هو الفأر الذي قرض السد ينبعث ثانية من مأرب ليواصل مهمته الهدامة , هذه الفئران التي تقرض أسلاك الكهرباء بعض سلالته الممتدة , وريثة جيناته الفأرية , تخرج من جحورها في الظلام لتنقض على أبراج الإنارة معلنة عداوتها الراسخة للضوء ومؤكدة انتماءها للعتمة . قوارض النور هذه تجدد سيرة جدها الجرذ الأسطوري الأكبر في الحرب ضد اليمنيين وحرمانهم من أسباب الحياة , فأر السد حقيقة ليست خرافة ولا أسطورة , جرذان الكهرباء دلائل قاطعة . على أهل مأرب أن يقفوا سداً منيعاً أمام هذه الفئران المخربة التي تكرر المأساة الهازلة , إنها تقرض صورة مأرب تقرض العراقة والتاريخ والحضارة .