رغم الضجيج والضجيج الآخر عن الضالع وعن الانتصار والمقاومة والشعارات الثورية الرنانة التي عادة مايتباهى بها القادة الميامين ,,إلا أن الواقع هنا في هذه المدينة أمر مؤسف وفي أسوء مراحل التدهور لكنها بعيدا عن عدسات الكاميرات التي عادة مايهتم ملتقطوها بمناظر توافق نفوسهم التواقة لنقل الصورة المغايرة على غير المعتاد .. في الضالع وخاصة مع طقوس عيد الأضحى تبدو البساطة وعدم التكلف والبعد عن البذخ والاسراف عند مواطني المحافظة خاصة في مدينة ريفية تفتقر لحديقة او متنفس او حتى ملعب يحتضن الاطفال والشباب وهواه الرياضات المختلفة رغما عن المباهاة التي صج بها اذاننا صائغوا المصطلحات التحررية بانواعها. إرتفاع جنوني للأسعار !
دائما مايكون هناك ارتفاع للاسعار في عاصمة محافظة الضالع مع اقتراب مواسم الاعياد الا ان هذا العام شكل فارقة كبيرة من حيث انخفاض القوة الشرائية للمواطن وعدم الرقابة على التجار في ظل غياب السلطات الامنية والقضائية والرقابية بشكل كامل لترتفع الأسعار أضعاف مضاعفة عن أسعارها في أسواق قريبة للضالع. فبرزت معاناة المواطنيين كأمر واقع مع استغلال بشع من قبل التجار الذي عادة مايكونون محميون بمقاومون على شكل مليشيات فردية او جماعية وهو ماسهل افتراس هذه السباع التجارية للمواطن والتي لم تراع فيهم ولو حق الانسانية المتعارف عليه عرفا وشرعا وقانونا.
ليصبح الجميع بين نار الغلاء الفاحش وغياب السلطات الضبطية والامنية في مدينة تعج بألاف المتسوقين ومن مختلف المديريات , ومازاد الطين بلة هو تاخر صرف معاشات ومرتبات الموظفين ليكون كل ذلك علقما ومرا مريرا في حلق المواطن مما جعله يعزف عزوفا كليا عن فرحة العيد بالكلية وربما استبدل ذلك بملهيات بعيدة عن عادات الضالع وطقوسها العيدية المعتادة .
طوابير البريد أثناء العيد!
برزت مشكلة عدم وجود السيولة النقدية كعباراة مرة إستفحلت في الأشهر الاخيرة فكانت كفيلة بتكثيف طوابير الموظفين أمام مكتب بريد الضالع مما ضاعف المعاناة , وبدلا من ان يفرح الناس واطفالهم صاروا مهمومين في كيفية توفير متطلبات العيد من ملابس وجعالات إضافة لأضحية العيد التي كانت بمثابة كابوس يؤرق الجميع خاصة مع غياب الجمعيات الخيرية والمؤسسات الداعمة او التي كانت الى قبل عامين توفر ولو أدنى متطلبات العيد للفقراء والارامل والمعوزين . يقول أحد موظفي الجمعيات الخيرية عندما وجهنا له سؤالاً عن سبب الغياب في هذا العام ارجع الامر الى الوضع الاقتصادي والامني العام وانقطاع الاستيراد اضافة للجماعات المليشياوية المتواجدة في الضالع والتي تتقمص دور المقاومة والحامية والتي ربما تطالب بنصيبها على حساب الفقراء والمعدمين . منغصات إنتفت معها الفرحة!
المواطن في الضالع يرأى أن العيد في هذا العام مناسبة "ثقيلة " حسب قوله كونها جاءت في ظل تدهور كبير في الإقتصاد والخدمات، وهو ما أثر بشكل سلبي على فرحة المواطنين العامة ، ويضيف محمد وهيب ان الازمات فاقة التوقعات فلا ماء ولاكهرباء ولاأمن ولاضبط تسعيره كل هذه منغصات انتفت معها فرحة العيد وتم تاجيل هذه الفرحة حتى إشعار آخر حسب قوله.