أثارت مليشيا الحوثي الجدل في مشاورات السلام اليمنية الجارية في السويد، حيث يطالبون بالاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية قبل تسليم السلاح، فيما تطلب الحكومة الشرعية تنفيذ الشق الأمني والعسكري وإنهاء الانقلاب قبل تنفيذ الشق السياسي من أي اتفاق قد يتم. مساء أمس الأحد أكد عضو وفد مليشيا الحوثي في مشاورات السويد، حميد عاصم، أن مليشيا الحوثي لن تسلم السلاح إلاّ بعد إقالة رئيس الجمهورية ونائبه وتشكيل حكومة شراكة تضم كل المكونات السياسية.. وأشار عاصم خلال حديثه لقناة الجزيرة إلى أن لايمكن الحديث عن تسلم السلاح قبل إقالة الرئيس ونائبه وتشكيل حكومة شراكة. وجاء حديث عاصم بعد يوم من حديث محمد عبدالسلام رئيس وفد المليشيا، للصحافيين خارج مقر المشاورات، إن من الضروري "الاتفاق على مرحلة انتقالية من حيث المبدأ وأن تنفيذ خطوات بناء الثقة والتفاصيل من الممكن أن تأتي لاحقاً". ويقصد عبدالسلام بخطوات بناء الثقة هي الملفات الأخرى التي يجري مناقشتها: ملفات الأسرى والمعتقلين، والبنك المركزي، ومطار صنعاء، ومدينة وميناء الحديدة، وفتح الممرات الإنسانية. وينذر حديث عبدالسلام بإمكانية هدم خطوات بناء الثقة إذا لم يتم تحقيق تقدم في ملف الاتفاق السياسي. وفي السياق أعلن وفد مليشيا الحوثي المشارك في مشاورات السويد عن رفضه القاطع لأي مقترح حول الرحلات الجوية إلى أي مطار غير مطار صنعاء الدولي. وقال حميد عاصم عضو وفد المليشيا في تصريحات -حسب غرفة الأخبار المشتركة في مشاورات السويد في ستوكهولم- "لم نصل إلى أي اتفاق بشأن فتح مطار صنعاء حتى الآن، والأمم المتحدة والطرف الآخر لديهم رؤية تتمثل في أن أي طائرة لا بد أن تمر عبر عدن". وأكد عاصم أن "هذا مرفوض رفضا قاطعا، لأن عدن غير آمنة والطريق إلى عدن وسيئون غير آمنة"، وفق تعبيره. وأضاف: "إما أن تكون هناك رحلات مباشرة إلى مطار صنعاء وهو مطار دولي او فلا". وتابع: "ليس لدينا مانع من أن يأتي خبراء دوليون لمراقبة الرحلات، لأننا نعتبر القضية قضية إنسانية" وأردف: "نحن رؤيتنا أن تنطلق الطائرات من مطار صنعاء إلى القاهرة أو عمان، رغم أن هاتين الدولتين تحارباننا". بالنسبة إلى ملف الأسرى، قال عضو وفد الحوثي "تم الاتفاق على إطلاق جميع الأسرى والمخفيين، وحاليا نتفاوض حول الآليات للتنفيذ"، مضيفا "ليس لدينا مانع أن ينتقل رئيس ملفنا وملفهم إلى أي دولة عربية لاستكمال عملية التفاوض حول الجدول الزمني، لأن العملية تحتاج إلى التأكد من الكشوفات ومن ثم الإطلاق". واعتبر القيادي الحوثي أن "القضية الأولى في موضوع الأسرى والمعتقلين هي موضوع الجثث"، وقال "ليس لدينا مانع أن يأتي الصليب الأحمر غدا لانتشال الجثث من الجبهات المختلفة". وقال إن "المفاوضات ما تزال حتى الآن من وراء حجاب، لكنّنا نجتمع كل يوم في طاولة الأكل فقط"، مشيرا إلى أن نسبة نجاح مشاورات السلام في ستوكهولم في تصوره هي 60%، أما ما يخص الحديدة وميناؤها فقال "ليس هناك أي جديد".