عثرت الأجهزة الأمنية بمحافظة تعزجنوب غربي البلاد، مساء الأربعاء، على خمسة جثث جديدة لجنود في الجيش، شرق المدينة. ويأتي ذلك بعد ساعات من العثور على 3 جثث لجنود في الجيش في حوش احد المنازل شرق مدينة تعز.. وقال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية بتعز كشفت مقبرة جماعية شرق المدينة في أحد الأحياء التي كانت تحت سيطرة ما يعرف ب"كتائب أبو العباس" والتي تحولت إلى مركز لتحركات مسلحين متطرفين وعصابات الاغتيالات التي ظلت تنفذ عمليات اغتيالات بشكل مستمر منذ عام 2015 ضد ضباط وجنود في القوات الحكومية، واستهدفت شخصيات مختلفة كان أبرزهم موظف الصليب الأحمر الذي يدعى "حنا لحود" في 21 ابريل 2018. وقالت مصادر أمنية إن الأجهزة الأمنية بتعز، عثرت على خمسة جثث جديدة لجنود من الجيش الوطني في مقبرة جماعية اخرى في منقطة سوق الصميل داخل حوش جوار المقبرة السرية التي تم العثور فيها على ثلاث جثث الثلاثاء، لافته إلى أن منطقة سوق الصميل كانت تسيطر عليها الجماعات الخارجة عن القانون. وأضافت المصادر، إن عملية الحفر مستمرة، بموجب معلومات توصلت إليها الأجهزة الأمنية نتيجة التحقيقات التي تمت مع عدد من العناصر الخارجة عن القانون ومطلوبة امنيا ومتهمة بارتكاب جرائم بتعز، بعد ان تم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية بالمحافظة، مشيرة إلى أن احد اخطر المطلوبين أمنيا ضمن الذين تم القبض عليهم. وبالتزامن داهمت قوات الأمن الأربعاء معمل متفجرات تابع لمسلحين متطرفين كانوا يتمركزون شرق مدينة تعز. وقال المقدم عبد الله النقيب، وهو ضابط في شرطة تعز، إن أجهزة الأمن عثرت على معمل صناعة متفجرات وعبوات ناسفة في دور أرضي بعمارة "السعودي" جوار البريد العام الواقع على مدخل سوق الصميل شرق المدينة. وأورد المقدم النقيب في حديث لوسائل إعلام محلية أن أجهزة الأمن ضبطت في المعمل الذي تمت مداهمته صباح اليوم 25 عبوة ناسفة جاهزة للتفجير وخزانين لدراجات نارية مفخخة وتسع عبوات قيد التجهيز بينها اسطوانات غاز تحوي مواد شديدة الانفجار. وجاء الكشف عن معمل صناعة المتفجرات، وقبله الكشف عن مقابر سرية لجنود في الجيش الحكومي تعرضوا للتصفية، بناء على معلومات تم استخراجها من متهمين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية في وقت سابق وأخضعتهم للتحقيق. يذكر أن الأجهزة الأمنية أعلنت أواخر شهر نوفمبر الماضي العثور على مخزن يحوي مواد متفجرة وعبوات تم تصنيعها في نفس المنطقة التي كانت وكراً لمسلحين متطرفين وعصابات الإغتيالات وعرضت صورها لوسائل الإعلام. وتمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على الأحياء التي كانت مركزاً للمتطرفين بعد مواجهات مسلحة عنيفة ومتكررة خاضتها حملات أمنية وتمكنت بعدها من السيطرة على تلك الأحياء. الى ذلك قتل ثلاثة مدنيين ظهر الأربعاء جراء انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي في منطقة ذابة، بمديرية ماوية جنوب شرقي محافظة تعز. وقال بيان صدر عن مدير عام مديرية ماوية، عبدالجبار الصراري، إن المواطن قاسم أحمد فارع ونجله، ونسبه، وهم من أبناء عزلة حوامرة، قتلوا ظهر الاربعاء في طريق القطين لدى عودتهم من سوق الربوع، في لغم زرعه الحوثيون في المنطقة قبل دحرهم منها. وأدان مدير المديرية «الجريمة المؤلمة» التي لا تعد الأولى في المديرية، كما أدان «استمرار ميليشيات الحوثي الإرهابية بزراعة الألغام في الطرق العامة والجبال والمرتفعات في عمل ينم عن نزعة إجرام وحشية دنيئة تجعلهم يستمرون في قتل الأبرياء لعشرات السنين». وأشار الصراري الى أن ميليشيا الحوثي فخخت جبالاً وطرقاً ومرتفعات يقصدها يومياً مئات المواطنين لرعي الغنم والمواشي التي تعد مصدر دخلهم الأساسي، والنساء للاحتطاب والأطفال الذين يذهبون إلى المدارس. وأفاد الصراري بمقتل 11 مدنياً آخرين خلال الأشهر الماضية بينهم طفل وسبع نساء، وجرح سبعة أطفال وامرأتان، في حوادث متفرقة خلال الأشهر الماضية جراء القنص وانفجار الألغام الحوثية، فيما هُجّرت عشرات الأسر من عزلتي حوامرة وأشجور، فضلاً عن عشرات المعتقلين. ولفت الصراري أن الحوثيين يستمرون في محاصرة أهالي العزلتين وتهجير أهلها وتهديد حياتهم بالقناصة والألغام، مبيناً أن السلطات المحلية بتعز دعمت منطقة حوامرة بوحدة صحية تم استلام كثير من معداتها دون ان يتم تشغليها في المنطقة بسبب ظروف الحرب، ويجري تشغيلها في مكتب مستأجر بمدينة تعز لخدمة نازحي المديرية وغيرهم من المحتاجين. وطالب الصراري الحكومة الشرعية والدول والمنظمات الراعية لمفاوضات السلام إدراج بند إزالة الألغام كأولوية في أية مفاوضات وتفاهمات قادمة، مشيراً أنه لا يعقل التعامل مع «ميليشيا إرهابية كجماعة سياسية محبة للسلام، فيما تستخدم أساليب قتالية محرمة دولياً كالألغام التي حصدت أرواح المئات وأعاقت الآلاف». وناشد الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية والمحلية سرعة التدخل لإلزام ميلشيات الحوثي لتسليم خارطة الألغام، تمهيداً لنزعها وتأمين حياة الناس، وإغاثة المدنيين نساء ورجالاً وأطفالاً الذين أصبحوا هدفاً سهلاً للميلشيات الإرهابية، حسب تعبيره.
