تعيش العاصمة صنعاء أزمة مشتقات نفطية خانقة منذ الإثنين الماضي بعد إعلان قوات التحالف العربي إغلاق كافة المنافذ اليمنية ردا على إطلاق الحوثيين صاروخا على العاصمة السعودية الرياض التي تقود التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن. وبدت شوارع العاصمة صنعاء لليوم الرابع على التوالي وكأنها شبه خالية من المواطنين، مع توقف معظم المركبات عن العمل بعد الجرعة السعرية الجديدة في المشتقات النفطية التي فرضتها جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة صنعاء ومناطق يمنية أخرى بعد قرار التحالف العربي إغلاق كافة المنافذ لليمن. فمنذ ليلة الإثنين الماضي تفاجأ المواطنون بارتفاع جنوني ومخيف في أسعار المشتقات النفطية حتى وصلت إلى 7000 ريال ل 20 لتر من البنزين كما ارتفع سعر اسطوانة الغاز المنزلي إلى 5500 ريال و8800 للديزل والبعض الآخر يؤكد بأنه بلغ حتى 10000 ريال في محطات البيع بالعاصمة، رغم تأكيد مصادر عن دخول 200 قاطرة غاز و200 قاطرة بترول بشكل يومي من محافظتي حضرموت ومأرب إلى العاصمة صنعاء. وأغلقت معظم المحطات والتي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي، أبوابها أمام أعداد مهولة من المواطنين ومالكي المركبات الذين يشكلون طوابير طويلة في شوارع العاصمة بانتظار الحصول على احتياجاتهم الضرورية، وخاصة الغاز المنزلي الذي يقول شهود عيان بأنه تسبب بعراك بين السكان أمام محطة مفزر ومحطات أخرى بسبب سرقة اسطواناتهم. ويذكر سائق في المواصلات العامة "أن أعداداً كبيرة من الركاب على أطراف الطرقات بعد انعدام خدمة المواصلات العامة وتوقف سياراتهم؛ كما لجأ بعضهم إلى رفع السعر 100% للراكب الواحد ليستطيع تغطية سعر البترول ما زاد من عبئ السكان". وأجبر مواطنون على التعامل مع محطات السوق السوداء، والتي تؤكد دارسة محلية عن وجود 689 سوقا سوداء لبيع المشتقات في العاصمة صنعاء وحدها بعد إصدار جماعة الحوثيين تشريعا لتنظيم استيراد المشتقات، وهو ما وصفته الدراسة ب " الإجهاز على شركة النفط".