6 عقبات تواجه الحوثيين بعد ما أعلنوا ما سموه بالإعلان الدستورى، وانقلابهم بقوة السلاح على السلطة في اليمن أهمها الجغرافيا السياسية والرفض الدولي وانقطاع الدعم الخليجي. وأصدر الانقلابيون الحوثيون، مساء الجمعة، إعلانا دستوريا خلال مؤتمر من القصر الجمهوري بالعاصمة اليمنيةصنعاء بسبب ما أسموه فشل الأطراف السياسية في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن أزمة فراغ السلطة في البلاد، وذلك بحضور وزيري الدفاع والداخلية ورئيس الأمن السياسي، فيما رفض حزب البعث ومجلس شباب الثورة، واعتبروا ما حدث انقلابا وسط مقاطعة تامة من قبل حزب المؤتمر الشعبي. وأعلنت جماعة أنصار الله المعروفة باسم جماعة "الحوثي"، مساء اليوم الجمعة، في إطار إعلان ما أسمته "إعلانا دستوريا"، حل مجلس النواب (البرلمان)، وتشكيل مجلس رئاسي من 5 أفراد، وقضى "الإعلان الدستوري" بتشكيل مجلس وطني انتقالي يحل محل مجلس النواب المنحل يتكون من 551 عضوا، ينتخب بدوره أعضاء المجلس الرئاسي، ويتولى المجلس الرئاسي اختيار شخصية مناسبة لتشكيل حكومة كفاءات وطنية، كما قضى الإعلان الدستوري الذي تم إعلانه من القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء بأن تكون الفترة الانتقالية في فترة أقصاها عامان، على أن يستمر العمل بأحكام الدستور النافذ ما لم يتعارض مع مبادئ هذا الإعلان. ورفض مجلس شباب الثورة السلمية ما سُمّي بالإعلان الدستوري الحوثي، ويصفه بالاغتصاب للسلطة ومصادرة لإرادة اليمنيين، ويدعو اليمنيين لمقاومة سلطة هيمنة ميليشيات الحوثي. اولاً.. الانفراد بالسلطة حيث يقول الناشط السياسي أمين الجراش في تصريح خاص ل"مصر العربية": (القوي يعمل ما تمكنة القوي من فعله).. هذا ما استند له الحوثيون في إعلانهم اليوم الذي يعتبرونه دستوريا، متجاوزين كل الأطر الدستورية وكل الأعراف الذي تعارف عليها العالم لا يمكن أن تأتي مجموعة مسلحة لتسيطر على الحكم ومن ثم تصدر إعلانا دستوريا يفرض على الجميع بالقوة والعنف. وتابع: "أكثر ما يمكن وصفه لما حدث اليوم هو تهور غير مسؤول لجماعة الحوثي تحاول فرض إرادتها على الجميع دون أخذ الاعتبار لمبدأ التعددية السياسية، يتضح أن هناك خللا بنيويا تعاني منه هذه الحركة، لأنها وجدت نفسها في مرحلة قوة فأخذتها نشوة الانتصار وتخلت عن أغلب حلفائها ذوي الحكمة السياسية الذين كانوا دائماً ما يوارون سوءات الحوثي السياسية، فالبيان ركيك من الناحية اللفضية والناحية القانونية، وهنا يظهر عجز الذي خلفة الراحل الدكتور شرف الدين الذي صاغ الرؤية السياسة للحوثي سابقا، كل هذا يظهر أننا أمام مجموعة من المتهورين، الذين لا يجيدون سوى لغة العنف والقوة وهو يقودون الوطن نحو مصير مجهول. ثانيا.. الجغرافيا السياسية وأضاف الجراش: "الجغرافيا السياسية ستقف حاجزا أمام الحوثي، خصوصا إذا أراد التوغل في الجغرافيا الشافعية أو السنية، الكثير من الإعلانات الدستورية التي تنطلق منها أي جماعة انقلابية أو حتى ثورية تأتي بعد أن يتم ضبط الأرض بصورة محكمة، أما أن تسيطر على أربع أو خمس محافظات وعاجز حتى عن إحكامها أمنيا واقتصاديا وعسكريا فهذا خطأ لأنه يقود نحو التشظي والتقسيم والتجزئة". ثالثا.. الدعم الخليجي وتابع كذلك الجانب الاقتصادي تؤمن دول الخليج وهي الممول الأكبر للميزانية اليمنية بأن الحوثي ذراع إيران في اليمن وأن يتلقى الدعم من إيران من أجل الضغط على السعودية. وأضاف أن هذا الإعلان يقود إلى تغير في ساسية مجلس التعاون الخليجي لليمن سوف يتم وقف مبالغ الدعم باعتبار أن السلطة لا شرعية لها، وهذا له أثر كبير على ميزانية الدولة حينها قد يجد نفسه الحوثي وحيدا ونحن نعلم أن أوضاع إيران وروسيا كذلك الاقتصادية صعبة جدا، قد يجد الحوثي نفسه بموقف صعب جدا، باعتباره المسؤول الفعلي والقانوني (كما صنع لنفسه) أمام الشعب. من جهته اعتبر القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني في حديث خاص ل"مصر العربية" أن جماعة الحوثي ومليشياته يقودون اليمن إلى المجهول وما استمعنا إليه من بيان إنما هو بيان حرب يسعى الحوثي وطهران إلى إشعالها في اليمن، وبالنسبة للأحزاب السياسية في اعتقادي لم تعد تمتلك من أمرها شيئا في ظل هيمنة مليشيات الحوثي على كل مفاصل الدولة عسكرية ومدنية ونحن أمام سيناريوهات مرعبة أسوأ من سوريا والعراق. رابعا.. رفض القوى السياسية ولفت المحلل السياسي صالح الحنشي في تصريح خاص ل"مصر العربية" أنه رغم أن البيان الذي أذيع اليوم ورغم أن لا أحد كان يتوقعه في مثل هذه الظروف الذي قد يرى فيه الكثيرين أنه خطوة حمقى إلا أنه احتوى على مساحات قد تمنح للقوى السياسية أو بعضها الالتحاق بأنصار الله تحت أي اتفاق كان مثلا عدم تحديد أسماء أعضاء مجلس الرئاسة.. وكدا موقفه من البرلمان الحالي. وأوضح الحنشي: "بحسب معرفتي لموقف القوى السياسية، أن لا أحد سيقبل اللحاق بالجماعة الحوثية جماعة أنصار الله الآن هي في مأزق حقيقي وأخذت اليمن معها أيضا لهذا المأزق جماعة أنصار الله غير مقبولة في الداخل.. ولا مقبولة إقليميا ودوليا. واليمن في وضع اقتصادي على شفا الانهيار. بمجرد وقف المساعدات عن اليمن ستسقط البلد يمكن القول أن الجماعه قد انتحرت. وأردف الناشط السياسي عبد الرحمن مطهر في حديثه إلى "مصر العربية": كما لاحظنا انه تمت قراءة الإعلان الدستوري هذا الإعلان حدد الفترة الانتقالية بعامين لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة ومرجعة مواد الدستور الجديد والاستفتاء عليه للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية . وتابع : وأعتقد ان الجميع شارك في الوصول بالبلد إلى هذه الحالة المتعبة بما فيهم هادي اللي كان يلعب بالبيضة والحجر ويضرب هذا بهذا إلى جانب جميع المكونات السياسية دون استثناء التي لا هم لها سوى مصالحها الشخصية الضيقة فقط رئيس الوزراء المستقيل المهندس خالد محفوظ بحاح من يستحق الاحترام الذي تحمل تبعات وفساد الحكومة السابقة والأحداث المتسارعة لم تسعف حكومته عمل ما كان يؤمل منها في تحريك عجلة التمنية ومكافحة الفساد. وأشار إلى أن حضور وزير الدفاع اللواء الصبيحي ووزير الداخلية اللواء جلال الرويشان وأيضا رئيس جهاز الامن السياسي اللواء حمود خالد الصوفي لم يوضح الكثير سوى أنهم على تنسيق تام مع انصار الله وأعتقد انه بعد إعلان اسماء أعضاء المجلس الانتقالي الذي حل محل مجلس النواب ستتضح الكثير من الأمور والخفايا والمواقف الداخلية والخارجية. خامسا.. الغضب الشعبي السياسي اليمني محمد إسماعيل ذكر خلال حديثه ل " مصر العربية " أن اليمن تتجه الى ثورة عارمة في كل انحاء الجمهورية رفضا للاعلان الدستوري كونه تشكل من طرف واحد وهو انصار الله..سيحدث رفض بالجنوب ومعظم محافظات الجمهورية بإختصار هناك ثورة قادمة تجب ماقبلها من الثورات. سادسا.. الرفض الدولي أعرب بان كي مون ومسؤولون آخرون عن قلقهم للغاية إزاء التطورات في اليمن بعد إعلان جماعة الحوثي "إعلان دستوري" بحل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي. وقال متحدث باسم الأممالمتحدة يوم الجمعة إن المنظمة الدولية قلقة مما وصفته بفراغ السلطة في اليمن بعدما حل الحوثيون البرلمان واعلنوا تشكيل مجلس رئاسي جديد. وقال المتحدث ستيفان دوجاريتش للصحفيين "هذا الفراغ في السلطة مبعث قلق شديد لنا.. يتابع الأمين العام (بان كي مون) وكل الأطراف المعنية باليمن الوضع عن كثب". وأضاف أن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن جمال بنعمر يعود الآن للعاصمة صنعاء بسبب تفاقم الأزمة. مصر العربية