شهدت مدينة تعز وسط البلدا- أمس الثلاثاء- أحداثا دامية راح ضحيتها قتلى وجرحى بينهم مدنيون.. وأُصيب مسؤول رفيع في محافظة تعز، بإطلاق نار خلال اشتباكات مسلحة بين أفراد من الشرطة العسكرية وعناصر مسلحة أخرى. وقال مصدر عسكري في قيادة محور تعز بتصريحات صحفية إن" وكيل محافظة تعز عارف جامل، أصيب خلال الاشتباكات. ووفقا لمصدر مسؤول في محور تعز، أحبطت قيادة المحور تمرداُ عسكرياً لقائد الشرطة العسكرية العقيد/ جمال الشميري، الثلاثاء، في حين أصيب وكيل المحافظة/ عارف جامل بطلقة نارية في قدمه خلال محاولة التمرد. وقال المصدر إن الجيش الوطني أحبط محاولة تمردا للشرطة العسكرية ضد قيادة محور تعز، كان يخطط لها العقيد/ جمال الشميري. وكشف المصدر المسؤول أن قيادة الجيش الوطني تمكنت من إحكام سيطرتها على معسكر الشرطة العسكرية، بعد تلقيها معلومات مسبقة. وأفاد مصدر عسكري أن " قائد الشرطة العسكرية في المحافظة العقيد جمال الشميري، حاول التمرد على قيادة المحور العسكري عن طريق تسليم معدات في الشرطة لمجاميع أخرى متمردة وخارجة عن قيادة المحور". وأشار إلى أن "أفراداً من الشرطة العسكرية (موالين لقيادة المحور) اشتبكوا بالرصاص مع المجاميع المسلحة، التي كان من المقرر أن تتسلم معدات تابعة للشرطة، ما أسفر عن إصابة وكيل المحافظة، خلال تواجده أثناء الاشتباكات". وذكر المصدر المسؤول ل"الموقع بوست"، أن قائد الشرطة العسكرية انضم لكتائب أبي العباس، بمعية وكيل محافظة تعز عارف جامل. ولفت المصدر إلى أن عارف جامل أصيب في طلقة بقدمه، خلال محاولة التمرد. وقالت مصادر عسكرية إن مجاميع مسلحة تابعة لعارف جامل هاجمت معسكر الشرطة العسكرية، في محاولة لاسترداده بعد إحكام قيادة محور تعز سيطرتها على المعسكر. لكن وكيل محافظة تعز عارف جامل، حمّل قائد محور تعز العسكري اللواء/ خالد فاضل مسؤولية إصابته بطلق ناري، عندما كان يقود وساطة لإنهاء التوتر في تعز، حيث شهدت المدينة في وقت سابق اشتباكات بين فصائل أبي العباس وقوات من لواء الصعاليك وكلا الطرفين يواليان الحكومة الشرعية. وقال بيان صادر عن مكتب جامل إن الحادث كان محكماً ومرتباً من سابق، حيث أطلقت عليه القوات التابعة لقيادة المحور، النار بشكل مباشر هو ولجنة الوساطة. وأوضح بأن اللجنة المكلفة بتهدئة الأوضاع وفض الاشتباكات الحاصلة منذ ثلاثة أيام بين لواء الصعاليك وكتائب أبو العباس، استكملت مهامها حيث تم تسليم إحدى التباب للشرطة العسكرية. وأضاف «وأثناء عمل اللجنة بإزالة الأتربة من الشوارع وفك المتارس وتطبيع الوضع، تفاجأنا باتصال من قائد المحور لأحد أفراد الشرطة العسكرية يبلغ قائد الشرطة العسكرية بمنعه من دخول مقر الشرطة العسكرية". وتابع البيان «أثناء عودتنا نحن واللجنة المكلفة ومعنا الدكتور/ عبدالحكيم عون- وكيل المحافظة- والعقيد/ جمال الشميري- قائد الشرطة العسكرية- تفاجأنا بوجود أطقم تابعه لقيادة المحور قاموا مباشرة بفك السلاح وإطلاق النار، وكانوا أيضا متمترسين على المباني المحيطة، بمعنى أنه كان هناك كمينا محكما ومرتبا من سابق". وأشار إلى أنه «حصلت اشتباكات على إثرها (لم يوضح بين من دارت)، وانسحبنا من المكان حرصاً على أرواح الأفراد المتواجدين في مقر الشرطة العسكرية". وحمّل الوكيل جامل قائد المحور مسؤولية عرقلة عمل لجنة التهدئة. وقال "نحن ندين هذا العمل الذي يصدر ممن نعتبره قائد محور يفترض به أن يكون أكثر داعم لعملية الاستقرار والأمن وأكثر دافع لعملية حل الإشكال القائم". من جهتها قالت قيادة محور تعز، إن ما جرى أمام مقر قيادة الشرطة العسكرية هو شأن عسكري بحت جاء نتيجة لتدخل سلبي من خارج مؤسسة الجيش أدَّت إلى تعرض مكاسب التحرير ومؤسسات الدولة إلى الخطر. وأضافت- في بلاغ صحفي صادر عنها- إن الجيش سيبقى قادرا على حل كل العوائق والإشكالات التي تعترض وحدة قراره العسكري. وأكدت قيادة محور تعز على أن الجيش الوطني بألويته ومؤسساته العسكرية لن تحيد عن مهمته الرئيسية التي أولاه إياها شعبنا وقيادته العسكرية في الدفاع عن الوطن وتحريره من سيطرة الانقلاب واستعادة الدولة، وأنه سيظل حارسا أمينا لمكتسبات الدولة والتحرير وإفشال كافة المؤامرات والعوائق التي تبرز في طريق التحرير واستعادة الدولة وحماية مؤسساتها. ودعت قيادة محور تعز الجميع إلى دعم الجيش الوطني خصوصاُ في ظل الحرب القائمة، التي تستوجب رص الصفوف والوحدة لدعم الجيش، بدلا من إرباك مسيرته أو رمي الإعاقات في طريقه. ونوه البلاغ الصحفي إلى أن الجيش محكوم بقيادته العسكرية في قيادة المحور والمنطقة العسكرية الرابعة وهيئة الأركان والقيادة العليا للقوات المسلحة، ولا يقبل مطلقاً أي تدخل في مهامه واختصاصاته خارج تلك المؤسسات. وأكدت قيادة المحور أن الجيش سيتصرف بكل حزم أمام من يحاول استهدافه أو استهداف وحدة قراره أو تعريض مكاسب التحرير للخطر ومؤسسات الدولة للانتقاص. ورفضت قيادة محور تعز بشكل قاطع الإساءة إلى أي من أفراد وضباط ومؤسسات الجيش، وفي حال حدوث أي إشكالات فهناك مؤسسات عسكرية قادرة على التعامل وفق ما تقتضي القوانين والأعراف العسكرية. وأشار البلاغ إلى أن الجيش الوطني سيبذل كل الجهود في سبيل تثبيت الأمن وحماية المؤسسات العامة والخاصة، وردع كل بؤر الفوضى وتأمين حياة الناس والمضي قدماً في استكمال معركة التحرير وصد المعتدين. وفي المقابل دعت كتائب أبي العباس رئيس الجمهورية إلى التدخل العاجل لإنهاء وضع الفوضى في المدينة والذي لو تطور فإن ذلك ينذر بكارثة.. وقالت قيادة الجبهة الشرقية بتعز كتائب أبي العباس إن هناك أطرافا تهدف لإعاقة أي توجه لإنهاء حالة التوتر التي تشهدها تعز وأنها لا تعيش إلا في ظل الفوضى. وأشارت إلى أن لجنة الوساطة تعرضت لكمين أثناء توجهها إلى مقر الشرطة العسكرية.