نظم المجلس الانتقالي الجنوبي، الداعي لانفصال جنوباليمن عن شماله، عصر أمس السبت، مهرجانا بمدينة الغيظة- مركز محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، شرقي اليمن- أشهر خلاله فرعه في المحافظة، وأعلن تدشين «الجمعية الوطنية الجنوبية". وفي السياق ذكرت مصادر صحفية أن رئيس المجلس الانتقالي اللواء/ عيدروس الزُبيدي، التزم، في خطاب ألقاه بالمهرجان، بعدم الإساءة للرئيس هادي أو التهجم على الحكومة الشرعية، كما فعل في مهرجان سابق بمدينة المكلا مركز محافظة حضرموت. وأكد الزُبيدي على البدء في تشكيل ما اسماه «الجمعية الوطنية الجنوبية» من المحافظاتالجنوبية ومنها محافظة المهرة، وعلى حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره، كما حاول مغازلة أبناء المهرة بإعطائهم الحق في تشكيل إقليم مستقل ضمن دولة الجنوب. ودعا التحالف العربي لتأسيس قوات النخبة المهرية، على غرار قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية. وقال الزبيدي في خطابه «نؤكد لكم أيها الأحرار في محافظة المهرة البوابة الشرقية للجنوب أن المهرة.. لن تكون إلا مالكة لكل حقوقها من خلال اعتمادها إقليما بشراكة كاملة في إطار دولة الجنوب الفيدرالية المدنية المنشودة». ورفع عدد من المشاركين في المهرجان، علم سلطنة المهرة وسقطرى، المكون من الألوان الأخضر والأبيض والأحمر مع شعار الهلال، في تعبير عن رفض شعبي لمشروع انفصال الجنوب وتلويحهم بالعودة إلى مشروعهم في دولة مستقلة، حال الإصرار على الانفصال. المصادر ذاتها ذكرت أن الزُبيدي كان قد حضر في وقت سابق من صباح أمس، لقاءً موسعاً مع وجاهات وأعيان المهرة. وقالت المصادر إن ضغوطاً مارستها وجاهات المحافظة لتغيير شعار اللقاء من «معاً نحو الاستقلال» إلى شعار مختلف «معاً نحو الاستقرار». وقبل توجه عيدروس الزُبيدي وأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي إلى محافظة المهرة، أوفد المجلس عضوه أحمد الملس إلى الغيظة الأربعاء الماضي، للتشاور مع السلطة المحلية وأعضاء المجلس المهري بشأن شروط تم إعلانها قبل استقبال وفد المجلس الانتقالي. وأكدت مصادر محلية وأخرى حكومية صحة الشروط التي تم تسريبها عبر وسائل إعلامية، مقابل السماح لوفد المجلس الانتقالي بالقدوم إلى محافظة المهرة وإقامة حفل إشهار فرع المجلس بمدينة الغيظة. وتضمنت الشروط، منع أي إساءة أو تهجم على الحكومة الشرعية والرئيس هادي، ومنع أية خطابات استفزازية تحرض على قوات الحكومة الشرعية، والتأكيد على أن الانتقالي الجنوبي مكون من المكونات وليس ممثلاً لأبناء المهرة. ويؤيد المهريون مشروع اليمن الاتحادي، وطالبوا في مناسبات عديدة بإقليم مستقل للمهرة مع ارخبيل سقطرى، وأعلنوا رفضهم لما أسموه «الضم والإلحاق لإقليم حضرموت» وفي حال الإصرار على ضم المهرة لإقليم حضرموت، يهدد المجلس المهري برفع سقف مطالبه إلى دولة مستقلة على حدود 67.