لا ينكر التاريخ الإسلامي، أن المسلمين تعرضوا لموقف صعب يوم أحد، وأن اليوم لم يكن فى صالحهم أبدا، لكنه من جهة أخرى كشف عن معدنهم الأصيل، ومن ذلك ما حدث من أم عمارة.. فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟ يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "فصل مشاركة أم عمارة في القتال يوم أحد " قال ابن هشام: وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد، فذكر سعيد بن أبى زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول: دخلت على أم عمارة فقلت لها: يا خالة أخبرني خبرك . فقالت: خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى أصحابه، والدولة والريح للمسلمين . فلما انهزم المسلمون انحازت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت أباشر القتال، وأذبُّ عنه بالسيف، وأرمى عن القوس، حتى خلصت الجراح إلىَّ . قالت : فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت لها: أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئه، أقمأه الله، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول: دلوني على محمد لا نجوت إن نجا . فاعترضت له أنا، ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان . قال ابن إسحاق: وترس أبو دجانة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، يقع النبل فى ظهره وهو منحن عليه، حتى كثر فيه النبل . وقال: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها، فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده . قال ابن إسحاق: وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بنى عدى بن النجار قال: انتهى أنس بن النضر، عم أنس بن مالك، إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله فى رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم، فقال: فما يجلسكم؟ قالوا: قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قُتل، وبه سمى أنس بن مالك . فحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة، فما عرفه إلا أخته، عرفته ببنانه . قال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم: أن عبد الرحمن بن عوف أصيب فوه يومئذ، فهتم وجرح عشرين جراحة أو أكثر، أصابه بعضها فى رجله فعرج .