هاجم رئيس وفد الحوثيين المتحدث باسم الجماعة " محمد عبدالسلام " المبعوث الأممي إلى اليمن " إسماعيل ولد الشيخ " خلال جلسة أمس الخميس بعد إعلان الكويت إمهال الأطراف اليمنية " 15 " يوماً لحسم المفاضوات أو المغادرة . وقال مصدر مطلع في المشاورات أن " محمد عبدالسلام " وجَّه إلى المبعوث الأممي ألفاظا غير لائقة وحملّه مسؤولية إعلان الكويت تلك المهلة .
وأكد المصدر أن ناطق الحوثيين اتهم المبعوث الأممي بالانحياز للوفد الحكومي، وخيانة مهام وظيفته، حسب قوله، وهو ما عدَّته الوساطة تجرؤا مرفوضا، وطالبته بالاعتذار وسحب اتهاماته على الفور، إلا أنه أصر على موقفه ورفض الاعتذار، كما أكد رفض جماعته لأجندة المشاورات.
و دأب وفد الحوثيين خلال الجولات الماضية على توجيه استفزازاته للجميع، بما فيهم الوسطاء الدوليون، وتفوهوا في حقهم بالعديد من الألفاظ الخارجة عن الحياء، إلا أن الهجوم الأخير على المبعوث الأممي يعد هو الأكثر جرأة ووقاحة.
استمرار التسويف أشار مراقبون إلى أن التعنت الذي يبديه الحوثيون، وعدم رغبتهم في التوصل إلى حلول، وتعمد إطالة أمد الأزمة، بثّ روح اليأس وسط الوسطاء الدوليين والعديد من الجهات التي تحاول الدفع باتجاه الحل النهائي، وفي مقدمتها الدولة المضيفة.
وأضافوا أن جميع تلك الأطراف توصلت إلى قناعة مفادها أن الجولة الحالية لن تسفر عن أي تطور إيجابي، لا سيما مع رفض الحوثيين للأجندة التي حددها المبعوث الدولي، وإصرارهم على البدء بتشكيل حكومة ائتلافية يشاركون فيها، قبل بحث القضايا الأمنية التي شددت عليها الوساطة، وأعلنت أنها تمثل الأساس الذي يجب أن تنطلق منه الجولة الحالية، وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي ينص ابتداء على سحب الميليشيات قواتها من المدن والمحافظات التي اجتاحتها، وإعادة أسلحة الجيش، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، قبل التطرق للقضايا السياسية.
وتتمثل مماطلة الحوثيين في عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات من خلال التراجع عن الالتزامات السابقة واستفزاز الطرف الآخر والوساطة إضافة إلى مواصلة الاعتداءات بحق المدنيين وأيضاً نقض الاتفاقات والتعهدات يضاف تحريك القوات على الأرض وتكثيف العمل العسكري .