تجددت، أمس الجمعة، الاحتجاجات بعدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم. ووفق شهود عيان، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين بحي “بري” شرقي العاصمة. وشهدت أحياء “ود نوباوي” و”الدوحة” بأم درمان احتجاجات فرقت بالغاز المسيل للدموع، وفقا للشهود.. كما شهد حي “سوبا” جنوبي العاصمة احتجاجات عقب صلاة الجمعة. وقال ناشطون إن “السلطات أطلقت أعيرة نارية يوم أمس في الهواء لتفريق مواطنين تجمعوا أمام منزل أحد القتلى بحي (بري)”. وتجمع نحو 5000 مشيع للمشاركة في جنازة معاوية عثمان الذي قتل بالرصاص أمس الأول (الخميس) أثناء احتجاجات ضد حكم الرئيس عمر البشير والتي دخلت أسبوعها الخامس. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى ولم يتسن الوصول إلى الشرطة للتعقيب. وقال شاهد من رويترز إن الشرطة فتحت النار بعدما رشقها بعض المحتجين بالحجارة وقلبوا سيارة تابعة لها. كما أغلق المحتجون شارعاً رئيسياً في حي بري بالحجارة وهتفوا “لا إله إلا الله” و”شهيد! شهيد”.. وانخرط كثيرون في البكاء والعويل بينما رفع البعض الأعلام السودانية. وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعلنت مصادر طبية سودانية، ارتفاع عدد قتلى احتجاجات الخرطوم، أمس الخميس، إلى 3 أشخاص، وإصابتين جديدتين بين المتظاهرين، فيما دعا تجمع المهنيين “لجمعة الشهداء”. إضراب الأطباء أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (مستقلة)، أمس الأول إضراباً بجميع مستشفيات البلاد عن علاج الحالات الباردة (غير الحرجة)، كما أعلنت سحب جميع الأطباء المنتمين لها من العمل في المستشفيات التابعة للمؤسسات العسكرية (الشرطة والجيش والأمن) والمستشفيات المملوكة لرموز وقيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم. الإعلان يأتي عقب مقتل طبيب سوداني أثناء الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم أمس الأول (الخميس) برصاصة في الرأس، وطفلاً آخر، خلال الاحتجاجات التي شهدتها الخرطوم. من جانبهم وذكر تجمع المهنيين السودانيين (مستقل)، أن تظاهرات اندلعت في مدن الأبيض (جنوب)، وعطبرة (شمال)، ورفاعة (وسط)، والقضارف وبورتسودان (شرق)، والجنينة (غرب)، وسنار (جنوب شرق). المتظاهرون يريدون “النكاح”! أرجع نائب في برلمان ولاية الخرطوم السودانية، أسباب التظاهرات التي تشهدها البلاد إلى سبب لا علاقة له بالاقتصاد أو السياسة، حيث طالب بتقديم مبادرات في المساجد لتزويج الشباب والفتيات بالعاصمة. وقال عوض عبد النور بحسب صحيفة “الانتباهة” السودانية الصادرة أمس الجمعة، إن خروج الشباب في المظاهرات ليس بسبب انعدام” الخبز والسيولة والوقود ”، إنما ” الشباب خرجوا في المظاهرات يريدون “النكاح” ويجب أن نعالج لهم هذه المشكلة”. ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع المعيشية ومطالبة بإسقاط النظام، عمت عدة مدن بينها العاصمة، وأسفرت عن سقوط 24 قتيلا، وفق آخر الإحصاءات الحكومية، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عددهم 40.
