دعا فريق الخبراء الدوليين في تقريره الأخير بشأن اليمن مجلس الأمن الدولي للنظر في اتخاذ قرار بخصوص مشكلة تأخر صرف مرتبات قوات الجيش الوطني وقوات الأمن الخاضعة للسلطة الشرعية المعترف بها دوليا، وكذلك قلة الدعم والامكانات لدى قوات الشرعية، كما دعا المجلس لاتخاذ قرارات بشأن استمرار الإمارات ودول أخرى في إنشاء ودعم تشكيلات مسلحة لا تخضع للحكومة الشرعية. وتطرق فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن في تقريره الأخير إلى مشكلة تأخير صرف مرتبات الجيش الوطني وقوات الشرعية وعدم توفير الدعم والامكانات اللازمة لقوات الجيش والأمن التي تخوض معارك مستمرة ضد مليشيات الحوثية الإيرانية والجماعات الإرهابية القاعدة وداعش للعام السادس على التوالي منذ سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين. ونقل تقرير فريق الخبراء على لسان محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة أن هناك تذمر من الدعم المحدود الذي قدمته الحكومة المركزية خلال المعارك مع الحوثي، وأن مرتبات الجيش الوطني في مأرب لم تدفع منذ عدة أشهر وان الحوافز (الدعم) المدفوعة للمُقاتلين القبليين غير كافية. وتشكو القوات العسكرية في المحافظات الشمالية المحررة وبعض المحافظات الجنوبية من عدم صرف مرتباتها منذ نحو عام، فيما تخوض وزارة الدفاع المعارك بلا موازنة تشغيلية للعام السادس على التوالي، وتُعاني القوات التي تُقاتل ضد الحوثي من قلة الدعم والإمدادات وقلة الأسلحة والذخائر. بينما تتمتع القوات العسكرية في محافظاتعدن وأبين ولحج والضالع والمكلا حضرموت ومحافظة تعز بأفضلية في صرف مرتباتها والموازنات والدعم بصورة شبه منتظمة. وتستحوذ المناطق العسكرية في المحافظات الجنوبية -باستثناء شبوة وسيئون- على حوالي 75% من قوام ومدفوعات ومقدرات القوات المسلحة الخاضعة للشرعية. بحسب معلومات وتقارير. ونقل التقرير الأممي على لسان رئيس الحكومة الشرعية معين عبدالملك أنه قال في لقائه مع الفريق بان الأزمة النقدية العامة دفعت الحكومة الى إعطاء الأولوية لتسديد مدفوعات ومرتبات الجنود الذين يُقاتلون في الجبهات العسكرية النشطة.. متحدثا عما وصفه ب»تضخم في كشوفات الجيش». وتضمنت التوصيات التي قدّمها فريق الخبراء في تقريره دعوة مجلس الأمن الدولي للنظر في الإشارة في قراره المُقبل الى ان تأخر دفع المرتبات وكذلك نقص القدرات لدى القوات الأمنية والعسكرية التابعة للشرعية يشكلان تهديدا للسلام والأمن والاستقرار في اليمن ويشكلان عائقا أمام تنفيذ حظر الأسلحة.. وكذلك النظر في العمل مع الدول الأعضاء لزيادة الدعم لجهود بناء قدرات قوات حرس الحدود وخفر السواحل في اليمن وغيرها من دول المنطقة من أجل تحسين تنفيذ حظر الأسلحة المذكورة في القرار 2216. واعتبر فريق الخبراء ان استمرار دعم وإنشاء تشكيلات مسلحة خارج سيطرة الحكومة الشرعية يمثل تقويض لسلطة الحكومة ويهدد الاستقرار في اليمن. ودعا الفريق مجلس الأمن الى النظر في قراره المقبل في دعوة جميع الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة في اليمن الى الامتناع عن اتخاذ إجراءات من شأنها ان تقوض وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية. وكذلك النظر في دعوة جمهورية إيران ودولة الإمارات الى احترام التزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن 2216 بالامتناع عن اتخاذ إجراءات من شأنها ان تقوض وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية. وخلال السنوات الاخيرة إنشأت الإمارات والسعودية تشكيلات مسلحة في اليمن لا تخضع للشرعية وتقدم لها بسخاء الدعم والرواتب والأسلحة المتطورة. وتشير مصادر إلى أن دولة الإمارات والسعودية أنشأت ما يقارب 60 تشكيلا ما بين لواء وكتائب منذ 2015. كقوات موازية لا تخضع للقائد الأعلى للقوات المسلحة (القيادة الشرعية) ووزارة الدفاع. وتدير الإمارات القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المناهض للشرعية، وتضم تلك القوات ما يسمى بالقوات المشتركة بالساحل الغربي التي يديرها طارق صالح، قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تتكون من نحو 30 لواء ووحدة عسكرية وأمنية تنتشر في المحافظات الجنوبية ما عدا شبوة والمهرة. بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، وكذلك قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية والشبوانية.