تجري على قدم وساق عملية استعادة العاصمة اليمنيةصنعاء، وتحرير المناطق الجبلية الشمالية. حيث تتقدم القوات التي تدعمها السعودية، والموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، باتجاه مأرب إلى الشرق مباشرة من صنعاء. وينقسم الهجوم الرئيسي إلى ثلاث هجمات منفصلة: - يتركز الأول على مدينة الحزم في الشمال. حيث استعادت القوات الموالية المدينة يوم 18 ديسمبر، وتشير تقارير وحدات المدرعات والميكانيكا التابعة للتحالف والقادمة من مأرب إلى أن التحالف يعزز موقفه. - ويتقدم الهجوم الثاني عبر مديرية نِهم، أقصر الطرق إلى صنعاء. حيث نجحت قوات التحالف في السيطرة على العديد من المزايا الفائقة استراتيجيًا على الطريق إلى العاصمة، ويعتقد أنها على مقربة 40 كم (25 ميلًا). وتشير تقارير متفرقة إلى أن احتمالية ظهور مقاتلي المقاومة في القرى الصغيرة الأقرب إلى صنعاء؛ ربما تحسبًا لوصول قوات التحالف. - ويتقدم الهجوم الثالث باتجاه الجنوب، عبر خولان. حيث فرضت قوات التحالف حصارًا على المدينة، وقصفت سكانها بضربات جوية عقابية. في صنعاء ذاتها، تفيد التقارير باستعداد الحوثيين للدفاع عن المدينة، رغم أن المصادر على الأرض تشير إلى غياب القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. قد يكون هذا نتيجة الاستنزاف المستمر الذي خلفته الحملة الجوية التي تقودها السعودية، أو بسبب نقل هذه القوات للقتال في الجنوب، أو الدفع بهم إلى الحدود السعودية. وبالإضافة إلى هجوم مأرب، شُنَّت عمليتي توغل أصغر من اتجاه المملكة العربية السعودية لتشتيت الحوثيين والعناصر الموالية لصالح. وإلى جانب الدفع من جهة منطقة جازان، وقع هجوم جديد على مقربة من البقع، وذكرت بعض التقارير أن المدينة تم الاستيلاء عليها من مقاتلي الحوثيين. وعلى غرار هجوم حرض الأسبوع الماضي، توقفت قوات التحالف بسرعة فور استكمال أهدافها المحدودة، بدلًا من التوغل في عمق اليمن. وبرزت مزاعم بأن السعوديين يعتمدون بشكل كبير على العناصر القبلية للمساعدة في المناوشات العابرة للحدود، لا سيما أولئك المتحالفين مع حزب الإصلاح. ورغم أن الرياض تعتبر الإصلاح مجموعة إرهابية أقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الأزمة الحالية في اليمن دفعت السعوديين لاستمالة المجموعة كشريك في القتال ضد الحوثيين. هذا الدفع باتجاه صنعاء يُظهِر نفوذ التحالف في أماكن أخرى في اليمن. ففي تعز، تراجعت حدة القتال إلى أدنى مستوياتها خلال أسبوعين، وربما يكون الحوثيون يقومون بنقل أفرادهم إلى المواقع الرئيسية تحسبًا لاندلاع قتال شديد في المستقبل. في الوقت ذاته، لا يزال مقاتلو الحوثيين والموالون لصالح يحاولون إحداث إصابات في صفوف التحالف. ويواصل الموالون لصالح إطلاق صواريخ توشكا الموجهة ضد قوات التحالف في مأرب؛ على أمل عرقلة التموضع المتقدم للقوات في تلك المنطقة. وأخيرًا، تم إطلاق صاروخ بالستي من اليمن على المملكة العربية السعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ثم أُطلِق آخر يوم 21 ديسمبر. ونجحت بطاريات الباتريوت السعودية في الاشتباك مع صواريخ SA-2 وتدميرها. ويبدو أن مثل الهجمات مقصودة، باعتبارها حيلة للترهيب من الإقدام على محاولة فعلية لإحداث إصابات. فحتى إذا لم تعترض أنظمة الباتريوت الصواريخ، فإن الرؤوس الحربية المزوَّدة على متنها لديها قدرات محدودة، ما يقلل أي تأثير محتمل على الأرض.