تشهد شوارع عدن غليان شعبي إثر قرار مؤسسة الكهرباء رفع ساعات انقطاع الكهرباء إلى 16 ساعة في اليوم الواحد. ونفذ المئات من أبناء وسكان مدينة عدن ظهر اليوم الجمعة مسيرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بتحسين وضع الكهرباء في المدينة الساحلية التي تعد من أكثر المدن اليمنية كثافة سكانية ومن أعلاها في ارتفاع درجة الحرارة. وفيما مسلحو المقاومة الجنوبية اقتحموا اليوم موقع مولدات الطاقة المستأجرة لإجبارها على العمل بعد توقفها إثر تخلف الدولة من تسديد استحقاقاتها المتراكمة منذ عام كانت شوارع المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد تشهد مسيرات احتجاجية منددة بالانقطاع المتواصل للكهرباء ومطالبة بإنهاء العجز في التيار الكهربائي. وفي مديرية المعلا نفذ ناشطون وقفة احتجاجية رفعوا خلالها شموع ولافتات صغيرة تطالب بحل مشكلة الكهرباء. وفي مديرية دار سعد أشعل مواطنين غاضبين النار في إطارات السيارات، مانعين حركة المرور بعدد من الشوارع العامة، كما قاموا باعتراض سيارة تابعة لمؤسسة كهرباء عدن والاعتداء بالضرب على عاملين من عمال المؤسسة. واستغرب مواطنو عدن ما سموه "بالعقاب الجماعي" على سكان المدينةعدن والذي تمارسه مؤسسة كهرباء من خلال رفع الانقطاعات التعسفية للتيار الكهربائي لفترات تصل إلى 4 ساعات انقطاع متواصلة في الجرعة الواحدة، بمقابل عودة التيار لأقل من ساعتين فقط، لافتين في احاديثهم إلى أن حياة عشرات الآلاف من النساء والاطفال والمرضى باتت مهددة بالموت بسبب تزايد ساعات انقطاعات الكهرباء. واستنكر المواطنين تلك الانقطاعات غير المبررة للتيار الكهربائي على أهالي المدينة بالتزامن مع دخول فصل الصيف التي تشهد فيها ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة تصاحبها أشعة حارقة للشمس. وقال ساكنون في حي القطيع بمديرية صيرة أن انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم بلغ مدة 6 ساعات متواصلة منذ يوم أمس الخميس، وأكد ممرضون في مستشفى الجمهورية وصل عشرات من حالات الإغماء من المواطنين جراء ارتفاع ضغط الدم، ومستوى السكر وطالب أهالي وسكان عدن محافظ المحافظة عيدروس قاسم الزُّبيدي، بإيقاف وإحالة كل موظف متورط بفساد وخيانة للأمانة في مؤسسة كهرباء عدن للتحقيق والمحاسبة. وعبر عدد من النشطاء والإعلاميين في عدن، عن استغرابهم من إلقاء المسؤولية في انقطاع الكهرباء والتي تطلقها قيادات مؤسسة كهرباء عدن تجاه مصفاة عدن بأنها تمنع تزويد محطة الحسوة الكهروحراية بالمازوت. وناشدوا في تصريحات مختلفة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بجمعية الهلال الأحمر الناشطة في عدن سرعة إنقاذ أهالي المدينة من انقطاعات الكهرباء بعد عجز وفشل السلطات الرسمية في المدينة من حلها ومعالجتها. من جانب أخر هددت المقاومة الجنوبية بمدينة المعلا، بأنها سوف تعمل على حل مشكلة الكهرباء المتقطعة في سائرة مديريات عدن، من خلال فرض العمل على مولدات الطاقة المستأجرة والمتوقفة في مديرية المعلا منذ عام تقريباً. وقالت مصادر ل(المركز اليمني للإعلام) أن المقاومة الجنوبية في مدينة المعلا، اضطرت عصر اليوم - الجمعة- إلى اللجوء إلى عملية اقتحام موقع مولدات الطاقة المستأجرة المتوقفة منذ أكثر من عام والتابعة لشركة تأجير أجنبية بحجة الديون المتراكمة على الدولة. وقال أفراد من المقاومة الجنوبية أن تحركها جاء لإنقاذ أهالي المدينة من شدة الحر المتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك، وذلك عبر اللجوء إلى وسائل تجبر الطاقة المتوقفة على لعمل في ظل تزايد الوضع المأساوي للكهرباء في المحافظة. وأوضحت مصادر ل(المركز اليمني للإعلام) أن القدرة التوليدية للطاقة المستأجرة والمتوقفة في مديرية بالمعلا، تقدر ب25 ميجاوات، وهي قادرة على تشغيل المديرية ومحيطها بشكل مستقل بما يخفف من حدة الانقطاعات المتكررة يومياَ لتصل إلى مرتين في اليوم الواحد.
