القرآن الكريم مليء بالصور الجمالية والرمزيات والتعبيرات البلاغية الجميلة، وبه الكثير من المفردات الجديرة بالتوقف أمامها نصيا، لنكون على دراية أكثر عمقًا بهذا النص الإلهي البليغ، ومعجزة الله الكلامية التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليرى الناس الهدى والفرقان ويهديهم من الظلمات إلى النور، فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته. وفى القرآن العديد من الآيات التي نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالي والتصوير الفني، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التي جاءت في القرآن: لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. هذه العبارة تكررت في 14 موضعًا من القرآن الكريم، منها 6 في سورة البقرة وحدها، والفئات المذكورة في جميع مواضع ذكر الآية، ينطبق عليهم قول الله تعالى «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» وهناك طرائف أخرى يمكن استخراجها من الآيات ال14 التي ذكرناها والشائعة في تفسير هذا التعبير، لا خوف يعنى في المستقبل أي في الآخرة ولا يحزنون أي لا يحزنون في الدنيا وقد أتوا أعمالًا صالحة. وينبغي إدراك أن هناك رسالة يجب أن يعرفها المتشددون الذين يستبعدون دخول الجنة لغير المسلمين، رغم أن هذا شأن إلهي يعلمه الله سبحانه وتعالى الذي هدى العباد الذي يقرر دخولهم الجنة أو دخولهم النار، خاصة وأن هؤلاء المتشددون لا يمتلكون حجة أو دليلا من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة. وجاء في تفسير الطبري: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ألا إن أنصار الله لا خوف عليهم في الآخرة من عقاب الله، لأن الله رضى عنهم فآمنهم من عقابه، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا. وفى تفسير الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)، بيان حال أولياء الله وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم، لإيمانهم وتقواهم، فأولياء الله: هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة واستقاموا على دينه واتقوه جل وعلا فأدوا فرائضه، وتركوا محارمه، ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى.. أهل البصيرة.. أهل الصدق الذين أخلصوا لله العبادة ولم يشركوا به شيئًا ثم أدوا فرائضه وابتعدوا عن محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة، لهذه الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:62-63] لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنوا على ما خلفوا في الدنيا.