تجتمع المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، بشقيها السياسي والعسكري، في العاصمة السعودية، الرياض، بغية توحيد الموقف والرؤية، حيال الحل السياسي، قبل اجتماع نيويوركبالولاياتالمتحدة، حول الأزمة السورية، المزمع عقده في 18 ديسمبر/ كانون أول الجاري. وتناقش المعارضة في اجتماعها، الخروج برؤية موحدة لمستقبل سوريا، وفقاً لبيان جنيف 1، واختيار وفد تفاوضي، من أجل المرحلة التفاوضية، حسب بيان اجتماع فيينا 2، الذي أعلنته مجموعة العمل الدولية حول سوريا.
وكانت وزارة الخارجية السعودية، أعلنت في بيان لها، أنها "وجهت الدعوة لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة، بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية، داخل سوريا وخارجها، للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية في العاصمة الرياض في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري".
وذكر البيان، أن الدعوة وجهت إلى المعارضة، بناء على التشاور مع معظم الشركاء في الأطراف الدولية الفاعلة، ومبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا".
وأفادت المعلومات، التي حصل عليها مراسل الأناضول، من مصادر محلية، أن أبرز فصائل المعارضة السورية ستشارك في الاجتماع، هي حركة أحرار الشام الاسلامية وجيش الاسلام ونور الدين زنكي وفيلق الشام، والفرقة الساحلية الأولى والثانية، وغيرها من فصائل الجيش الحر.
ورغم الضغوطات الأمريكية، رفضت المملكة السعودية، توجيه دعوة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، وجناحها العسكري "وحدات حماية الشعب"، بسبب معارضة تركيا، التي تعتبرها امتداداً لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية في سوريا، ما دفع حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي إلى الإعلان عن اجتماع مواز للمعارضة السورية، بمشاركة شخصيات، تسمي نفسها معارضة سورية أبرزهم؛ هيثم مناع وقدري جميل.
ويستفيد حزب الاتحاد الديمقراطي من التنافس الأمريكي والروسي، منذ عامين في سوريا، حيث بدأت روسيا بتقديم دعم عسكري إلى الحزب، عقب إسقاط تركيا لطائرة روسية، انتهكت مجالها الجوي على الحدود السورية التركية الشهر الماضي.
وأوضح رئيس المجلس السوري التركماني، عبد الرحمن مصطفى، للأناضول، أن السعودية وجهت الدعوة للمعارضة السورية لأول مرة في مايو/ أيار الماضي، لكنها تأجلت عدة مرات، وبعد مسيرة فيينا أصبح من الممكن عقد هكذا اجتماع.
ولفت مصطفى إلى أن الدعوة التي أُرسلت إليهم، تحدد الهدف من الاجتماع، حول توحيد المعارضة وتشكيل وفد تفاوضي وفقاً لمبادئ مؤتمر فيينا 2، مشيراً إلى صعوبة توحيد المعارضة وحساسية المرحلة الحالية.
وأضاف، أن "اتفقت 17 دولة مشاركة باجتماعات فيينا على الإعلان عن وقف إطلاق للنار في سوريا، وإعداد دستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرًا، واجتماع الرياض يهدف إلى توحيد المعارضة كي تكون المحاور الوحيد، لكن لن يكون ذلك سهلاً، خاصة توحيدها فيما يخص قرار وقف إطلاق النار".
وأشار مصطفى أن روسيا دائماً تتذرع بأن المعارضة غير موحدة، مؤكداً أن توحدها يعني اسقاط ذرائعها، مقراً في الوقت ذاته بأن ذلك لن يكون سهلاً.
من جانبه، أوضح رئيس الإئتلاف السوري المعارض، خالد خوجا، في وقت سابق للأناضول، أن الهدف من الاجتماع؛ توحيد المعارضة السورية على اختلاف فئاتها وتياراتها وأطيافها، والاتفاق على كيفية الفترة الانتقالية في سوريا.
وأضاف، قائلاً "سنعلن عن رؤية جديدة، فنحن متفقون إلى حد كبير حول سوريا ما بعد الأسد، وبعد الآن لن نسمح بالقول بإن المعارضة السورية غير موحدة. سنتجتمع في الرياض ونصدر بياناً مشتركاً".
وكانت العاصمة النمساوية فيينا، شهدت اجتماعين؛ الأول في 30 أكتوبر/ تشرين الأول، والثاني في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وشارك في الاجتماعات 17 دولة، تمثل مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة.
وأُعلن في الاجتماع الثاني عن خارطة طريق لمرحلة الحل السياسي في سوريا تتمثل بمرحلة تفاوضية مدتها 6 أشهر، تتضمن مفاوضات بين فصائل المعارضة والنظام، بإشراف الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، تبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير، ولغاية 30 حزيران/يونيو، بغية التوصل إلى تشكيل حكومة مؤقتة واسعة الصلاحيات استنادا لاتفاقية جنيف، وخلال فترة الأشهر الستة سيتم بحث مصير الأسد، تليها مرحلة انتقالية، تمتد ل 18 شهراً، يتم خلالها وضع دستور جديد للبلاد والذهاب إلى الانتخابات".
وتسعى روسيا إلى ضمان بقاء الأسد في السلطة، تحت مسمى الحل السياسي، وتحاول إضعاف المعارضة السورية عبر تصنيف أبرز فصائلها المسلحة بأنها "إرهابية"، وتحاول إقناع الولاياتالمتحدة بذلك، وتزعم بأن المعارضة لا تمتلك هيئة تفاوضية عليا باسمها.