بعد مصادرة مرتبات المعلمين وسلبهم قوت أطفالهم وتركهم ضحية للمجاعة منذ عامين مضت، تواصل مليشيا الحوثي الإنقلابية في المحافظات التي تسيطر عليها نهب حقوق ومرتبات الموظفين. من بين هذه المحافظات، محافظة المحويت، حيث واصلت المليشيا الحوثية قطع ونهب رواتب المعلمين الذين يعتبرون الراتب شريان الحياة. هذا الأمر والنهب المستمر لرواتب المعلمين والمعلمات أدى إلى تفاقم معاناتهم وساءت ظروفهم المعيشية. الناشطة التربوية بالمحويت الأستاذة فاطمة المحيا، وجهت نداء إنسانياً للمنظمات العاملة في حقوق الإنسان وقالت- في بيان حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه- إن تربويي المحويت يعيشون بين الوجع والواجب. ووجهت المعلمة المحيا نداءً إنسانياً إلى كافة المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني لإغاثة تربويين المحويت. وقالت المحيا، إن ما يمر به الوطن من أزمة إنسانية خانقة وظروف صعبة وقاسية نتيجة للحرب والحصار انعكست ظلالها السيئة على كل أبناء الوطن وتحمل التربويون الجزء الأكبر من هذه الأزمة الخانقة. محافظة المحويت التي تعتبر من أفقر المحافظات في الجمهورية اليمنية باعتبارها محافظة عديمة الموارد فإن التربويين فيها يقاسون أشد المعاناة من الفقر والعوز والفاقة نتيجة لانقطاع رواتبهم بسبب الحرب الذي يمر بها الوطن الغالي. المحيا، قالت وإذ يعيش المعلمون هذه الحرب التي خلالها نهبت المليشيا الحوثية حقوقهم ورواتبهم فهم في حيرة من أمرهم بين واجبهم الأسري وواجبهم الوطني. وتساءلت المحيا- في تصريح خاص ل"أخبار اليوم"- هل يظلون في مدارسهم صامدين ومستمرين في إنجاح العملية التعليمية ويتركون أسرهم تتضور جوعاً نتيجة لانقطاع رواتبهم أم يتركون مدارسهم فيتدهور التعليم والمستوى التعليمي لأبنائهم الطلاب. ورغم هذه الظروف إلا أنهم مستمرون في القيام بواجبهم التربوي والتعليمي، بحسب ما قالت المحيا، مؤكدة أن المعلمين في المحافظة بشكل خاص وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية بشكل عام يعانون الوجع الأليم على مرأى ومسمع من كل المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية وتجاهل السلطات المسيطرة. وأشارت- في النداء الإنساني- إلى منظمة الغذاء العالمي وإلى كل المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية إلى التحرك والمساهمة في إنقاذ أسر المعلمين بالمحويت. كما طالبت المحيا، هذه المنظمات إلى لفتة إنسانية عاجلة لوضع التربويين في محافظة المحويت لإنقاذهم من وضعهم الكارثي وذلك بدعمهم ولو حتى باعتماد سلة غذائية ضمن برنامج الغذاء العالمي لكي يسد جزءاً من حاجة أسرهم ليستطيعوا الاستمرار في أداء واجبهم التربوي والتعليمي. وناشدت المحيا، وزير التربية والتعليم ومدير عام التغذية المدرسية بالجمهورية ومحافظ المحافظة للقيام بدورهم الوطني والإنساني بمتابعة المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال لدعم التربويون. كما ناشدت المحيا المنظمات الحقوقية وكل الناشطين الحقوقيين للقيام بدورهم الإنساني تجاه إخوانهم التربويين في محافظة المحويت. وتزداد معاناة الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الإنقلابية، يوماً بعد آخر، تلخصت مع ارتفاع الأسعار بأشكال جنوني وغياب فرص العمل.