كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس السبت، عن حسم الإدارة الأمريكية أمرها بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وسط استعداد إسرائيلي لذلك. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، السبت، أن هناك تقديرات لدى المؤسسات العسكرية والسياسية في إسرائيل، بأن واشنطن حسمت أمرها بالعودة للاتفاق النووي مع إيران، حيث تستعد إسرائيل لذلك بقوة. ورأت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حسمت إعلان عودتها للاتفاق النووي بأسرع ما يمكن، وبأن إسرائيل بدأت في الاستعداد لبلورة قائمة طلبات أمنية أو تعويضات من الجانب الأمريكي بعد التوقيع على الاتفاق. وأفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني بأن النقاشات الثنائية بين الجانبين، الأمريكي والإسرائيلي، تناولت تحسين قدرات إضافية لسلاح الجو الإسرائيلي، فيما تم التوافق أيضا على الاستعداد لمعالجة مشتركة لتهديدات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، والتي تشكل خطرا على الدولتين، خاصة إسرائيل. وتوجه وفد كبير من الإدارة الأمريكية اليوم السبت إلى الدول العربية الرئيسة في المنطقة لمشاورات لم يفصح عنها، بعد تجاهل المفاوضات النووية في فينا للمطالب العربية ومعالجة مخاوفها التي نشأت وتسبب بها الاتفاق النووي في 2015. وقالت السعودية عبر تصريحات لولي العهد السعودي إنها تريد علاقة جيدة مع إيران، نهاية الأسبوع الماضي، لكن نائب الرئيس الإيراني قال الجمعة إن على السعودية الاعتراف بالدور المهم لإيران في المنطقة، ودعا أيضا السعودية إلى وقف الإجراءات الهدامة في المنطقة. وقالت روسيا حليف إيران إنها ترحب بالتصريحات الجديدة لولي العهد السعودي لبناء علاقة جيدة مع إيران وموقفه الجديد من مليشيا الحوثي في اليمن. وقالت نيويورك تايمز إن مباحثات رفيعة المستوى عقدت في بغداد بين رئيس المخابرات السعودية ومسؤول أمني في إيران تركزت حول الملف اليمني. لكن جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني قال الجمعة إن زيارته لقطر والعراق والكويت وسلطنة عمان التي التقى فيها بمليشيا الحوثي إن زيارته ركزت على مبادرة إيرانية للسلام في المنطقة أطلقتها طهران في 2016 بمسمى مبادرة هرمز. وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي والسعودية والإمارات وعدد من دول المنطقة تطالب بتعديل في الاتفاق النووي، بما يوسعه ليشمل برنامج الصواريخ الإيرانية ونفوذها الإقليمي، لكن واشنطن تجاهلت ذلك. وعوضت أمريكا إسرائيل باتفاقية مصغرة ولجنة منبثقة عنها للتعامل مع مخاطر الصواريخ الباليستية والطيران المسير الإيراني. وعلى العكس من ذلك فقد سحبت منظومات الباتريوت من المطارات الحيوية السعودية، وتبحث في إقامة قواعد عسكرية لها غربي السعودية بدلا من شمالها الشرقي. ومنحت الاتفاقية النووية إيران نفوذا واسعا في الشرق الأوسط، أدى إلى سيطرة الحشد الشيعي على كامل التراب العراقي باستثناء كردستان، وأفشلت المحاولة الانفصالية الكردية، كما منحتها السيطرة على اليمن في صيف العام 2014. وقالت إيران أمس السبت إن الولاياتالمتحدة سترفع العقوبات عن قطاعات حيوية واسعة مثل النفط والطاقة والمال وعدد كبير من الأشخاص والشركات في إيران خلال الأيام القليلة القادمة. وقالت مجلة فورين بوليسي نهاية الأسبوع الماضي إن موقف الولاياتالمتحدة من السعودية أدى بالرياض إلى مفاوضات مباشرة مع طهران، بعد أن صرفت واشنطن اهتمامها بحلفائها العرب، وتريد سحب قواتها من الشرق الأوسط. وقال بايدن إن الصين ستكون الأولوية لإدارته والتحديات التي تمثلها تجاريا وعسكريا.