مع اشتداد البرد يعود سكان تعز والنازحون من الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي على المدينة مجددًا إلى البسطات، مجبرين لا مخيرين، أمام برودة الشتاء ونقص السيولة المادية، وتردي أوضاعهم الاقتصادية بعد ارتفاعات مهولة طالت أسواق الألبسة. بحسب إفادات سكان محليين، لم يقتصر ارتفاع الملابس الشتوية الخاصة بالكبار فقط، بل شمل ذلك ملابس الأطفال والمواليد. عبدالله فرحان، نازح ويسكن في إحدى مدارس تعز قال: إنهم عجزوا عن توفير الملابس الشتوية لمواجهة موجة البرد والذي يتزامن مع موجة الغلاء طالت جميع المواد الأساسية والاستهلاكية. في جولة استطلاعية، شهدت أسواق بيع الملابس الشتوية ارتفاعات كبيرة في أسعار معروضاتها، لتصل نسبة الغلاء إلى 150% مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي فقد وصل سعر الجاكيت إلى 15 ألفاً، وتراوحت أسعار البيجامات الشتوية ما بين 4000-7000 ريال. تقول يسرى عبدالله، وهي أم لثلاثة أطفال، إن غلاء الملابس الشتوية والظروف المالية التي تمر بها، جعلتها تعتمد على ملابس العام الماضي. وتعتبر سلوى، أم لسبعة أطفال، أنه بالرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الألبسة الشتوية إلا أنه لا يزال بإمكان معظم الناس التكيف مع قدراتهم الاقتصادية. ويعزو بعض التجار هذا الغلاء الكبير، في تصريحات صحفية، لأسباب كثيرة من أهمها: توقف الكثير من التجار عن الاستيراد، بسبب الأوضاع الأمنية في المدينة، أو بسبب غلاء الأسعار والتنقل والجمارك التي تفرضها جماعة الحوثي في منفذ الراهدة، إضافة إلى ابتزازات مسلحي المقاومة على خط التربة تعز، وبالتالي تتضاعف أسعار الملابس مرتين ما يتسبب في إثقال كاهل المواطن ويجعله غير قادر على الشراء في ظل عدم حصولهم على رواتبهم. وأضاف عبده غالب، تاجر ملابس في شارع 26، أن غالبية المواطنين عاجزون عن توفير أدنى احتياجاتهم المعيشية، نتيجة توقف الرواتب منذ ثلاثة أعوام. في حين يقول التاجر فيصل العديني، إن نسبة الإقبال على شراء احتياجات الملابس الشتوية قليلة بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تؤثر على المواطنين. في السياق، تقوم مؤسسات خيرية بتعز بمساعدة الأسر الفقيرة وتوزيع كسوة الشتاء لأطفالها، لمواجهة الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي تعيشه.