حمّل رئيس البرلمان اليمني/ سلطان البركان- المبعوث الأممي لليمن/ مارتن غريفيث، مسؤولية حالة الجمود والانهيار في مسار المباحثات والمفاوضات، ودعا الأطراف الدولية المعنية باليمن إلى حسم جدية التزام الحوثي ب«اتفاق الحديدة»... وأبدى البركاني- في حوار مع «الشرق الأوسط»- مخاوف من وصول القضية اليمنية إلى مرحلة النسيان من قبل المجتمع الدولي المشغول بالصراع بين الولاياتالمتحدة وإيران، لكنه أبدى- في الوقت نفسه- ثقة كبيرة في عزيمة وجدية الحكومة الشرعية وقواتها في استعادة الدولة اليمنية من خلال «إسقاط الانقلاب الذي ينفذ سياسات تخريبية ضد كل دول المنطقة». وشدد على أن تظل قضية اليمن حاضرة وبقوة في المحافل الدولية، لأن الشعب اليمني يحتاج إلى إنهاء الحرب والوصول إلى السلام واستعادة الدولة إلى الأمن والاستقرار وإسقاط الانقلاب، لافتا الى ان الحل السياسي الذي تقوده الأممالمتحدة عبر مبعوثها لليمن لم يصل لأي إنجاز يُذكر، في إشارة واضحة الى فشل جهودها. وذكر بأن المشروع الإيراني لا يستهدف اليمن فقط وإنما كل الدول العربية والأمن القومي العربي من خلال أذرعه المنتشرة في بعض الدول العربية، مبدياً عتبه على الأصدقاء في المجتمع الدولي الذين يعلمون الحقيقة ويتجاهلونها، وكذلك بعض الدول العربية والتي تقف في جبهة المتفرج. واعتبر أن الرهان على تغيير نهج مليشيا الانقلاب، رهان فاشل فقد سبق أن راهن المبعوث الأممي/ مارتن غريفيث، لمدة عام ونصف العام، ولم يصل لشيء وقال إن من يراهن على الحوثي، فهو لن يرى سوى سراباً، إذ كانت لديهم فرصة استمرت خمس سنوات عندما طُلب منهم تأسيس حزب سياسي، كان بالإمكان أن يحقق مكاسب لهم حتى من خلال مفاوضات الكويت التي قطعت شوطاً كبيراً من خلال تنازلات قدمتها الحكومة الشرعية رغبة منها في الوصول إلى اتفاق سياسي، ولكن لم يستخدموا كل الفرص التي قُدمت لهم بل رفضوا تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه لدرجة أنهم ألقوا بوثيقة اتفاق الكويت في وجه إسماعيل ولد الشيخ كما قيل لي، وبالتالي كيف يمكن التوصل معهم لاتفاق أو قرار سياسي يُنهي حالة الاستنزاف التي يعاني منها الشعب والدولة حد قوله. وقال رئيس مجلس النواب، إن الدورة القادمة للبرلمان اليمني ستعقد في العاصمة المؤقتة عدن، "ونحن نسعى لتأسيس مقر للبرلمان في منطقة آمنة لأن الجانب الأمني يعطّل عملنا". ودعا البركاني، كل دول التحالف لرفع الجاهزية لتوفير الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتقديم الدعم العسكري للجيش الوطني لتحرير الأرض المتبقية، مضيفاً "نحن لا ننكر ما قدمته دول التحالف، لكن نطلب المزيد في المناطق المحررة". وقال: خلال الاجتماعات التي عقدها البرلمان في سيئون أطلقت جماعة الحوثي على مقر الاجتماع وسكن الأعضاء إحدى عشرة طائرة مُسيرة لاستهدافنا، وبالتالي نبحث عن مكان آمن تجتمع فيه كل القوى الوطنية، داعيا قوات كل من الأمن والجيش والمقاومة الوطنية لتحمل مسؤولياتها في إنجاز استعادة الوطن، وإسقاط الانقلاب، وتصويب بعض الأخطاء القديمة. ورداً على سؤال حول الوضع الأمني في عدن، قال البركاني "أتمنى أن نسمع- خلال الأيام المقبلة- عملاً إيجابياً على الأرض لبسط نفوذ الدولة من خلال دعم الأشقاء". وكشف البركاني عن مشاورات جارية، لاختيار حكومة كفاءات وقدرة عالية، مستدركاً "سوف نرى بعد عودة الرئيس من رحلة العلاج حكومة عالية الهمة تؤدي دورها، وسيكون «مجلس النواب» سنداً لها في الداخل والخارج مع الاهتمام بالعمل الدبلوماسي النشط لإيصال صوت اليمنيين للعالم، ونحن عازمون، ومعنا الرئيس وكل القيادات خلال الأيام القادمة، على استعادة الدولة، والعمل معا بروح الفريق الواحد".