بعد أسبوع كامل من الإحتجاجات الشعبية والعصيان المدني المندد بتدهور العملة المحلية، خرج الشارع التعزي عن طوره، لتشهد على إثره المدينة أمس الإثنين إنفجارًا شعبيًا هو الأعنف منذ بداية التصعيد الشعبي ضد الحكومة والتحالف العربي، وذلك تعبيرًا عن الحالة المأساوية التي وصل اليها حال اليمنيين. أزمة إقتصادية خانقة يعيشها الأهالي وتضاعف من ويلاتها الحرب والحصار المفروض على البلاد منذ قرابة سبع سنوات، ليتحول معها الشارع من حالة الجمود الى حالة العصيان والغضب. فلا تلبث أن تتوقف حتى تعود التظاهرات الشعبية من جديد منددةً بالإنهيار التأريخي للعملة الوطنية وتدهور الوضع المعيشي والإقتصادي الذي نتج عنه إرتفاع غير مسبوق في الأسعار ضاعف من معاناة الناس. وكانت التظاهرة حملت حكومة هادي والتحالف العربي مسؤولية الأزمة التي تعصف بالبلاد، في ظل غياب تام للدور الحكومي الذي آثر الصمت عوضًا عن تقديم حلول لإحتواء الأزمة. في الوقت ذاته عمد المتظاهرون إلى إحراق وإزالة صور الرئيس هادي، بهتافات تطالب برحيل ما وصفوها بحكومة الفساد وتحالف الإحتلال، وبحسب مصادر طبية فقد توفي مواطن وجرح آخرون على خلفية اشتباكات مع القوات الأمنية. وفي سياق متصل شهدت مدينة التربة غربي تعز تظاهرات مماثلة، حيث عمد أبناء المدينة إلى إغلاق الشوارع بالإطارات المشتعلة احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية. فيما أكدت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، أمس الإثنين في بيان لها، التزامها بحماية التظاهرات السلمية، واحترام حرية التعبير، وهو التزام مطلق وغير محدود، في المدينة الاعلى سقفا للحريات. حد تعبيرها وحذرت اللجنة الأمنية أي عناصر من محاولة استغلال أوجاع المواطنين، والنفاذ من خلال الاحتجاجات للتخريب وحرفها عن مسارها السلمي والحضاري، خدمة لأعداء تعزواليمن. وشدد البيان على أنها لن تتهاون أبدا، وستضرب بيد من حديد أي محاولات للإخلال بالنظام العام، والتخريب، وإثارة الفوضى، أو ارتكاب ممارسات تضر بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع. ودعت اللجنة الأمنية النشطاء في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الإجتماعي للقيام بدور إيجابي سواء في الضغط بشكل حضاري لإنقاذ العملة والاقتصاد الوطني، أو التوعية بالمخاطر الكبيرة التي تواجهها بلادنا. وفي السياق ذاته، أكد التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، وقوفه إلى جانب مطالب المواطنين، داعيا الحكومة إلى الإسراع في تحمل مسؤوليتها وسرعة القيام بالمعالجات الضرورية اللازمة التي من شأنها أن تخفف من معاناة المواطنين ووضعهم المعيشي الصعب. وقال إصلاح تعز أمس الإثنين في بيان له، إن " التدابير الجادة تبدأ من عودة الحكومة إلى الوطن وممارسة عملها من العاصمة المؤقتة او إحدى المحافظات المحررة لتكون قريبة من معركة التحرير ومن معاناة الناس وقضايا الوطن". ودعا إلى الحفاظ على الشكل السلمي، والتعبير عن المطالب بشكل راق واتخاذ اليقظة والحذر ممن يحاولون استغلال الاحتجاجات المشروعة لارتكاب أعمال تسيئ لمدينة تعز أو تتعرض لممتلكات المواطنين وإجبار المحلات على الإغلاق، وشل الحركة والتي تضاعف من معاناة المواطن. وجدد تأكيده أن الانقلاب الحوثي ومليشياته، هما أساس كل مصائب اليمن واليمنيين، وما يتعرضون له من حروب وأوجاع وحرمان، مذكرا الأشقاء في التحالف العربي بمسؤوليتهم الأخوية تجاه اليمن في مثل هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها اليمن واليمنيون. ودعا إصلاح تعز، القيادة السياسية والحكومة إلى الضغط لتشغيل الموانئ والمنشآت الاقتصادية، وإعادة التصدير، بما يفضي إلى كبح جماح التدهور الاقتصادي، والتغلب عليه، وتخفيف وطأة المعاناة التي يعيشها شعبنا جراء هذه الأزمات المتلاحقة.