حشدت إسرائيل أمس الثلاثاء قوات إضافية على حدود قطاع غزة، وقال أحد مسؤوليها إنه لا وجود لوقف لإطلاق النار. ويأتي ذلك بعد موجة من الغارات الإسرائيلية ردت عليها المقاومة الفلسطينية التي كانت أعلنت الليلة الماضية التوصل إلى هدنة بوساطة مصرية. وقالت مصادر إعلامية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع- منذ صباح أمس الثلاثاء- في نشر دبابات وناقلات جند جلبها من الجولان السوري المحتل على حدود غزة. وأضاف إن نشر الآليات وتعزيزات من الجنود، إلى جانب لواءين من المدرعات والمشاة جرى نشرهما في وقت سابق، يبدو استعراضا للقوة الإسرائيلية لردع المقاومة الفلسطينية، وتحسين نفسية الإسرائيليين الذين يعتبرون أن حكومة بنيامين نتنياهو تنتهج سياسة انهزامية تجاه حركة حماس. وتابع أن إسرائيل تنتظر عودة نتنياهو- الذي أعلن قطع زيارته إلى واشنطن والعودة- بعدما هدد قبل ذلك بتوجيه ضربات قوية لحركة حماس رداً على إطلاق فلسطينيين صاروخا من قطاع غزة، حلق نحو 120 كلم قبل أن يصيب مبنى في مستوطنة بمنطقة كفرسابا (شمال شرق تل أبيب)، ويصيب سبعة إسرائيليين. تجاهل الهدنة وكانت المقاومة الفلسطينية أعلنت- عبر غرفة العمليات المشتركة للفصائل والمتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم- عن التوصل إلى هدنة بوساطة مصرية تسري بداية من الساعة العاشرة من مساء أمس الأول (الاثنين)، لكن الطائرات الإسرائيلية واصلت غاراتها بشكل متفرق حتى الساعة الثامنة من صباح أمس الثلاثاء بتوقيت فلسطين. وبينما جددت الفصائل الفلسطينية- صباح يوم أمس- التزامها بالهدنة طالما التزم بها الجانب الإسرائيلي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر إسرائيلي وصفته بالمسؤول أنه لا توجد هدنة. وكان الاحتلال امتنع قبل ذلك عن تأكيد أو نفي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وكانت طائرات إسرائيلية من مختلف الأنواع قد شنت منذ مساء أمس الأول وحتى صباح أمس الثلاثاء نحو خمسين غارة على مواقع لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في مختلف أنحاء القطاع، وأخرى أمنية بينها مقر لوزارة الأمن الداخلي في غزة، ومدنية شملت مكتب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية فضلا عن شركة للتأمين. وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة. وفي مستوطنة سديروت أصيب منزل واحد على الأقل بقذيفة فلسطينية.