عُقدت في العاصمة المصرية القاهرة، الأحد ، جلسة مباحثات رسمية يمنية مصرية برئاسة رئيسا مجلس الوزراء في البلدين، الدكتور معين عبدالملك، ونظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي. وتركزت المباحثات، وفق وكالة "سبأ" الحكومية، حول مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية، والموقف المصري الثابت في دعم الشرعية، والتعاون المشترك لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبحث مجالات التعاون في الجوانب الصحية والتعليمية والأمنية. وأكد الجانبان "الحرص على الدفع قدما بالعلاقات الثنائية بين اليمن ومصر، وتنسيق المواقف للحفاظ على الامن القومي العربي وممرات الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وكذا سرعة تفريغ خزان صافر النفطي وتفادي اكبر كارثة بيئية في العالم خاصة لدول البحر الأحمر، وضرورة تنفيذ مليشيا الحوثي الانقلابية لمقررات مجلس الامن الدولي في جلسته الخاصة المنعقدة مؤخرا، دون تسويف او تأخير". وفي مؤتمر صحفي مشترك، عقد بعد جلسة المباحثات، أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، إن "اليمن ومصر يمتلكان رؤية موحدة حول طبيعة المخاطر التي تتهدد المنطقة والأمن القومي العربي بشكل عام.. مشيرا الى ان الأمن القومي اليمني والمصري مترابطان". وأوضح أن "العلاقات اليمنية المصرية علاقات ضاربة في التاريخ ولها وضع خاص في العلاقات العربية العربية، وان مصر حاضرة في اليمن وفي كل وقت وفي وجدان كل يمني"، وقال "إنجاز الدولة اليمنية الحديثة ليس إنجازاً يمنياً فقط، إنما إنجاز مصري أيضاً بعد ثورتي 62 و63، في شمال اليمن وجنوبه، والآن مرحلة التعافي نعول بشكل كبير على الأشقاء في مصر على دعمنا بالخبرات والمعارف والدعم التقني والفني اللازم لإعادة بناء المؤسسات الحديثة في اليمن". وأشار رئيس الوزراء، الى أن المباحثات تطرقت إلى طبيعة المخاطر التي يمر بها اليمن ومرحلة بناء المؤسسات، لافتاً إلى أهمية "دعمنا بالخبرات والمعارف والدعم التقني والفني اللازم لإعادة بناء المؤسسات الحديثة في اليمن". وتابع "كما تحدثت وتناقشنا مع رئيس الوزراء في هذه المباحثات الموسعة حول ترابط الأمن القومي اليمني والمصري على طبيعة المخاطر التي تتهددنا جميعاً، والتحديات التي يمر بها الملف اليمني حالياً، وتحدثنا عن ملف السلام بشكل عام وعلى اتفاق الرياض الذي نؤمل عليه كثيراً في تحقيق استقرار سياسي يتيح مرحلة تعافي للدولة اليمنية". من جانبه، أكد رئيس الوزراء المصري، عمق علاقات التعاون التاريخية المصرية - اليمنية، في كافة المجالات والدعم الكامل للحكومة والشرعية اليمنية الممثلة في الحكومة والرئيس اليمني، موضحا "أن الأمن القومي لليمن هو أمن قومي لكافة الدول العربية ولمصر وان استقرار اليمن هو استقرار لكافة المنطقة العربية" . وأكد مدبولي، وفق وكالة سبأ، أن "مصر ترفض كافة التدخلات غير العربية في الشأن الداخلي اليمني، مثمنا الجهود الكبيرة للمملكة العربية السعودية الرامية إلى استعادة الاستقرار في اليمن في كافة المجالات". وأشار رئيس وزراء مصر إلى حرص بلاده "على تقديم كافة الدعم اللوجستي لليمن فضلا عن استضافة في مصر أكثر من مليون مواطن يمني يتمتعون بكافة الحقوق التي يتمتع بها أشقاءهم المصريين ولهم كل الدعم والمساندة وايضا الطلاب والدارسين اليمنيين في المؤسسات التعليمية المصرية". ونوه مدبولي بأهمية الزيارة، "خاصة وان الجانب اليمني طلب مساندة مصر في جهود إعادة الإعمار للدولة اليمنية، خاصة وأنه لدينا الخبرة الكبيرة في هذا المجال خاصة ما يتعلق بالبنية الأساسية والتشييد والبناء وتجربة المدن الجديدة". وقال رئيس الوزراء المصري إنه "مع دخول الشقيقة اليمن في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار سيكون هناك دور كبير للشركات المصرية والكيانات المصرية في إعادة الإعمار في المستقبل القريب" . وكان رئيس الوزراء، معين عبدالملك، والوفد المرافق له (يضم 12 وزيرا ومسؤولا حكوميا) وصل في وقت سابق الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة، قادماً من العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية، تلبية لدعوة نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي.
