تستعد القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لخوض معركة فاصلة ضد ميليشيات الحوثي الموالية لإيران وقوات الرئيس المخلوع علي صالح، خصوصاً في محافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء. فقد صعدت قبائل مأرب استعداداتها لحسم المواجهات المسلحة مع الحوثيين وقوات صالح ومنع سقوط المحافظة في قبضة المتمردين على غرار ما حدث في محافظة الجوف المجاورة قبل أيام عدة، فيما لجأ الحوثيون إلى بعض الحيل للتسلل إلى مأرب منها التنكر بملابس نسائية، إلا أن المقاومة تمكنت من إلقاء القبض عليهم.
وكشفت مصادر قبلية في مديرية صرواح لصحيفة «المستقبل» أن قبائل مأرب بالتنسيق مع قوات التحالف، تستعد لتطهير مديرية صرواح وبشكل نهائي من المتمردين قبيل انهاء سيطرتهم على مواقع متفرقة في محيط منطقة الجدعان، التي تعد منطقة استراتيجية في المحافظة.
وأشارت المصادر الى أن ائتلاف قبائل مأربوالجوف استكمل استعداداته لاستعادة السيطرة على عاصمة محافظة الجوف التي سيطر المتمردون الحوثيون وقوات صالح عليها نتيجة خيانة بعض مراكز القوى القبلية في الحزم التي لا تزال تدين بالولاء لصالح، مؤكدة أن تحرير الجوف بات وشيكاً وأن استراتيجية جديدة سيتم تنفيذها تتضمن الزحف المتدرج على صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين من خلال السيطرة على المناطق القبلية الحدودية التي تربط محافظتي الجوف وصعدة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر في المقاومة انها ألقت القبض على مجموعة من مسلحي الحوثي كانوا متنكرين بملابس نسائية في منطقة السحيل، حاولوا التسلل والدخول إلى مدينة مأرب.
وأشارت المصادر الى ان المشهد العسكري في مأرب يشهد حالة من الكر والفر بين المقاومة والميليشيات التابعة للحوثي وصالح في الكثير من المواقع، وأن المقاومة في مأرب تضم في صفوفها مسلحين من خارجها وخصوصاً من محافظة عمران، وأنه من الصعب الحديث عن سيطرة أي من طرفي الصراع على المحافظة الآن.
وكانت قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مدينة مأرب تبادلت مع ميليشيا المتمردين القصف بصواريخ الكاتيوشا، واستهدفت قيادة المنطقة السادسة الموالية لهادي منطقة الطلعة الحمراء التي يتمركز فيها المتمردون الذين ردوا على القصف بالمثل، فيما تشهد مناطق عدة في المحافظة مواجهات مستمرة، بين المقاومة والمتمردين، خصوصاً في منطقة الجفينة والطلعة الحمراء والسايلة وفي منطقة ماس والجميزر وجبل الصلب في الجدعان، ومخدرة.
ودشنت المقاومة الشعبية في محافظة حجة، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تنفيذ هجمات مباغتة على مناطق تمركز للحوثيين في عاصمة المحافظة التي تعد من أبرز مناطق نفوذ جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع تصعيد المقاومة الشعبية في إقليم أزال الذي يضم كلاً من عمران ومحافظة صنعاءوحجة وصعدة، لعمليات الاستهداف لمراكز تجمع مقاتلي جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن قوات المتمردين خسرت أول من أمس عدداً من مسلحيها في هجوم شنته المقاومة الشعبية على مواقع لتلك القوات في مديرية مجزر، موضحة ان عدد قتلى مسلحي الحوثي وصالح بلغ 17 قتيلا، فيما جُرح آخرون، موضحة أن رجال المقاومة هاجموا مواقع تسللت إليها عناصر من ميليشيات الحوثي وصالح، كما تمكنوا من القبض على عناصر من المتسللين، وأُصيب أثناء الهجوم ثلاثة من رجال المقاومة.
وأضافت أن المقاومة استولت على عربة عسكرية من نوع BMP وأسلحة متوسطة وذخائر، كما تمكنت من إحراق دبابة بعد فرار الحوثيين من تلك المواقع، التي تم استعادتها.
وفي الجنوب، اندلعت موجة جديدة من المواجهات العنيفة بين المقاومة الشعبية ومسلحي جماعة الحوثي في محافظة الضالع، حيث سجلت خلال الأسابيع القليلة الماضية انتصارات مهمة على القوات الموالية للحوثيين وصالح.
وأشارت مصادر محلية في الضالع إلى أن الاشتباكات جاءت بعد محاولة الحوثيين التقدم من قعطبة باتجاه سناح واستعادة المواقع التي سقطت من أيديهم خلال الفترة الماضية، موضحة أن مواجهات بمختلف أنواع الأسلحة اندلعت في مناطق عقلة ولكمة الشعوب .
وفي مدينة عدن المنكوبة، واصل الحوثيون وأنصار صالح قصف أحياء المدينة بمختلف أنواع الأسلحة، واتهمت مصادر في المقاومة الشعبية الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، باستخدام أسلحة قد تكون محرمة دولياً.
نقل موقع «عدن الغد» الجنوبي عن سكان في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة، قولهم إن القوات الموالية للحوثيين وصالح أطلقت مساء أول من أمس السبت عدداً من القنابل المضيئة التي تحمل شظايا مشتعلة، مؤكداً أن قذائف أصابت عدداً من المساكن وألحقت بها أضراراً بالغة.