باتت عودة مهاجم نادي ريال مدريد كريم بنزيمة إلى صفوف المنتخب الفرنسي لكرة القدم في مجال "الاحتمالات" بعد أن كانت في سجل "المستحيلات" مدة خمس سنوات، أي منذ ديسمبر 2015 عندما استبعده مدرب "الديوك" ديديه ديشان على خلفية قضية ابتزاز بشريط جنسي لزميله السابق ماتيو فالبوينا. فقد أفادت صحيفة "ليكيب" الرياضية الثلاثاء أن ديشان قد يستدعي اللاعب الفرنسي الجزائري لخوض بطولة كأس الأمم الأوروبية المقررة ابتداء من 11 يونيو. من المقرر أن يفصل مدرب المنتخب الفرنسي لكرة القدم ديديه ديشان في عودة كريم بنزيمة إلى صفوف أبطال العالم منتصف نهار الثلاثاء خلال اجتماع مع أعضاء طاقمه التقني والطبي بمقر الاتحاد الفرنسي للعبة في باريس. لكن الإعلان الرسمي سيتم عند حدود الساعة الثامنة وعشرين دقيقة مساء (السابعة وعشرين دقيقة بتوقيت غرينتش) في نشرة الأخبار على قناتي "تي إف 1" و"إم 6"، عندما يكشف ديشان عن قائمة فريقه ال26 لخوض نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي ستنطلق في 11 يونيو/حزيران من روما وتنتهي في 11 يوليو/تموز بلندن. وتشكل فرضية عودة لاعب ريال مدريد إلى منتخب بلاده، كما أفادت صحيفة "ليكيب" الرياضية في نسختها الصادرة الثلاثاء، مفاجأة كبرى في حد ذاتها. والسبب أن ديديه ديشان قد استبعد هذا الأمر بشكل صارم وفي عدة مناسبات، سواء بطريقة مباشرة أو غير معلنة، حتى أنه كان يرفض منذ أكثر من عام الخوض في هذا الحديث. أصل الخلاف بين ديشان وبنزيمة؟ بدأ ملف استبعاد كريم بنزيمة (33 عاما) من منتخب فرنسا في نهاية عام 2015 بعد أن تفجرت قضية فضيحة جنسية طالت اللاعب، إذ اتهم ب"التواطؤ بمحاولة الابتزاز" بشريط جنسي لزميله السابق (في المنتخب) ماتيو فالبوينا. وسيمثل نجم ريال مدريد للمحاكمة الجنائية في ضاحية فرساي بين 20 و22 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، كما أكد مكتب المدعي العام في 30 مارس الماضي. وعلى إثر هذه الفضيحة، قرر ديشان استبعاده من الفريق لغاية بت القضاء في القضية. لكن بنزيمة أدلى بتصريحات صدمت مشاعر المدرب وأثارت استياءه، إذ قال اللاعب في مقابلة نشرتها صحيفة "ماركا" الرياضية الصادرة في مدريد والمقربة أصلا من النادي الملكي في مطلع يونيو/حزيران 2016 بأن (ديشان) "تنازل" أمام ضغط ما سماه "جزء من فرنسا العنصرية" عندما قرر إبعاده عن التشكيلة التي شاركت في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016 بفرنسا. وتساءل بنزيمة خلال هذه المقابلة ما إذا كان قرار إبعاده من "اليورو 2016" قد اتخذه ديشان وحده أم لا". ومنذ ذلك الحين، أخذت القضية منحى شخصيا لتخرج من مسارها الرياضي والقضائي. وبدا الأمر واضحا يومها أن حضور بنزيمة بين "الديوك" مستبعد تماما ما دام قائد أبطال العالم 1998 على راس الجهاز التقني. ما الذي تغير بين 2015 و2021؟ على ضوء هذه المعطيات، يظهر احتمال عودة كريم بنزيمة إلى صفوف "الديوك" غريبا عجيبا. وبالتالي يُطرح السؤال التالي: ما الذي تغير في ذهن المدرب الفرنسي حتى يفكر في فرضية استدعاء قائده السابق في الفريق بعد غياب استمر ست سنوات، خاصة أنه تمكن من الفوز بكأس العالم (2018) من دون بنزيمة، يبدو أصل الجواب في أداء هداف ريال مدريد مع النادي الملكي الذي يشرف على تدريباته مواطنه (الفرنسي الجزائري) زين الدين زيدان. فقد اعتبر متتبعون وصحافيون، سواء في فرنسا أو في إسبانيا، أن "ك. ب 9" أدى في 2021/2020 أفضل موسم له بمدريد منذ قدومه من ليون في 2009. فقد سجل 29 هدفا منها 22 في الدوري الإسباني، وقاد زملائه أكثر من مرة خلال هذا الموسم إلى الفوز أو انتزاع التعادل في مباريات كادوا يخرجون منها خائبين. وخير دليل على أدائه الرائع، اختياره الأحد الماضي أفضل لاعب فرنسي بدوري أجنبي للموسم الجاري من قبل اتحاد اللاعبين الفرنسيين المحترفين. وقد خاض كريم بنزيمة 81 مباراة مع المنتخب الفرنسي بين 2007 و2015، مسجلا 27 هدفا، وهو من أبرز اللاعبين في تاريخ ريال مدريد، إذ أنه أصبح في ديسمبر/كانون الأول 2020 اللاعب الأجنبي الذي لعب أكبر عدد من المباريات مع النادي (متقدما على روبرتو كارلوس). وهو أيضا خامس أفضل هداف في تاريخ نادي العاصمة الإسبانية برصيد 281 هدفا، بعد كريستيانو رونالدو (450) وراؤول (323) وألفريدو دي ستيفانو (307) وكارلوس سانتيانا (290). وأحرز بنزيمة في مدريد مسابقة دوري أبطال أوروبا أربع مرات (2014، 2016، 2017، 2018) ولقب بطل دوري الليغا الإسبانية ثلاث مرات (2012، 2017، 2020)، فضلا عن كأس إسبانيا (مرة واحدة) وكأس السوبر (مرتين) وكأس السوبر الأوروبية (ثلاث مرات) وبطولة كأس العالم للأتدية (أربع مرات).
