من المتوقع أن تبث قناة بلقيس الفضائية لقاء مع اللواء عبد الرب الشدادي يتحدث فيه عن سيرة حياته المهنية والعسكرية في صفوف قوات الجيش اليمني . وقد سرب المراسل في القناة يحيى السواري بعضا من تلك الأحاديث التي تناولها الشدادي في المقابلة ومن بينها ما قاله حول نفسه من خلال الأسطر القليلة التالية: كان الضابط الصغير يظن أن الشاحنات مليئة بالسلاح, وكان فخوراً بنفسه لأن القيادة وثقت به وكلفته بحماية الشاحنات من باب المند حتى تصل إلى العاصمة صنعاء, وفي منتصف الطريق اكتشف هذا الضابط أن الشاحنات ليست محملة بالأسلحة بل محملة بالمشروبات الكحولية المستوردة (خمور) فاشتعل غضبه وأوقف الشاحنات وتأكد من الحمولة ثم أمر جنوده وسائقي الشاحنات بالعودة إلى المعسكر (معسكر خالد بمحافظة تعز), لينهض صباحاً قائد المعسكر الذي كلّف هذا الضابط بالمهمة ويجد ساحة التدريب مستنقعاً للكحول الفاخرة وآلاف الزجاجات المكسرة, لقد قام الضابط باتلاف الشحنة كاملةً في ساحة المعسكر. وبعد محاكمة عسكرية انتقامية أُتّهم خلالها بالخيانة العظمى ومخالفة الأوامر العسكرية, الغى علي عبدالله صالح حكم الإعدام الصادر بحق هذا الضابط بعفو فصل تام من القوات المسلحة, ليقوم علي محسن الأحمر بطلب هذا الضابط إعجاباً بشجاعته وقوة شخصيته وأعاده للسلك العسكري عن طريق النفوذ التي يتمتع بها, ولكن هذه المرة تحت قيادة مباشرة من علي محسن. وبعد عدة سنوات يتم اختيار هذا الضابط في التشكيلة الجديدة لقوات الحرس الجمهوري الأكثر تطوراً واحترافية بقيادة نجل الرئيس حينها علي صالح. لم يكن يدري هذا الضابط مالذي سيحدث له حين أتلف تلك الشحنة في نهاية الثمانينات. كما أنها لم يكن يدري ما الذي سيحدث له حين خالف الأوامر في مارس 2011 وقاد بنفسه الكتيبتين التي أمر علي صالح بتحركهما من معسكر 72 حرس جمهوري لاستلام الحزام الامني حول ساحة التغيير بصنعاء, وخالف هذا الضابط الأوامر حينها لأنه كان يعلم أن علي صالح يريد استخدام الكتيبتين في فض الاعتصام, فرفض أمر وزير الدفاع الذي كلّف ضابط مضمون الولاء لصالح وتولّى قيادة الكتيبتين بنفسه. أيضاً هذا الضابط لم يكن يعلم مالذي سيحدث له حين وقف ضد انقلاب الحوثيين في 2014 ووقف مع الشرعية حين تركها الجميع. نعم هو اللواء عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكري الثالثة, الرجل الذي رأى النجاة في التمسك بشرفه العسكري حين كان يراه الجميع انتحاراً. الرجل الذي لن تكف عن الاستغراب والذهول وأنت تستمع لقصّة حياته الشبيهة بتلك الافلام التي تسكنك شخصية البطل فيها لبعض الوقت وتتمنى الحصول على تجربة مشابهة لتصبح مثله.