موعد والقنوات الناقلة لمباراتي برشلونة ضد سان جيرمان ودورتموند ضد أتلتيكو مدريد    السفاهة.. حين تكون دينا..!    معهد دولي أمريكي: أربعة سيناريوهات في اليمن أحدها إقامة دولة جنوبية    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    انتشال جثتي طفلتين من أحد السدود بمحافظة صنعاء وسط مطالبات بتوفير وسائل الحماية الأزمة    ما وراء امتناع شركات الصرافة بصنعاء عن تداول العملة النقدية الجديدة !    تحذير حوثي من هجرة رؤوس الأموال والتجار من اليمن نتيجة لسياسية النهب    حكم الجمع في الصيام بين نية القضاء وصيام ست من شوال    نجحت بأوكرانيا وفشلت بإسرائيل.. لماذا أخفقت مسيّرات إيران؟    هل ستطيح أمريكا بالنظام الإيراني كما أطاحت بنظام "صدام حسين" وأعدمته بعدما قصف اسرائيل؟    ماذا يحدث بصنعاء وصعدة؟؟.. حزب الله يطيح بقيادات حوثية بارزة بينها محمد علي الحوثي وعبدالملك يضحي برجالاته!    لا داعي لدعم الحوثيين: خبير اقتصادي يكسف فوائد استيراد القات الهرري    اليمن يطرح مجزرة الحوثيين بتفجير منازل رداع على رؤوس ساكنيها في جلسة لمجلس الأمن الدولي    "إيران تسببت في تدمير التعاطف الدولي تجاه غزة"..كاتب صحفي يكشف عن حبل سري يربط بين اسرائيل وايران    مصرع جنديين وإصابة 4 في حادث انقلاب طقم عسكري بأبين والكشف عن حوادث السير خلال 24 ساعة    فيرونا يعود من بعيد ويفرض التعادل على اتالانتا في الدوري الايطالي    - ماهي الكارثة الاليمة المتوقع حدوثها في شهر شوال أو مايو القادمين في اليمن ؟    القوات الأمنية في عدن تلقي القبض على متهم برمي قنبلة يدوية وإصابة 3 مواطنين    الليغا .... فالنسيا يفوز على اوساسونا بهدف قاتل    نونيز: كلوب ساعدني في التطور    الحكومة: استعادة مؤسسات الدولة منتهى أي هدف لعملية سلام    مسلسل تطفيش التجار مستمر.. اضراب في مراكز الرقابة الجمركية    شيخ مشائخ قبائل العلوي بردفان والضالع يُعزَّي المناضل ناصر الهيج بوفاة زوجته    المبعوث الأممي يحذر من عواقب إهمال العملية السياسية في اليمن ومواصلة مسار التصعيد مميز    الوزير الزعوري يشيد بمستوى الإنضباط الوظيفي بعد إجازة عيد الفطر المبارك    إصدار أول تأشيرة لحجاج اليمن للموسم 1445 وتسهيلات من وزارة الحج والعمرة السعودية    خلال إجازة العيد.. مستشفيات مأرب تستقبل قرابة 8 آلاف حالة    إنتر ميلان المتصدر يتعادل مع كالياري بهدفين لمثلهما    كيف نتحرك في ظل هذه المعطيات؟    "العمالقة الجنوبية" تسقط طائرة مسيرة حوثية على حدود شبوة مأرب    جريمة قتل في خورة شبوة: شقيق المقتول يعفوا عن قاتل أخيه فوق القبر    البنك الدولي.. سنوات الصراع حولت اليمن إلى أكثر البلدان فقراً في العالم مميز    مجلس الامن يدعو للتهدئة وضبط النفس والتراجع عن حافة الهاوية بالشرق الأوسط مميز    العوذلي: البلاد ذاهبة للضياع والسلفيين مشغولين بقصّات شعر الشباب    إسرائيل خسرت 1.5 مليار دولار في ليلة واحدة لصد هجوم إيران    12 دوري في 11 موسما.. نجم البايرن الخاسر الأكبر من تتويج ليفركوزن    زواج الأصدقاء من بنات أفكار عبدالمجيد الزنداني    الوحدة التنفيذية : وفاة وإصابة 99 نازحاً بمأرب في حوادث حريق منذ العام 2020    هل يعيد التاريخ نفسه؟ شبح انزلاقة جيرارد يحلق في سماء البريميرليج    جماعة الحوثي ترفض التراجع عن هذا القرار المثير للسخط الشعبي بصنعاء    هل صيام الست من شوال كل إثنين وخميس له نفس ثواب صومها متتابعة؟    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    فشل محاولة اغتيال"صعتر" مسرحية لتغطية اغتيال قادم لأحد قادة الانتقالي    فضيحة جديدة تهز قناة عدن المستقلة التابعة للانتقالي الجنوبي (صورة)    الخميس استئناف مباريات بطولة كرة السلة الرمضانية لأندية ساحل حضرموت    البنك الدولي يضع اليمن ضمن أكثر البلدان فقراً في العالم    رئيس الوزراء يعود الى عدن بعد أيام من زيارته لمحافظة حضرموت    حلقة رقص شعبي يمني بوسط القاهرة تثير ردود أفعال متباينة ونخب مصرية ترفض الإساءة لليمنيين - فيديو    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    أهالي تعز يُحذرون من انتشار فيروس ومخاوف من تفشي مرض خطير    حتى لا يُتركُ الجنوبُ لبقايا شرعيةٍ مهترئةٍ وفاسدةٍ.    نزول ثلث الليل الأخير.. وتحديد أوقات لإجابة الدعاء.. خرافة    موجة جديدة من الكوليرا تُعكر صفو عيد الفطر في اليمن    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    يستقبلونه ثم تلاحقه لعناتهم: الحضارم يسلقون بن مبارك بألسنة حداد!!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    سديم    بين الإستقبال والوداع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحرير تعز.. المعركة المفصلية التي تأخرت كثيراً

سياسيون يصفون إعلانات التحرير المكررة مجرد خدعة دأب التحالف عليها لتمرير أهداف خاصة.. وأطراف في التحالف والشرعية تتبادل الاتهامات حيال المسؤول عن خذلان تعز
خبراء عسكريون يؤكدون بأن عملية التحرير تتطلب خطة عسكرية واقعية وقيادة موحدة واستعدادات قتالية وعسكرية.. وقيادات في الجيش تشكو من شحة الإمكانات وقلة الدعم
متابعون يشيرون إلى عجز قيادات الشرعية والجيش والمقاومة عن تحقيق وعودها.. والحكومة تبرر ما يعوق تقدم المعارك بعدم رغبات أطراف تتسابق على اقتسام كعكة الانتصارات
ناشطون يعيبون على القيادات المتصدرة واجهة المعركة الافتقار للخبرة العسكرية.. وحالة لاثقة تسيطر على أغلب نخب تعز راكمتها خبرتهم السلبية بشأن النوايا والأهداف تجاه مدينتهم
كثيراً مايسمع أبناء محافظة تعز، وسط اليمن، عن عمليات عسكرية تنطلق تحت لافتة تحرير المدينة، وهو كلام مكرر، إلا انه سرعان مايتلاشى مجرد أن تكون العمليات في خطواتها الأولى لتنعكس سلباً رغم التضحيات والخسائر التي تقدمها المدينة، مايثير تساؤلات الكثيرين عن الأسباب التي تعيق الحسم في معركة تحرير تعز.
ولم يسبق لمدينة أن حظيت بما تحظى به المحافظة من إعلانات ووعود باقتراب موعد خلاصها وبدء ساعة الصفر.. وعلى وقع الوعود، تتصاعد معاناة مدينة تعز مع استمرار الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي في إصدار وعودا متكررة وعمليات عسكرية متتالية تحت لافتة تحرير تعز.
تحرير تعز.. أكثر من علامة استفهام
نهاية يناير، كانت قيادة تعز، ممثلة بمحافظ المحافظة المعين من هادي أمين محمود وقائد المحور قائد اللواء 145 خالد فاضل، أعلنت عن عملية عسكرية واسعة لاستكمال تحرير المدينة وكسر الحصار المفروض عليها منذ سنوات.
وأتت العملية الأخيرة في ظل تغطية إعلامية محلية واسعة وإسناد مكثف من مقاتلات التحالف العربي التي شنت خلال أيام عشرات الغارات استهدفت عدد من مواقع الحوثيين شمال وشرق غرب المدينة، إلا أن ذلك لم يسفر عن تقدم عسكري مهم لقوات الشرعية، بحسب إفادة تقارير إعلامية، باستثناء الجبهة الغربية.
ورغم خروج قائد محور تعز للإدلاء بتصريحات عما قال أنها انتصارات أحرزتها قواته في عدة مواقع شرق وغرب المدينة، إلا أنها اقتصرت على واحد من عدة محاور حيث المواجهات مع جماعة الحوثي شمال وشرق وغرب المدينة، إضافة إلى أنها أقل بكثير من المستوى الذي تتطلبه عملية تحرير شامله بحسب أهدافها المعلنة التي تسعي لفك الحصار واستكمال تحرير المناطق التي لا زالت تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وبحسب مصادر إعلامية مطلعة، فإن القيادات التي تتصدر واجهة المعركة هي تلك التي تفتقر للخبرة العسكرية اللازمة وتم استدعاؤها قبل أشهر من عدن لفرضها وتمكينها من مهام عسكرية ومالية في إدارة معركة تخص القادة العسكريين.
ليست المرة الأولي هذه التي يجري فيها الإعلان عن انطلاق عملية عسكرية واسعة بهدف التحرير، فقد تعاقب على مثلها عشرات القيادات من المقاومة والجيش والحكومة وقيادات السلطة المحلية ، غير أن هذا الإعلان تميز بسياقات مختلفة دفعت بالبعض لمغادرة شكوكهم تجاه ما يحاك لتعز.
وقبل أكثر من عامين كان حمود المخلافي قائد المقاومة يجلس بجوار نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة آنذاك خالد بحاح لتدارس خطة التحرير التي قال عنها بحاح أنها جاهزة وبانتظار القرار السياسي.
وفي أغسطس من العام 2017، أعلن قائد محور تعز خالد فاضل عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مناطق غرب المدينة ، مؤكدا استمرارها لتحرير مناطق غرب المدينة باتجاه جبهة الساحل، حيث المخا التي تولت قوات جنوبية مدعومة من الإمارات تحريرها مطلع فبراير من نفس العام دون أدنى تنسيق مع قيادة تعز.
وفي نوفمبر 2015، قال الرئيس هادي أن قدومه إلى عدن كان بغرض الإشراف المباشر على معركة تحرير محافظة تعز التي وصفها ببوابة اليمن الكبرى ، ليكتفي بعده بن دغر بإطلاق وصف مفتاح النصر عليها.
وعود مكررة وعمليات مشكوك فيها
تسيطر حالة من اللاثقة على أغلب نخب تعز تجاه كهذا إعلانات لا يرون فيها ما يستحق الرهان، بسبب الخبرة السلبية التي تراكمت في أذهانهم بشأن نوايا التحالف وأهدافه تجاه مدينتهم.
وثمة اعتقاد راسخ يتسع مع مرور الأيام مفاده أن تلك الإعلانات ليست سوى مجرد خدعة دأب التحالف على استخدامها لتمرير أهدافا خاصة ليس من بينها تحرير تعز التي بات الكثير من أبنائها على قناعة بأنها تقع خارج أولويات التحالف وبعض أطراف الشرعية في المواجهة مع الإنقلاب.
في نظر المحلل السياسي، ورئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث/ عبد السلام محمد فإن جبهة تعز واضح منذ البداية أنها جبهة استنزاف الحوثيين ولقوى ثورة الربيع العربي، وهناك مخاوف من أن تحرير تعز يؤدي إلى نهاية غير متحكم فيها في الحرب، أي بمعنى أن أطراف في التحالف العربي يخاف من أن تنتهي المعارك بانتصار قوى يعتبرها عدائية مثل الإصلاح وشباب الثورة.
وتشير التحليلات إلى عجز قيادات الشرعية والحكومة والجيش والمقاومة عن تحقيق أيا مما وعدت به، لكن أحدا منهم لا يتردد في تبرير ذلك النحو الذي ظهر به الرئيس هادي ذات مرة في سبتمبر من العام الماضي، حيث قال في مقابلته مع صحيفة القدس العربي، أن ما "يعوق تقدم المعارك في تعز هو عدم رغبة بعض الأطراف في أن يحسب إحراز تقدم عسكري على مكونات سياسية وعسكرية معينة".
كما أن تحرير تعز، بحسب تصريح عبد السلام محمد ل"أخبار اليوم"، سيمكن الدولة من الانتقال إليها، وهو ما لا تريده بعض أطراف التحالف العربي حاليا.
يقول عبد السلام أنه بعد اكتشافهم أن عدم تحرير تعز سيعرقل أي تقدم للقوات إلى الحديدة، خاصة بعد ترتيب الجبهة الغربية استعدادا لمشارك قوات طارق صالح ضغطوا لتغيير المحافظ مقابل عملية عسكرية وهمية لتحرير تعز وهاهو الأمر يتكرر في تحولها لاستنزاف.
ويعتقد رئيس مركز أبعاد أن تعز لن يترك لها فرصة التحرير، لان ذلك يعني انتهاء الحرب، وستكون ضمن المناطق التي تدخل في إطار اتفاق سياسي لإدارتها مقابل توقف الحرب، لان فقدان الحوثي تعز معناه تمسكه أكثر بصعدة وصنعاء، حد توضيحه.
وكان المعمري محافظ تعز السابق، كرر قبل ثلاثة أشهر من القاهرة، ما سبق لهادي قوله بشأن معوقات التحرير. وأضاف أن طرفا في التحالف– في إشارة للإمارات التي خصها بالذكر في سياق آخر– يتحفظ على بعض الأطراف في المقاومة بخصوص عملية التحرير.
ومثل المعمري، حمود المخلافي قائد المقاومة الأول كان قد أعلن، قبل أكثر من عام، وبكل صراحة، أن تعز تعرضت وما تزال تتعرض لخذلان مبرمج وكيد ممنهج، في إشارة للتحالف دون تميز بين هذا أو ذاك.
يذكر أن حمود المخلافي تعرض لضغوط كبيرة من قيادة التحالف أجبرته على مغادرة المدينة بعد نحو عام على اضطلاعه بقيادة مقاومة شعبية لمواجهة مسلحي جماعة الحوثي في أحياء المدينة أسفرت عن تحرير أجزاء واسعة منها انطلاق العملية العسكرية المحدودة التي تمكنت من فك الحصار جزئيا ليستقر عندها حال الجبهات باستثناء عمليات صغيرة لا ترقى لفك الحصار كليا.
معركة استنزاف فقط لاغير
يرى محللون عسكريون أن تلك الوعود والعمليات العسكرية التي تعطى لتعز مجرد كلام يكتب على الأوراق أو يلقى على شاشات وسائل الإعلام و ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لهدف امتصاص غضب الشارع وخوفا من انتفاضته ضد سياسة الحكومة الشرعية والتحالف العربي..
يقول الخبير العسكري علي الذهب "ل أخبار اليوم " أن تأخر الحسم في تعز سبق أن تحدث عنها الكثير من صناع ومتخذي القرار اليمني، وعلى رأس أولئك رئيس الجمهورية، الذي قال في إحدى مقابلاته الصحافية، إن تأخر الحسم مرتبط بموقف التحالف من بعض القوى التي يخشى أن يحتسب النصر لمصلحتها، في إشارة إلى حزب الإصلاح، أو بشكل أوسع " قوى 11 فبراير".
ويضيف: "وبطبيعة الحال فإن من يخشى ذلك، التحالف، ولا يمكن الفصل بين الإمارات والسعودية في هذا الجانب. فإن كان موقف الإمارات علنيا، فإن الموقف السعودي غير معلن، لكنه متطابق مع الموقف الإماراتي".
ويعتقد الذهب أن المعركة يراد لها أن تدور على هذا النحو الاستنزافي لكافة الأطراف، وأن تترك تعز في حالة اقتتال دائم، بحيث تحيد عن ما يجري في بقية المناطق، ومن ثم الدفع بها نحو اقتتال مستقبلي بين الأطراف المساندة للشرعية.
ويرى الذهب أن هذه العوامل، يكملها عامل نقص الأسلحة ونحوها من العتاد العسكري، وهو عامل مدروس من قبل التحالف، لتحقيق مقاصده السابقة الذكر.
ويضيف: "ويزيد الأمر ضعفا انقطاع المرتبات لعدة أشهر، وإهمال القيادة، بمختلف مستوياتها، للجرحى، وتعارض الاستراتيجيات والأجندات بين قوى الشرعية داخل المحافظة، وبعض وحدات الجيش والمقاومة، وهو ما أثر بشكل كبير على الأداء القتالي وعدم تحقيق تقدم كبير منذ وقت مبكر".
من جانبه يرى المحلل العسكري عبدالملك عزيز، إن "الترويج لتحرير تعز مجرد تخدير لهذه المدينة خوفاً من اللا نتاسب ضد سياسة التحالف بالتعامل مع تعز".
ويوضح أن "ما تبقّى من مناطق تحت سيطرة الانقلابيين من جغرافية تعز تعتبر جبهة استنزاف للعدو، خصوصاً أن المناطق التي تهم اللاعبين الدوليين والإقليميين هي تلك المناطق العسكرية الاستراتيجية التي تم تحريرها في باب المندب والمخأ غربي تعز".
ويلفت، إلى أن "اللقاءات بين قيادة تعز العسكرية وقيادة التحالف تأتي ضمن ترتيب الوضع الداخلي في تعز لتهيئة المدينة ودفع المحافظ الجديد للانتقال إليها، وذكر أن العمليات العسكرية الحقيقية لا يتم الحديث عنها".
ويشير عزيز، ل"العربي الجديد"، إلى أنه "حتى إذا تم تنفيذ عمليات عسكرية ستكون خاطفة في الجبهة الشرقية للمدينة".
ويؤكد أنه "لا توجد معطيات حقيقية على الأرض تؤكد أن هناك معركة عتيدة، وأن القوات العسكرية البالغة عددها أكثر من 45 ألف مقاتل غير مؤهلة، ومعظم الألوية تدار من قبل مكونات سياسية".
الحاجة لخطة عسكرية واقعية
في الوقت الذي كانت تسود حالة اطمئنان وتفاؤل وسط قطاع محدود من أبناء تعز بشأن إمكانية استمرار العملية الأخيرة وسعيها لتحقيق أهدافها المعلنة، واستند التفاؤل لما يعتقد أنها تحولات جديدة، طرأت على موقف التحالف تجاه مستقبل تعز ترجمت نفسها بعدة أشكال.
ففي الشهر المنصرم، عين الرئيس هادي محافظا جديدا لتعز، نعت بالجاد وبأنه على مسافة واحدة من قوى الصراع الداخلي.
وقبل حضور المحافظ بأيام لأداء اليمين الدستورية في الرياض، كانت قيادة المحور، برفقة قادة الألوية العسكرية، ولأول مرة، في اجتماع خاص مع قيادة التحالف والشرعية قيل أنه مخصص لمناقشة ترتيبات ما قبل التحرير وفقا لتقييمات قريبة من الشرعية.
لكن خبراء كثيرون يؤكدون بأن عملية التحرير لا تتطلب محافظا جديدا كي يتولى الإعلان عنها، بقدر ما تتطلب خطة عسكرية واقعية وقيادة موحدة واستعدادات قتالية وعسكرية من جنود مدربين وسلاح وعتاد متوسط وثقيل من دبابات ومصفحات ومدرعات، إلى جانب غرفة عمليات واحدة وتنسيق عالي المستوى وبمساندة فاعلة من قبل مقاتلات التحالف لا سيما الأباتشي التي أثبتت فاعليتها في تحرير عدد من المناطق ومنها الساحل الغربي لتعز.
وتشكو القيادة العسكرية في محافظة تعز من شحة الإمكانيات القتالية من أسلحة وذخائر ومعدات مما يصعب التقدم بالشكل المطلوب كما يسبب إعاقة كبيرة أمام الحسم والتحرير كون المليشيا تمتلك سلاح دولة لا سيما تكثف من زراعة الألغام..
وصرح الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز- العقيد/ عبدالباسط البحر أن سبب تأخر حسم معركة تحرير تعز هو قلة الدعم بالأسلحة النوعية.
وينظر كثير من متابعي مجريات الصراع في اليمن لتعز بوصفها جزء من صراع كلي يديره التحالف ويتعاطى مع مكوناته على نحو وظيفي تكاملي، فتعز– بنظرهم– ليست معزولة عن السياق العام للصراع ومساراته العسكرية الهادفة للضغط على الحوثي.
ويجزم هؤلاء بأن العملية العسكرية المعلن عنها مؤخراً بتعز لا تخرج عن كونها واحدة من الاستجابات المتوقعة لاستحقاقات مرحلة ما بعد صالح التي لم تتبين بعد ملامحها بما يكفي لاستكشافها.
كما أن تقييمها يتطلب استيعاب الاستعدادات الدولية ومساعيها الحثيثة لاستئناف مفاوضات السلام مع جماعة الحوثي وقد بات الممثل الوحيد لصنعاء، إلى جانب ما يجري في عدن من صراع وتوترات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لا يتوقع انتهاؤه قبل أن يتمخض عن قوة واحدة تمثلها.
وبحسب عسكريين، فإن معركة تحرير تعز ليست من السهولة بحيث يجري التعامل بذلك الخطاب الإعلامي العاطفي الاستهلاكى من قبل البعض الذي يتناول الحديث عن المعركة بمنطق خفة وسذاجة. يصرحون بأن تعز لا تملك مدرعات لكنها تملك جنود مدرعين ولا تملك كاسحات ألغام لكنها تملك شباب كاسحين فبدل طرح الأسئلة الجريئة أمام الجميع لماذا يتم الموافقة على معركة تحرير شاملة بدون آليات ومعدات بمعني بجب أن هناك تقييم حقيقي ومكاشفة من اجل تصويب الأداء وكشف مكامن الخلل.
وصرح قائد قطاع وهر في جبهة العنين بجبل حبشي- رقيب أول/ ياسر الوافي أن من أسباب وعوامل تأخر حسم معركة تعز هي الافتقار للأسلحة المطلوبة والمدرعات ولاسيما كاسحات الألغام، بحيث أن المليشيات جعلت خطوط التماس حقول ألغام.
ويؤكد الوافي، في حديثه ل"أخبار اليوم"، أن هناك عزيمة وإصرار من قبل أفراد الجيش الوطني وقيادة الألوية وقيادة المحور لاستكمال التحرير، لكن لا يتوفر الدعم الكافي لحسم معركة تحرير المحافظة، حد قوله.
أجندات محلية ودولية مترابطة
في حين يرى بعض الكتاب والصحفيين أن قوات التحالف العربي ليست جادة في حسم معركة تعز وأنها مستفيدة من استمرار الحرب فيها لتحقق مصالحها.. ينظر آخرون إلى ملف تحرير المدينة بأنه مرتبط بأجندات محلية وإقليمية تختلف مع رؤيا وأهداف أبناء المدينة.
وفي اعتقاد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي/ ياسين التميمي أن التحالف لا يبدو جادا في تحرير محافظة تعز؛ وأن العملية العسكرية الأخيرة؛ أراد من خلالها التحالف التغطية على أحداث عدن؛ وتمكين المحافظ الجديد ليبدو كما لو كان فاتحا.
ويشير إلى أن هناك استنزاف مقصود للمقاتلين بتعز بدوافع أيديولوجية، وأن أجندة الانفصال يبدو أنها تحول دون دعم التحالف لاستكمال عملية التحرير حتى لا يحدث تواصل مع المحافظات الجنوبية من شأنه أن يفسد مخطط فصل المحافظات الجنوبية، إلى جانب أن التحالف لا يرغب في توفير ملاذ آمن للسلطة الشرعية والذي قد تمثله تعز بعد التحرير.
ويؤكد التميمي أن هناك رغبة في إبقاء تعز نقطة تماس الاستنزاف في الوقت ذاته وحائل مبكر يظهر بشاعة الحوثيين وجرائمهم في مواجهة الحملات التي تطال التحالف.
وتتبادل أطراف في التحالف العربي ومكونات مؤيدة للشرعية الإتهامات حيال المسؤول عن خذلان تعز، ففي وقت سابق أشارت قيادات إماراتية مقربة من الحكم لحزب الإصلاح، ليتهمها نشطاء وإعلاميون محسوبون على الإصلاح بنفس التهمة، قبل أن يعلن الطرفان عن وقف التراشقات الإعلامية عقب لقاء الرياض الذي جمع قيادة الإصلاح بولي عهد أبو ظبي.
الصحفي/ فهد سلطان يرى أن ملف التحرير في تعز مرتبط بأجندات محلية وإقليمية، وهذه الأجندة تختلف جذرياً مع رؤية وأهداف أبناء المدينة.
ويقول سلطان، في حديثه ل"أخبار اليوم"، أنه "يجري محاولة إعادة لتشكيل خارطة جديدة على مستوى اليمن، وبسبب أن هناك عجز عن تنفيذها داخل تعز لأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية مرتبط بوضع المدينة، فإن مسالة التحرير قد تتأخذ وتأخذ أشكالاً متعددة من الحل".
مدينة تدفع ثمن موقعها موقفها الوطني
تختلف الإجابات عن تلك التساؤلات التي تبحث عن أسباب تأخر حسم معركة تحرير تعز من طرف إلى آخر، فيما تبقى جميع الإجابات تحمل الكثير من الشكوك، لتبدو غير مقنعة كي تعطي المواطن القدرة على التحلي بالصبر وانتظار الفرج كما يعتبرها مراقبون ومحللون..الخ.
يشير المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء- الدكتور/ عبد الباقي شمسان إلى أن هناك مخطط لجعل جغرافية تعز مسرح لعمليات صراع طويلة، وخلال هذا الصراع الطويل يتم تأسيس المناطق الجنوبية وفصلها عن بقية الجمهورية وفصل الساحل الغربي عن مدينة تعز بحيث يتم ما يسمى تقليص أو إزالة مخاوف الدول الغربية على الملاحة الدولية.
ويرى شمسان، في حديثه ل"أخبار اليوم" أن هذه المعارك ستكون استنزاف للمملكة العربية السعودية واستنزاف لدول التحالف واستنزاف للشعب اليمني، وبالتالي نحن أمام مخطط استراتيجي، هذه المدينة تدفع ثمنه من حيث أن هناك مشروع لفك الارتباط وبالتالي في حالة استعادتها لأنها ستندمج مع مدينة عدن وهذا لايستجيب لاستراتيجية الجغرافية الشمالية والجنوبية، وبالتالي بقاء تعز تحت الحصار يعني أن مشروع الدولة ذات الإقليمين قائم.
ويقول: "إذن نحن أمام مدينة تدفع ثمن موقعها الاستراتيجي وأيضا مواقفها الوطنية الحاملة للمشروع الوطني الديمقراطي، وبالتالي هم يريدون بقاءها محاصرة ونلاحظ أن هناك قبول لأطراف في التحالف بالمشروع الذي يتم ترتيبه ببقاء تعز محاصرة، أيضا تعز تطلعها وجماهيريتها كبيرة وعند استنزافها سيصبح تطلع جماهيرها منخفض ويقبلون بأي تسوية تعرض لهم تحت ضغوطات الحياة".
ويؤكد أن تعز كان بالإمكان استعادتها خلال فترة قصيرة جدا، لان هناك ثقب جمغرافي فقط تزويد المقاومة والجيش الوطني بالسلاح ودعم المدينة بالمواد الغذائية وبالتالي جبهة تعز ستلتحم مع المناطق الجنوبية وستلتحم مع استعادة الحديدة وستلتحم مع استعادة مدينة صنعاء.
ويقول: "إذن مدينة تعز محاصرة كانت سابقا من قبل الحوثيين وصالح وأصبحت حاليا من قبل الحوثيين لأنها ستغير المعادلة وسترفع معنويات وتطلعات الشعب نحو استعادة صنعاء وبقية المناطق والدفاع عن الجمهورية، وبالتالي بقاءها محاصرة يعني تعطيل جمغرافية وتعطيل مدينة تعتبر حامل جماهيري لليمن الجمهوري وتأخير حصارها من قبل التحالف يدعم الاستراتيجية التي رتبتها أطراف في التحالف".
ويعتقد شمسان أنه إذا أردنا أن نحقق طموحا وطنيا ينتصر على هذه الاستراتيجيات سواء التابعة للانقلابيين أو الاستراتيجية المتبعة من قبل دول التحالف، يجب على القوى الوطنية وعلى أبناء تعز سرعة استعادة الجغرافية الوطنية بتغيير المعادلة السياسية، مطالباً السلطة الشرعية أن تعزز مكانتها بأن تكون نقطة انطلاقتها مدينة تعز لأنها الحامل الجماهيري لمشروع الدولة المتعدد الأقاليم وأيضا الأعلى جمغرافية على مستوى الجمهورية تستطيع أن تغير المعادلة.
ولأهمية هذه المدينة الإستراتيجية والديمجرافية وأهميتها في الذاكرة الوطنية اليمنية وموقعها وامتدادها الاستراتيجي مع المناطق الجنوبية وباعتبارها الحد الفاصل بين الشمال والجنوب قبل تحقيق الوحدة اليمنية، يوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء أن تحرير مدينة تعز يتعارض مع الإستراتيجية المتبعة من قبل بعض دول التحالف.
ويختتم تصريحه: "المدينة بها ثقل ديمغرافي كبير جداً، لديها ما يسمى ب "الرساميل" الوطنية والتجارية وهذه الرساميل تلعب دوراً وطنياً باعتبارها الحامل الجماهيري لليمن المتعدد الأقاليم لليمن الجمهوري، وكل هذه الخصائص هي التي تحول دون التحرير".
/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.