لقي أكثر من 170 ضابطاً وقائداً ميدانياً رفيعاً تابع لمليشيا الحوثي الانقلابية مصرعهم، في المعارك الضارية غربي محافظة مأرب شرقي اليمن، خلال النصف الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وأقرت جماعة الحوثي الانقلابية أن تكلفة خسائرها البشرية في جبهات مدغل ومحيط معسكر ماس بمحافظة مأرب، 170 ضابطاً وقائداً ميدانياً رفيعاً خلال النصف الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي وكانت جماعة الحوثي قد دفعت بكل ثقلها للسيطرة على محافظة مأرب النفطية بعد تنفيذ هجمات من 4 محاور، ومنذ أشهر، إلا أنها عجزت حتى الآن عن تحقيق أي اختراق جوهري في ظل الصلابة الدفاعية والاستراتيجية المتعبة لقوات الجيش الوطني في حرب الكمائن والاستنزاف اليومي. معاركة كسر عظم وبشكل يومي، باتت الجماعة الانقلابية تعلن عن تشييع عشرات القادة العسكريين البارزين في صنعاء، ووفقاً لإحصائية صحيفة «العربي الجديد» اللندنية، التي تم رصدها بناء على ما تنشره الوسائل الحوثية الرسمية، فقد قُتل 170 ضابطاً حوثياً خلال النصف الأول فقط من شهر نوفمبر.
وبحسب تقرير الصحيفة اللندنية، فقد باتت جبهات مدغل ومحيط معسكر ماس مسرحاً لمعارك كسر عظم بين قوات الجيش ومليشيا الحوثي، التي تستميت لإسقاط القاعدة العسكرية التي ينظر إليها بأنها مفتاح مدينة مأرب من الجهة الغربية، وذلك بعد انحسار القتال في الجبهة الجنوبية الواقعة ضمن نطاق قبائل مراد. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله: أن مليشيا الحوثي تراجعت أكثر من 10 كيلومترات عن معسكر ماس، ومع تزايد الشائعات حول سقوطه في أيدي المليشيا المدعومة إيرانياً، نشر الجيش الوطني، خلال الساعات الماضية، لقطات لقائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء أحمد جبران، وهو يتفقد القاعدة العسكرية، وقال في تصريح متلفز «إن ما تقوله المليشيات يخالف الحقيقة». ويبعد معسكر ماس نحو 55 كيلومترا عن مركز مدينة مأرب، لكن مليشيا الحوثي ترى أن إحكام السيطرة عليه سيمهد لها الطريق بشكل أسرع للتوغل نحو منابع النفط والغاز. ولم تعلن الجماعة عن حصيلة الضربات الجوية المركزة على تلك المديرية، لكن وسائل تابعة لها أذاعت، مساء الأحد، خبر تشييع 7 ضباط بينهم اثنان يحملون رتبة عقيد، وذكرت أنهم «سقطوا وهم يؤدون واجبهم الوطني».
نزيف غير مسبوق إلى ذلك أشار خبراء إن النزيف الحوثي غير المسبوق يشير إلى ضراوة المعارك الدائرة غرب مأرب، ومفرق الجوف، لافتين إلى أن اتخاذ القوات الحكومية ورجال القبائل لوضعية الدفاع واللجوء لحرب الكمائن، جعل الكلفة البشرية باهظة في صفوف جماعة الحوثيين. وبدأت الجماعة تحركات جديدة بهدف تعويض النزيف الحاصل في صفوفها، ووفقا لوكالة «سبأ» بنسختها الانقلابية. وشهدت محافظة ذمار شمال البلاد، والتي لطالما كانت الخزّان البشري الأكبر للحوثيين منذ مطلع الحرب، تشكيل عدة لجان لحشد مقاتلين جدد على مستوى العُزل والقرى والمديريات وإطلاق حملة تحشيد وتعبئة عامة لرفد الجبهات بالمسلحين، فضلا عن تحركات مماثلة في بعض مناطق تعز الخاضعة للحوثيين.