في سياق استهدافها المتكرر للنساء، تمضي مليشيا الحوثي وبصورة سرية في تشكيل فصيل نسائي جديد يسمى “الفاطميات” لاستهداف النساء اليمنيات في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لها في سياق سعيها لاستقطابهن إلى صفوفها وتسخيرهن في التعبئة الفكرية ذات الطابع الطائفي والترويج لعقائد المليشيا ذات المنبع الخميني الايراني. التراجع الكبير بصفوف ما تسمى بالزينبيات عقب سحب أسر كثيرة من غير المنتميات للسلالة الحوثية فتياتها في صنعاء من هذه التشكيل نتيجة حجم الجرائم والانتهاكات الحوثية بحق اليمنيين ذكوراً وإناثا يعد أحد الأسباب في إقدام المليشيا على تشكيل هذا الفصيل الجديد. يرجح محللون أن الهدف من تشكيل هذا الفصيل النسائي التابع للمليشيا هو تخفيف العبء عن كتائب “الزينبيات” وإسناد مهام التعبئة الفكرية والاستدراج الناعم في الأوساط النسائية إلى الفصيل الجديد، والإبقاء على وظيفة “الزينبيات” في نطاق الأعمال القمعية والقتالية والتجسسية. في حين قدرت تقارير محلية يمنية أن عدد “الزينبيات” الحوثيات قد يصل إلى 4 آلاف فتاة تدربن على استخدام الأسلحة وقيادة المركبات العسكرية، وعمليات المداهمات والاعتقالات تذكر تقارير أن مليشيا الحوثي تسعى إلى استقطاب نحو ألفي عنصر نسائي جديد من أحياء متفرقة في صنعاء من شريحة النساء المتعلمات ليتم تدريبهن وإخضاعهن لدورات مكثفة ليقمن فيما بعد بالإشراف العام والمباشر في توعية واستقطاب اليمنيات وإقناعهن باعتناق الأفكار والبرامج والأهداف الحوثية. وأفادت ربات منازل بصنعاء أن قياديات حوثية يدخلن منازل ثم يطلبن من ربات البيوت وبناتهن وقريباتهن الانضمام إلى تشكيل “الفاطميات”، وطمأنتهن بأن مهامهن وواجباتهن لن تكون عسكرية أو أمنية ، بل إرشادية وتنويرية وفكرية. مقربات من زعيم المليشيا تحركات مكثفة تقودها قريبات من زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي لاستقطاب الفتيات والنساء بمناطق متفرقة من صنعاء بغية إقناعهن بالانخراط ضمن التشكيل الحوثي الجديد الذي أطلقت عليه الجماعة اسم الفاطميات. تحركات القياديات الحوثيات شملت أحياء عدة في صنعاء، استجابة لأوامر إحدى شقيقات عبد الملك الحوثي المسؤولة عن الجناح النسائي في الجماعة، في سياق تحقيق مسعى تشكيل الفصيل الجديد الذي سيتركز جلّ عمله وخطواته على التحريض والتلقين والشحن الطائفي عبر إلقاء محاضرات ودروس ودورات طائفية لجموع النساء والفتيات في كل مديرية وحي وحارة في العاصمة. وتحدثت المصادر عن تنقل قياديات حوثيات في منازل أحياء دارس وحي المطار وسعوان ومذبح والسنينة لاستدراج النساء واللقاء بهن وإلقاء محاضرات طائفية عليهن قبل الدخول بموضوع إقناعهن بالانخراط في التشكيل النسائي. و تستغل مليشيا الحوثي حاجة اليمنيين، بمن فيهم الأسر الأشد فقراً وعوزاً، لإقناعهم بالزج بأبنائهم وتحويلهم إلى وقود في جبهات القتال الحوثية مقابل رواتب مالية زهيدة وبعض من المساعدات، وعلى ما يبدو فإن مليشيا الحوثي تواصل السير على نفس المنوال بحق نساء صنعاء من خلال إقناعهن بأهمية الدخول في تشكيلها النسائي الجديد مقابل رواتب مالية زهيدة وامتيازات عدة ستمنح لهن.