كثّف الحوثيون خلال الأسابيع القليلة الماضية من عمليات استقطاب الأطفال في مناطق سيطرتهم، وخصوصاً في الأرياف، بالتزامن مع نشر وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية تحقيقاً تشير فيه إلى أن الحوثيين جندوا أكثر من 18 ألف طفل خلال السنوات الأربع الماضية. وكانت الوكالة الأميركية كشفت عن تجنيد الحوثيين 18 ألف طفل في صفوفهم منذ بداية الحرب في اليمن، بحسب اعتراف قيادي حوثي. وأوضحت إن هذا الرقم أعلى من أي رقم تم الإبلاغ عنه سابقاً، حيث تمكنت الأممالمتحدة من التحقق من أكثر من ألفين وسبعمائة طفل تم تجنيدهم للقتال من قبل جميع أطراف النزاع، وكانت غالبيتهم العظمى من الحوثيين. وقال مصدر خاص داخل جماعة الحوثيين ل«المصدر أونلاين»، إن الحوثيين نفذوا حملة استقطاب غير مسبوقة للأطفال، بحجة إرسالهم لحضور دورات تثقيفية. وأشار إلى أنه يجري نقل الأطفال إلى أماكن مجهولة، وسط مخاوف من قيام الجماعة بنقلهم إلى جبهات القتال. وأوضح المصدر- الذي طلب عدم الكشف عن اسمه-إن الحوثيين استقطبوا عشرات الأطفال من عدة قرى بمديرية بني مطر غرب العاصمة صنعاء، ونقلوهم إلى جهة مجهولة، مؤكداً إن جميع من تم استقطابهم دون السن القانونية. وأضاف «قاموا بأخذ 15 طفلا من قرية القطع، وستة أطفال من قرية هرامة، وخمسة آخرين من قرية قملان، وأربعة من قرية بيت النجراني»، علما بأن هذه القرى هي من عزلة الحدب بمديرية بني مطر. وأشار إلى أن هناك قرى أخرى في بني مطر، أخذ الحوثيون منها عشرات الأطفال خلال الأسابيع القليلة الماضية، لافتا إلى أنه تم تسجيل عشرات القتلى من الأطفال منذ بداية الحرب من قرى بني مطر وحدها. وقال المصدر «حملة الاستقطاب الأخيرة للأطفال في قرى بني مطر، وبعض قرى الحيمة، غير مسبوقة، ومن المؤكد أنهم يسعون لنقلهم إلى جبهات القتال، خصوصا أن عدد القتلى في صفوف الجماعة خلال الأسابيع الماضية كان كبيرا من أبناء المنطقة، بينهم أطفال». وسبق أن نشر «المصدر أونلاين» خبراً عن مقتل أكثر من 50 حوثيا من عدد من قرى بني مطر، في جبهتي نهم والحديدة خلال الأيام الماضية، في مؤشر على حجم خسائر الجماعة. وتعد مديرية «بني مطر» من المديريات التي يحظى الحوثيون فيها بمستويات ولاء كبيرة، خصوصاً في المناطق التي تتواجد بها أسر هاشمية، والتي كانت على ارتباط وثيق بمشروع «حسين الحوثي» منذ البداية. وفي مديريتي الحيمة الخارجية والداخلية، يعمد الحوثيون إلى استقطاب الأطفال، حيث يقومون بنقلهم إلى مراكز ومعسكرات في صنعاء وخارجها، وهناك يتلقون جرعات من الفكر الطائفي، وأيضا دورات عسكرية، لتأهيلهم لخوض القتال، ثم يقومون بنقلهم للقتال في الجبهات المشتعلة. وتشير التقارير والأرقام المتوفرة إلى أن آلاف الأطفال قتلوا وهم يقاتلون ضمن صفوف الحوثيين في مختلف جبهات القتال، خلال السنوات الأربع الماضية.