انسحبت ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع علي عبدالله صالح من مناطق واسعة في نهم على وقع ضربات قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، وقاموا بالتمركز في جبال المناطق المطلة على المديرية ونصبوا مدافع بعيدة المدى وراجمات صواريخ الكاتيوشا في المنطقة، فيما بدأت قبائل أرحب في الاحتشاد لمواجهة تلك الإجراءات الجديدة للانقلابيين في مناطقهم. وذكر عضو المركز الإعلامي التابع للمقاومة في صنعاء وأحد أبناء مديرية أرحب أحمد يحيى عايض، ل«الإمارات اليوم»، أن الميليشيات الانقلابية تراجعت نحو مديرية أرحب وقامت بنصب صواريخ ومدافع بعيدة المدى على تخوم المديرية باتجاه نهم، وتمركزوا في منطقة «بني حكم» التي تبعد عن معسكر الصمع الاستراتيجي نحو ستة كيلومترات فقط.
وأشار عايض إلى أن أهالي وأبناء أرحب تداعت عقب هذه الإجراءات التي قامت بها ميليشيا الانقلاب في مناطقهم، وهم المشهود لهم برفضهم المتواصل لتواجد أو تحركات أي قوات للمخلوع صالح أو الانقلابيين، منذ عام 2011، وقاموا بحشد مقاتليهم استعداداً لمواجهة تلك الإجراءات، مؤكداً أن معظم أبناء منطقة أرحب منخرطون في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فيما البقية الموجودة في قرى ومناطق ارحب مستعدة لأن تجعل النيران تشتعل تحت أقدام الانقلابيين في انتظار توجيهات المقاومة والجيش الوطني لهم.
وقال الإعلامي عايض، إن التضليل الإعلامي للانقلابيين دفع بأنصارهم نحو التهلكة في نهم ومأرب، الأمر الذي جعلهم يتراجعون نحو تخوم أرحب.
في الأثناء، قال نائب رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء ركن ناصر الطاهري، إن الاستعدادات النهائية لمعركة تحرير العاصمة صنعاء على وشك الانتهاء، وستتم من جهات عدة. وأضاف في تصريحات صحافية، أن العمل جارٍ على التنسيق والتحضير واستكمال الإمكانات المتاحة في هذا الشأن.
وفيما تمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية بمساندة مقاتلات التحالف من السيطرة على كولة وقرية الحول وحجر السلطاء شمال نقيل ابن غيلان، ومناطق الطُوَيِّل والنصيب وقرية النشف وجبل الحريم من الجنوب، سقط 55 قتيلاً حوثياً و15 شهيداً من المقاومة خلال معارك الأيام الثلاثة الماضية في تلك المناطق.
من جانب آخر، ذكر مصدر محلي في أرحب أن ميليشيا الحوثي قامت بقتل اثنين من أبناء عم الشيخ وضاح بن مسعود أحد القادة البارزين للجماعة، في إطار عمليات التصفية التي تشهدها صفوفهم منذ فترة، ما أدى إلى قيام أبناء قبيلة بيت مسعود بمحاصرة الانقلابيين في المنطقة ومطالبتهم بتسليم القتلة.
من جهة أخرى، شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع الانقلابيين وقوات المخلوع صالح في العاصمة استهدفت مقر ألوية الصواريخ بعيدة المدى في جبل عطان وأسفل الجبل بالقرب من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في جنوب غرب العاصمة، كما استهدفت مواقعهم في جبل ظفار شمال غرب العاصمة.
وفي محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الميليشيات في المعهد المهني بقرية الورك بمديرية عيال سريح.
وفي محافظة حجة، تواصلت عمليات الحشود في جبهتي حرض وميدي الحدوديتين من قبل قوات التحالف العربي وقوات الشرعية، استعداداً على ما يبدو لبدء مرحلة ثانية من التقدم تجاه مناطق جديدة في حجة باتجاه مثلث عاهم ومنطقة الملاحيظ في صعدة.
وذكر أحد أعيان حرض والناشط في مجال الإغاثة الإنسانية محمد الريح ل«الإمارات اليوم»، أن المناطق الواقعة من ميدي إلى حرض، تشهد استعدادات مكثفة لقوات التحالف والشرعية اليمنية.
من جهة أخرى، ذكر مصدر محلي في مديرية عبس بمحافظة حجة، أن بوارج التحالف قصفت معسكر 25 ميكا بعبس، وكذا تجمعات للانقلابيين في إحدى المزارع بالمنطقة أوقعت فيهم قتلى وجرحى بالعشرات.
وأشار المصدر إلى أن قوات التحالف والشرعية قامت بعملية استدراج لميليشيا الحوثي في محيط ميدي، والذين وصلتهم تعزيزات أخيراً وقاموا بعملية نوعية ضدهم بمشاركة الأباتشي أوقعوا فيهم عشرات القتلى.
وفي منطقة الخوخة الواقعة على الطريق بين محافظتي الحديدةوتعز، أكد مصدر محلي في المنطقة ل«الإمارات اليوم»، قيام قوات التحالف البحرية بالتمركز على شواطئ المنطقة لمنع عمليات التهريب التي كانت تمارسها جماعة الانقلاب عبر زوارق صغيرة لمادتي الديزل والبترول وكذا الأسلحة.
وفي محافظة تعز، تمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني من صد هجوم واسع للانقلابيين في منطقة العنين بمديرية جبل حبشي جنوب غرب تعز، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين.
وأكد مصدر قيام مقاتلات التحالف بمشاركة المقاومة وقوات الشرعية في استهداف تجمعات الانقلابيين في منطقة الصراهم بسلسلة من الغارات العنيفة.
وكانت مقاتلات التحالف قصفت مواقع ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع في يختل بالمخا غرب تعز، حيث استهدفت القصف سيارة تحمل راداراً ودمرتها بالكامل.
وفي مديرية المسراخ بمنطقة الأقروض وصلت كتيبة تابعة لقوات الشرعية تلقت تدريباً نوعياً في محافظة مأرب على أيدي قوات التحالف، إلى منطقة النشمة استعداداً للدفع بها إلى الأقروض التي تشهد معارك عنيفة منذ أيام مع ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح، التي تهدف إلى التمركز على جوانب الطرق المودية الى تعز من عدن ولحج.