغيض لديهم حبيب جيبك اللطيف في ذات اليوم وان انكشفت اللعبة لاتبتئس، أنت في مأمن من شرور الإتهام أنت مقدس ففعل ما يحلو لك لاتخف بخسا ولا رهقا ، واذا فهي تجارة رابحة لن تجد لها مثيلا حتى في أحلامك، وعلى هذا المنوال كان المسير وحقيقه المسيرة وما زال الحبل على الجرار، فلا تعجب إن رأيت بقايا النظام اليوم من أشدهم حماسا وأكثرهم تطرفا هي صحوة تجوب الارض بالطول وبالعرض وتباشير التحرير تلوح في الافق وبنفس الأشخاص والأدوات التي أنتجت الماضي.. فوا أسفي عليك وحزن قلبي أيها الوطن الجريح.. أليس هذا وهما حقيقيا واستغفالاً لا مثيل له وقفزا على حقائق التأريخ وسنن الكون. صحيح أن لنظام صنعاء جرائم تشتعل منها رؤؤس الولدان شيبا غير أن الاصح أن ظلم ذوي القربى اشد مضاضة وجل ما نحن فيه صنيعة أياديكم. إختلافكم المستمر يحدثنا أنكم لم تغادروا مربعكم الاول ولم ترقوا بعد إلى مستوى المسئولية تدعون حب الوطن وتتسابقون على تمزيقه !!. لم تقدموا له شيئا سوى الرقص على أشلائه الممزقة وما زال مشروعكم التمزيقي مستمرا كل يوم نشهد انقساما وأخبارا لا تسر العدو قبل الصديق، لم تتفقوا على سراب الوهم يوما فكيف ستصنعون بالوطن إن أصبح الوهم حقيقة. وقف الشعب مذهولا أمام صفاقتكم المعهودة هتف بحناجر ملؤها الألم: (لا قيادة بعد اليوم ( فكان جرس إنذار لكنكم كعادتكم لا تفهمون وهاهو الشعب يقف عاجزا عن ردعكم عن العبث بنسيجه المجتمعي وهويته الضاربة في أعماق التاريخ ، كل القيادات الصادقة انزوت في البيوت وآثرت الصمت ،والصمت أبلغ من ملايين الخطب كيف سيحرر الأرض من لم يحرر نفسه من الهوى وحب الجاه والمنصب فاقد الشيء لا يعطيه ، هل يدرك إخواننا أن من رمانا في غيابة الجب يوما لن يكون هو المنقذ . إن من استل سيفه لقطع رقابنا يوما لن يتورع عن أن يستلها مرة أخرى خصوصا وبودار تصرفاتهم تبدو واضحة للعيان تتجلى فيها عقلية الماضي بكل تفاصيلها الأليمة والمحزنة فمن شب على شيئ شاب عليه هل يرجى من غربان الشؤم أن تغدو حمامات سلام هل تطفئ النار بالنار واذا فالى اي مسير يهتف بالسير خلفهم؟ يحز في النفس ان تستغفل الجماهير ويدفع بها لاستقبال الماضي ويحتفى بأدواته وكأنهم عادوا فاتحين. فاتحين لوطن ذبحوه في يوم على حين غرة من الشعب من الوريد إلى الوريد في وقت تجد فيه القيادات الوطنية ذات التاريخ النظيف والمواقف البطولية والرؤية الثاقبة لايعبأ بها ولا يعطى لها بالاً مع أنها في ذات الخندق التي اندفعت او دفعت إليه الجماهير الا يدلل هذا على صحة القول بوجود سيناريو مرسوم يهدف لتحقيق أهواء في النفس أو لأهداف أخرى غير التي يسعى اليها البسطاء إن الشعب الذي يهتف بحياة قاتليه هو شعب لا يستحق الحياة ولن توهب له يوما في مستقبل تصنعه قيادات هرمه لم تعرف السلام في حياتها يوما ولم تعمل للأجيال انجازا طيلة فترة حكمها بغباء منقطع النظير صار بعض قومي يهتف بعودة أدوات وصناع الماضي يرجعون لماذا؟ هل فني رجال الحكم والسياسة؟؟. يعودون لأن عقولهم عادت إليهم بعد أن أفقدتهم سكرة الحكم وفعلوا فينا مالايفعله اكبر المعتوهين. وإن كنا نطالب بمحاكمة القتلة فلن نستثني أحدا من بال على تأريخنا يوما، لن يتكلم باسمنا ولا يحق له ذلك وليختفي عن أعيننا في أي زاوية من التأريخ من بال على تاريخنا يوما لن يكون محررا لنا لن يعلمنا دروسا في السياسة من لم يجيدوا إتقانها في يوم من حياتهم. هذا وغيره لم يعد خافيا وهاهي الأصوات تتعالى كل يوم وتنكشف الحقائق يوما بعد آخر وعليهم أن يفهموا أن زمنهم انتهى ، وأنهم أصبحوا من التاريخ...و تأريخهم جميعا لا يؤهلهم لأن يكونوا دعاة إنقاذ وسلام ، ناهيك عن أن يكونوا قيادة ثورة أو أدعياء تمثيل الشعب والوصاية عليه، فليدعوا الشعب يشق طريقه فقد شب عن الطوق . آن أن نقول لهم: ارحلوا أم تحسبوا لم يخلق الله لنا عنكم بديلا ، وعلى رغم القباحات التي خلفتموها سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا ، لم تزل بقايا طعنات خناجركم في أجسادنا.. لم تزل الفجيعة مرتسمة في شوارعنا لم يزل التأريخ متسمرا من قبح أفعالكم لم يزل نهارنا متشحا بالسواد ولم تشرق شمس أحلامنا بعد في كل بيت أنة طفل ونياح ثكالى وآهات مظلومين فتواروا عن أعيننا في أي زاوية من التاريخ، تصالحنا وتسامحنا ونسينا الماضي غير أن صوركم القبيحة تذكرنا بمآسينا واختلافكم المتكاثر يقطع أحشائنا ، رفقا بالوطن رفقا بأنفسكم رفقا بنا غادروا المشهد بصمت واحفظوا ما تبقى من ماء الحياء في وجهوكم. ارحلوا ودعوا الشعب يصنع مستقبله بنفسه ولن نكون يوما الا جزء من هذا الشعب العظيم.