تشهد العاصمة اليمنية صنعاء مظاهر استنفار وتحفز غير مسبوقين في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بالتزامن مع اقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة من منطقة «نقيل غيلان» التي تبعد 10 كم عن مطار صنعاء الدولي، وقاعدة الديلمي الجوية بشمالي العاصمة. وعزز الحوثيون من انتشار مسلحيهم في العديد من الشوارع الرئيسية بالعاصمة صنعاء، بالترافق مع استحداث المزيد من الحواجز ونقاط التفتيش على امتداد الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بمحافظات مجاورة، كذمار وعمران. كما لجأ الحوثيون إلى فرض تدابير أمنية وعسكرية مشددة على المنافذ الحدودية التي تربط العاصمة بمحافظة عمران المجاورة، ومفرق صباحة الذي تتفرع منه الطرق الرئيسية إلى كل من تعز والحديدة، في إجراءات ترافقت مع صدور توجيهات من قيادة الجماعة للقيادات المقربة من زعيم الجماعة بمغادرة العاصمة إلى مناطق قبلية مجاورة، وبخاصة منطقة «بني حشيش» التي تعد المنطقة القبلية الوحيدة في محيط صنعاء التي يمتلك الحوثيون فيها حاضنة شعبية محدودة. وعلمت «الخليج» بأن انقساماً حاداً طرأ في صفوف قيادات جماعة الحوثي جرّاء إيفاد قيادة الجماعة ممثلين إلى السعودية وتدشينها عملية «تهدئة قسرية» على الحدود، وهو ما قوبل بسخط من قبل العديد من قيادات الجماعة، الذين اعتبروا أن ذلك يمثل اعترافاً بالهزيمة العسكرية.