رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يقدّم استقالته لرئيس مجلس القيادة الرئاسي    وقفة تضامنية بمأرب تندد باستهداف الصحافة وتدعو لإطلاق سراح الصحفيين المختطفين    عاجل: قوات العمالقة تقضي على مجموعة حوثية في أطرف مأرب اليمنية    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    عدن تستغيث: لا ماء، لا كهرباء، لا أمل    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    عقد أسود للحريات.. نقابة الصحفيين توثق أكثر من 2000 انتهاك خلال عشر سنوات    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن: "رعاية أسر الشهداء" في ندوة وطنية للسلطة المحلية بالمحويت
نشر في صعدة برس يوم 21 - 04 - 2016

برعاية السلطة المحلية وبحضور عدد من قيادة المحافظة على رأسهم مشرف المحافظة الأستاذ فاضل الشرقي أبو عقيل ووكيل أول المحافظة الدكتور/ عبد الله الحمزي وأعضاء المجلس المحلي و التنفيذي والأكاديميون ومنظمات المجتمع المدني وعدد من المهتمين والمختصين والإعلاميين والقيادات الأمنية وحكومة الأطفال ..
أقيمت اليوم الأربعاء 20 أبريل 2016 بمحافظة المحويت ندوة وطنية حول المسئولية الوطنية والإنسانية والدينية تجاه شهداء الوطن وأسرهم بمشاركة ثلاث أوراق عمل الأولى انجازات مؤسسة الشهداء وما قدمته لأسرهم عرضها الأستاذ/ عبد القدوس الحاكم مدير فرع مؤسسة الشهداء والثانية ورقة عمل توصيات للدولة ومؤسساتها قدمها الدكتور/ ربيع شاكر المهدي رئيس منتدى أكاديميون من أجل السلام وحقوق الإنسان والورقة الثالثة حول المسئولية الدينية والوطنية والإنسانية عرضها وكيل المحافظة للشئون الأمنية الأستاذ/ عبد الكريم عاطف – أبو صالح وأدار الندوة مدير عام مكتب الثقافة الأستاذ/ مجاهد فتح شاكر ..
بدأت الندوة بالسلام الجمهوري ثم آيات بينات من القرآن الكريم تلاها الأستاذ/ أبو طه
بعد ذلك بدأ الأستاذ عبد القدوس الحاكم مدير فرع مؤسسة الشهداء بالمحويت بعرض ورقة عمل حول دور المؤسسة في رعاية أسر الشهداء وما حققته من إنجازات ، وتلى قوله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) .
وذكر في ورقته أربعة محاور:
المحور الأول معرض الصور والمجسمات للشهداء الذي أقيم في أسبوع الشهيد
والمحور الثاني قاعدة بيانات الشهداء
والمحور الثالث صرف مرتبات الشهداء
والمحور الرابع ما تقدمه مؤسسة الشهداء من خدمات
ثم شكر الدور الكبير لمشرف المحافظة أبو عقيل الذي ذلل كل الصعوبات لإنجاح كل هذه الأنشطة وشكّل لجان على مستوى المديريات ، وعمل جدول زمني لتنفيذ كل هذه الأنشطة والمناسبات .
وبدأنا العمل في تجهيز روضة الشهداء بمدينة شبام وجهزنا مقابر الشهداء بما يليق وأعددنا معرض الصور بجهود كبيرة من مشرف المحافظة والعاملين ، وعملنا هنجر كمعرض للصور الخاصة بالشهداء ، وأقمنا احتفال ضخم في يوم الشهيد الذي حضره أبو أحمد وقيادات الدولة والمجلس التنفيذي وكافة الفعاليات المجتمعية والحزبية والأمنية والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني .
ثم تحدث عن الشهداء الذين سقطوا مؤخراً وتم تقييدهم في سجلات المؤسسة الخاصة وتم عرضها في الندوة .
وقال بأن هذه السجلات تضم كل المعلومات عن الشهداء وأسرهم ومن يعولون وأرقام أسرهم ، وتحدد السجلات قبور الشهداء وقال بأنه لا يمكن أن نضيع أي شهيد في كل روضات الشهداء.
وقال بأن لديهم سجل للإهتمام بأسر الشهداء ، وأن هناك مندوب لأسر الشهداء في كل مديرية ، وهناك سجلات عامة وسجلات خاصة لكل مديرية .
وبالنسبة لصرف المرتبات فقد وصلتنا التوجيهات بترقيم الشهداء ترقيماً مالياً من وزارة الدفاع و، دربنا لجان خاصة بآلية صرف مرتبات الشهداء وهناك معاملات لازالت تستكمل .
يجب أن نهتم بأسر الشهداء ونواسيهم ونرفد الأسر بكل احتياجاتهم وزيارتهم ومعالجة مرضاهم وكل ذلك بتكاتف الجميع .
بعد ذلك استعرض رئيس منتدى أكاديميون من أجل السلام وحقوق الإنسان الدكتور/ ربيع شاكر المهدي ورقة عمل ركزت على توصيات للدولة ومؤسساتها للإهتمام بأسر الشهداء وذويهم ، واستعرض الاحصيائيات للحرب المدمرة التي تفاجأ بها اليمنيون عليهم بعد منتصف ليلة السادس والعشرون من مارس 2015م .
وأضاف: لم تقم الأمم وترتقِ منذ القدم إلا بالتضحية الفذة من أبنائها البارين المخلصين، أبطال أبوإلا أن يكون وطنهم محل ذل وانكسار للعدو. أمجاد أمم عانقت السحاب وحاربت من أجل دين، شرف، وكرامة. كان للشهيد فيها وقفات وذكريات مجد وفخر وعزة له ولوطنه ولمحبيه .
تراب الوطن تراب غال نفيس لا يرويه إلا دماء طاهرة، كل قطرة منها تنادي بحب الوطن .
وما يمر به وطننا هذه الأيام من حرب ضروس منذ أكثر من عام من عدو غادر يتربص بأمننا وتاريخها ، تتطلب منا جميعاً وقفة وطنية حازمة، وقفة نغرس في نفوس أبنائنا دائماً وأبداً أن الوطن عز والدفاع عنه .
نخبرهم بجزاء شهيد الوطن في الدنيا والآخرة، نخبرهم أن الأموات لا يعودون ولكن الشهيد حي باقٍ عند ربه ينعم بخيرات الجنة ونعيمها، نال شرف الشهادة في الدنيا واستحق وسام العز، مثل ما قال سبحانه وتعالى في محكم آياته: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون” .
نخبر ابن الشهيد أن أباه لم يمت ولم يتركه وحيداً خائفاً منكسراً بل ترك له وطناً يرعاه وطناً يفخر به، ونخبر أم الشهيد أن فلذة كبدها رحل بشرف وترك لها بشارة الجنة، وستستمر أم الشهيد بدعائها بأن يحفظ الله هذا الوطن آمناً مطمئناً وستواصل تضحياتها وستقطع عهداً على نفسها بأن ما وهبها الله من أبناء هم فداء لوطن لن يتعوض.
واجبنا نحن كدولة ومجتمع تجاه أبناء الشهداء الاحتواء حتى ننسيهم مرارة الفقد نغدق عليهم من الحنان والحب ومشاعر الفخر يجب أن تطغى على مشاعر الاستعطاف وأن نعزز قيمة الوطن والشهيد في نفوسهم .
وقال يجب أن نعتمد لأسرهم المرتبات ونؤمنهم صحياً ونعالجهم على نفقة الدولة وأن يتعلم أبناؤهم على نفقة الدولة وأن نمنحهم الأوسمة التي تليق بتضحياتهم ونقدم لهم المساعدات المالية والعينية وتسدد الدولة عنهم ديونهم
نخبرهم بأن الشهداء هم فخر يتجدد ومثل يحتذى وذكر خالد سيذكرهم الوطن طويلاً وستذكرهم أجيال قادمة، تخبرهم بأن لهم بإذن الله غداً مشرقاً في وطن آمن، شامخ كانوا هم سبباً في شموخه وأمنه، ومجتمع محب ينظر لهم بكل حب وفخر، فهنيئاً لكم يا أبناء الشهداء بهذا الشرف الخالد المتوارث.
إعالة أسر الشهداء، ورعايتهم، وتعليمهم، وتربيتهم، والأخذ بأيديهم نحو الحياة السعيدة والعزيزة والكريمة، والتي سعى الشهيد لكي يرسي معالمها في هذه الأمة أو ذاك المجتمع – لهو أقل واجب يجب أن تقوم به الدولة ومؤسساتها، ويضطلع بأمره المجتمع، وفي ذلك تحقيق بعض الأهداف التي سعى الشهيد لتحقيقها.
أسقط الشهيد حقه في الحياة عن وعي ومعرفة بأهمية هذه اللحظة الفارقة في حياته، ليس لأنه يكره الحياة، أو لأنه يعيش أزمة نفسية، ولكن لأنه إنسان حر كريم سوي تحلق روحه في سماء الفضيلة، وتعي موجبات التضحية وفضيلة العطاء بالنفس، والمال، أسقط عن نفسه ذلك الحق في الحياة لكي يخلق لمجتمعه حياة أفضل، وعيشا أرغد، وما أروع أن يبادل هذا المجتمع ذلك الشهيد الوفاء بالوفاء، وأن يتحرك بجد لكي يسعد أهله بتلك الحياة التي سعى إليها بدمه، مع أن الشهيد لم يتحرك تحركه الجهادي لكي يقايض المجتمع بهذا الواجب؛ إذ كان تحركه بمقتضى الواجب والمسؤولية في تلك اللحظة، ولكن تلك المسؤولية على المجتمع نشأت بمجرد غياب الشهيد عن ساحة المجتمع، وهي مسؤولية تنشأ لأي أسرة غاب عائلها حتى ولو لم يكن شهيدا، أما إذا كان شهيدا فالواجب أوجب، واللازم ألزم، والوفاء صفة الكرام، وشيمة كريمة في دين الإسلام.
هناك من الشهداء من عثر المجتمع على وصاياهم الخالدة، وإذا بهم قد استشهدوا وعليهم مبالغ زهيدة من المال دَينا لآخرين، وهو أمر وإن كان يُثبِت مبلغ تقوى هؤلاء الفتية الأكرمين، وصدق مسيرتهم مع الله رب العالمين، وخوفهم من حقوق الناس عليهم حينما يُسْأَلون يوم الدين؛ إلا أنه يشير أيضا إلى أن على الدولة ومؤسساتها أن تقضي ديون هؤلاء العظماء، وأن تسعى في تخليص ذممهم مما عليهم، سواء بالإبراء والمسامحة، أو بالقضاء والإيفاء.
وما أجمل أن يحتفي الأحياء في هذه الدنيا القصيرة بالأحياء الخالدين عند الله في تلك الحياة السرمدية، ما أجمل أن تزين روضاتهم التي يرقدون فيها معزَّزين مكرَّمين، يعظمهم الناس لعظم قضيتهم، وسمو نفوسهم، وقدسية حركتهم، التي طهرت عن شوائب حب الدنيا وعلائقها، ففي الاهتمام بالشهداء اهتمام بقضيتهم، وعلو بها، وارتقاء بها في سِلَّم وعي المجتمع والأجيال، إن تعظيم الشهداء تعظيم لقضاياهم التي استشهدوا من أجلها، وحين يؤدي المجتمع أو الدولة هذا الواجب فإنما يحيي درسا عمليا للشهيد في الأجيال، ويشيد مدرسة فاعلة سيتخرج منها الكثير من الأبطال، ويشير ببنان التكريم والإجلال والتعظيم إلى هذه الفئة المقدسة من بني البشر؛ الأمر الذي يعود بالتربية الحسنة والنموذج الفاضل على المجتمع، لكي يسير على هدي العظماء، ويتحرك في مواكب العطاء.
إذا أردنا مجتمعا عظيما فعلينا توجيهه إلى العظماء ليستقي من موردهم، وينهل من دروسهم، وينال من بركاتهم، والشهداء هم أعظم الناس عند الله وعند الخلق، بجوار من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، إنهم الأحياء الخالدون، الذين تجري عليهم الأرزاق، وتفرح فيهم القلوب، إنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهذا يشير إلى استشعار الشهيد واستبشاره بمن خلفه من الذين سيتأثرون به، وينطلقون في أثره، وهي فائدة تربوية ما أسعد المجتمع إذا ما أخذ بها، فأحسن الاهتمام بشهدائه وعظمائه.
ومن التعظيم لهم أن تتحرك قوافل الزيارات إليهم لتعيش مع تضحياتهم دائما، ولتخصيب ذاكرة المجتمع بعطائهم ونموذجيتهم وسموهم وكبير تحركهم.
وإنه لشرف عظيم أن يتم تخصيص يوم أو أيام للنظر في قضاياهم، وفي شؤونهم، وفي الاحتفاء بهم، وتوجيه المجتمع واهتماماته نحوهم ونحو عطائهم وأسرهم والوفاء لهم.
ومن الواجبات الهامة التي يجب أن نسعى فيها هو أنه يجب حفظ منجزاتهم وانتصاراتهم، والبناء على ذلك، فإن التنازل عن منجزاتهم التي حققوها يعتبر ضربا من اللعب العابث بالإنجازات العظيمة، والتي قد توحي بأن تحركهم الاستشهادي كان عابثا أيضا، وهو ما يعود بالضرر على نتائج تحركهم الجهادي ومنجزاتهم الميدانية. إنه النكوص والردة على الأدبار القهقرى التي حذر الإسلام منها.
إن من أهم الواجبات على المجتمع وعلى الحركة الجهادية تجاه الشهداء أن يكملوا مسيرتهم، ويسعوا إلى تحقيق الأهداف التي علت أرواحهم إلى الله من أجلها، فالتقاعس عن هذه الفريضة هو نوع من الارتكاس والنكوص والفرار من الزحف إلى الفضيلة، فالشهيد الذي غادر الحياة وهو يقارع الظالمين، لا يجوز بحال من الأحوال أن يترك المجاهدون ذلك الظالم سادرا في غيه بدون السعي إلى إتمام الفريضة وإكمال الحجة، وحين يسقط الشهيد بين يدي الله وهو يقارع طاغوتا فإنه من الغدر والخيانة أن يهادن المجاهدون ذلك الطاغوت ويركنوا إلى ذلك العدوان.
وهناك واجبات كثيرة يجب أن يتحرك فيها المجتمع والدولة لكي يقوموا بما عليهم من حقوق تجاه أهم فئة يمنية مؤمنة مخلصة أخلصت لله ربها، وتحركت في سبيله صادقة،… وفي هذا ما يحفظ دماءهم، ويكسب المجتمع صفة الأمانة والوفاء والثبات لشهدائه الأبرار.
إن الوفاء من صميم الدين الإسلامي، ومن أفضل أخلاق الفطرة الإنسانية السوية، والوفاء مع أهل الوفاء لهو أوجب الواجبات وأفضل المقربات إلى الله رب العالمين، من بيده ملكوت السماوات والأرض، وله الأمر، ويعود إليه الخلق طرا أجمعين، ليجزي أهل الوفاء وفاء، ويذوق أهل الخيانة ما يليق بغدرهم وقلة وفائهم.
بعد ذلك عرض وكيل المحافظة للشئون الأمنية الأستاذ/ عبد الكريم عاطف – أبو صالح ورقة عمل حول مسئوليتنا وواجبنا الديني والوطني والإنساني تجاه تضحيات الشهداء .
وقال بأن الشهيد هو من يمثل الإسلام والإيمان التمثيل الصحيح وأن الشهداء هم المؤمنون الصادقون لماذا ؟! لماذا الشهيد أصبح ممثلاً للإيمان والإسلام ؟! لأنه كان حاضراً في كل الساحات والميادين ، لأنه بذل روحه أغلى ما يملكها فصار الممثل الحقيقي للإيمان .
ومخادع من لايريد أن تصيبه شوكه أنه مؤمن ، لأن المؤمن له علامات ، والشهيد أتى بأكبر علامة وهي أن ضحى بروحه ، فكان ممثلاً للإيمان والإسلام ، هل تحسب أنك مؤمن وصادق ولا تريد أن تقدم شيء ، المؤمن لا يضعف أبداً لأنه تربى على المثل العليا في العطاء والتي لايمكن أن نزايد عليها ، وإذا قدر له أن يعيش 100 عام وذهب للدفاع عن وطنه وعمره 30 عام وكأنه يقول أعطيتكم الحياة وهذا هو عطاء الشهيد .
لو فقد المجتمع الذي نعيشه اليوم هذه النوعية من الرجال لا سمح الله ، الذين يدافعون عن وطنهم وكرامتهم ماذا ستكون النتيجة ؟! النتيجة ستكون الإستعباد والإذلال .
وتلى قوله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )
وأضاف: من يعيش اليوم في أحضان وفنادق الرياض من المرتزقة حياة استعباد وذلة ومسكنة ولذلك هم أحقر من الصهاينة لأنهم صاروا أذلاء وعبيد لعبيد العبيد ، لأنهم صاروا تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة .
لو لم يكن معنا مثل هؤلاء الشهداء الأبطال لكانت الحياة مختلفة ولما استطعنا الاجتماع اليوم في هذه الندوة ولما استطعنا أن نعيش بكرامة ، لأن شرفنا كله مرتبط بهؤلاء الشهداء الأبطال الذين حفظوا لنا شرفنا وكرامتنا ، ورفضوا الحياة ورددوا في قرارات أنفسهم إني لأجد الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين شقاء .
ولقد شاهدنا أبطال قبل لحظات من استشهادهم كانوا مستبسلين كرارين وليسوا فرارين لأنهم خرجوا من أجل شرف الأمة .
كان الشهداء يأملون بالعدل ولهذا يجب علينا أن نقيم العدل ، وكانوا يأملون أن ينعم المجتمع بالخير والأمان فعلينا وفاءً لدمائهم أن نقيم العدل والخير .
كان أملهم أن تكون كلمة الله هي العليا فلا بد أن نسعى أن تكون كلمة الله هي العليا ولكلمة الذين كفروا هي السفلى .
يجب علينا أن نقابل الوفاء بالوفاء فكل أسرة شهيد شاركت بالخير لهذه الأمة ، فيجب أن يكون اهتمامنا ليس موسمياً بل مستمراً في كل المجالات ، اهتمام تربوي واقتصادي وثقافي وهذه مسئوليتنا أمام الله .
بعد ذلك رحب الدكتور/ ربيع شاكر المهدي بحكومة الأطفال التي حضرت في منتصف الندوة ومن معهم من الضيوف .
بعد ذلك قام مشرف المحافظة الأستاذ/ فاضل الشرقي أبو عقيل ومعه وكيل أول المحافظة ووكيل الشئون الأمنية والدكتور/ ربيع شاكر المهدي ومدير عام مكتب المحافظ الأستاذ/ إبراهيم عبد الحميد ومدير فرع مؤسسة الشهداء الأستاذ/ عبد القدوس الحاكم والأستاذ/ مجاهد فتح شاكر بتكريم عدد من الأبطال الوطنيين .
اليمن – الشرق الأوسط الجديد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.