سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعز.. موجة احتجاجات ومظاهرات شعبية غاضبة تنديداً بتدهور العملة وارتفاع الأسعار وتطالب برحيل الحكومة والمحافظ فيما اللجنة الأمنية تحذر من استغلال أوجاع المواطنين للتخريب وحرف الاحتجاجات عن مسارها السلمي:
شهدت مدينة تعز أمس، موجة احتجاجات ومظاهرات شعبية غاضبة هي الأوسع منذ استئنافها قبل أسبوعين، تنديدًا بتدهور العملة وزيادة أسعار السلع الأساسية. وجابت التظاهرة شعبية شارع جمال عبدالناصر، وصولًا إلى أمام مبنى السلطة المحلية وهتفوا بشعارات تندد بتدهور العملة وتطالب برحيل الحكومة ومحافظ تعز . وقام المتظاهرون والمحتجين بإغلاق شوارع رئيسية أبرزها «حوض الأشراف» و «جمال» و»صينه» و»وادي القاضي» و»التحرير الأسفل» كما أشعلوا النار في إطارات السيارات وأغلقوا معظم شوارع المدينة ومنعوا مرور حركة سير المركبات. وندد المحتجون بزيادة أسعار السلع، مطالبين الحكومة بوضع حدٍ لتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية. كما أعلن التجار إضرابهم عن العمل احتجاجًا على التدهور الاقتصادي. وقال شهود عيان أن المحلات التجارية والبنوك في المدينة أغلقت أبوابها بالتزامن مع الاحتجاجات. من جهتها توعدت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، بالضرب بيد من حديد تجاه أي محاولات للإخلال بالنظام العام والتخريب وإثارة الفوضى. وأكدت اللجنة في بيان لها، التزامها التام بحماية التظاهر السلمي، واحترام حرية التعبير، وهو التزام مطلق وغير محدود، ومستمر منذ سنوات في المدينة الاعلى سقفا للحريات، والأكثر حراكا وتفاعلا مع مختلف الاحداث في البلاد. وقالت إنها تدرك بشكل تام صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها شعبنا، جراء التدهور المستمر لسعر العملة وما يرافقها من ارتفاع مؤسف في أسعار السلع. ولفتت إلى أنها على ثقة تامة بوعي أبناء محافظة تعز تجاه مسألة الحفاظ على المصالح العامة والخاصة، وحماية السكينة العامة خلال المسيرات والتظاهرات. وحذرت اللجنة الأمنية أي عناصر تحاول استغلال أوجاع المواطنين، والنفاذ من خلال الاحتجاجات للتخريب وحرفها عن مسارها السلمي والحضاري، خدمة لأعداء تعزواليمن، وللأجندة الفوضوية التي ما فتئت تتربص بمدينتنا جراء مواقفها الوطنية المشهودة، وصمودها الأسطوري منذ ما يزيد عن سبع سنوات. وشددت على أنها لن تتهاون أبدا، وسوف تضرب بيد من حديد تجاه أي محاولات للإخلال بالنظام العام، والتخريب، وإثارة الفوضى، أو ارتكاب ممارسات تضر بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع. ودعت النشطاء في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي القيام بدور إيجابي سواء في الضغط بشكل حضاري لإنقاذ العملة والاقتصاد الوطني، أو التوعية بالمخاطر الكبيرة التي تواجهها بلادنا جراء استمرار الانقلاب وتداعياته الأليمة والكارثية على مستقبل اليمن. في ذات السياق أكد حزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز، وقوفه إلى جانب مطالب المواطنين، وتأييده لمطالبهم بوضع حد لتدهور العملة، وارتفاع الأسعار، داعيا الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها والمتظاهرين للحفاظ على سلميتهم. ودعا إصلاح تعز، في بيان له، المحتجين «إلى الحفاظ على الشكل السلمي، والتعبير عن مطالبهم بشكل راق، واتخاذ اليقظة والحذر ممن يحاولون استغلال الاحتجاجات المشروعة لارتكاب أعمال تسيئ لمدينة تعز، أو تتعرض لممتلكات المواطنين وإجبار المحلات على الإغلاق، وشل الحركة والتي تضاعف من معاناة المواطن». وشدد على ضرورة «تحلي المواطنين بالوعي والوقوف أمام كل من يريد أن ينحرف بالاحتجاج أو توظيفه لصالح أجندات معينة بعيدا عن الهدف الحقيقي المتعلق بالقضايا المعيشية التي تهم كل المواطنين». ودعا الإصلاح في المواطنين «إلى اليقظة والعمل كمجتمع متماسك لحماية تعز واستقرارها والوقوف في وجه كل من يحاول استغلال الأوضاع الصعبة لتمرير شعارات معادية تزعزع السكينة العامة، تنفيذا لأجندة ومشاريع متربصة بالمحافظة». كما دعا «الحكومة إلى الإسراع في تحمل مسؤوليتها وسرعة القيام بالمعالجات الضرورية اللازمة التي من شأنها أن تخفف من معاناة المواطنين ووضعهم المعيشي الصعب». وأكد إصلاح تعز، «أن التدابير الجادة تبدأ من عودة الحكومة إلى الوطن، وممارسة عملها من العاصمة المؤقتة او إحدى المحافظات المحررة لتكون قريبة من معركة التحرير ومن معاناة الناس وقضايا الوطن». وجدد الإصلاح «تأكيده على أن الانقلاب الحوثي وميلشياته، هما أساس كل مصائب اليمن واليمنيين، وما يتعرضون له من حروب وأوجاع وحرمان، وهذا ما جعل الشعب اليوم يحارب في جبهتين؛ مواجهة المشروع الظلامي للكهنوت الحوثي، وفي جبهة الكفاح من أجل لقمة العيش التي تخلت عنها الحكومة ولم تعرها أي اهتمام كما هو شأنها السلبي والمتخاذل في معركة التحرير وإسقاط الانقلاب». ودعا الإصلاح وذكّر الأشقاء في التحالف العربي بمسؤوليتهم الأخوية تجاه اليمن في مثل هذه الظروف الاقتصادية و المعيشية الصعبة التي يمر بها اليمن واليمنيون، ونحن نخوض مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية معركة قومية واحدة لمواجهة خطر مشترك. كما دعا القيادة السياسية والحكومة إلى الضغط لتشغيل الموانئ والمنشآت الاقتصادية، وإعادة التصدير، بما يفضي إلى كبح جماح التدهور الاقتصادي، والتغلب عليه، وتخفيف وطأة المعاناة التي يعيشها شعبنا جراء هذه الأزمات المتلاحقة.