انكشفت عروة الإرهاب الحوثي واقتربت ساعتهم، لاسيما وقد توحدت جبهات الحكومة الشرعية ممثلة تلاحمًا عسكريًا ضد جبهات الحوثيين في شبوةومأرب، وتفتح بذلك الباب أمام انتصارات عسكرية تهتز لها الأرض من تحت أقدام الحوثيين. مثل استهداف العاصمة الإماراتية أبو ظبي من الجماعة الحوثية المدعومة إيرانياً، عملا إرهابيًا أثار مخاوف دول الخليج التي وجدت نفسها أمام خطرًا يهدد أمنها القومي، وهو الاستهداف الذي جسّد حدثاً مفصلياً في تركيبة الأزمة اليمنية علاوة على طبيعة وأبعاد الصراع، بدليل الاتجاه نحو التصعيد والتأزيم، ويبقى السؤال المطروح: ما الذي تهدف إليه السلطة الإيرانية من هكذا سلوكيات وعلى من تعوّل؟ صلف إرهابي. الاستهداف الإرهابي لجماعة الحوثيين كشف وبوضوح أهمية وحدة الصف والموقف بين السعودية والإمارات، وبات لزامًا عليهم استشعار خطورة تراخي المواقف في حرب اليمن التي كانت وماتزال حرب تهدد أمن واستقرار اراضيهم، ضد قوى الشر والفوضى وميليشيات الإرهاب. أظهرت المواقف الدولية المنددة بهجمات الحوثي الإرهابية الأخيرة، على منشآت مدنية، الحاجة لتحرك دولي حازم لهزيمة المشروع الإيراني. وتعكس المواقف الدولية المنددة بالهجوم الإرهابي على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، إجماعا دوليا غير مسبوق على خطورة بقاء مليشيات الحوثي الانقلابية كمصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة. ويكمن التهديد الرئيسي في امتلاك مليشيات إرهابية منفلتة كجماعة الحوثي، أسلحة بعيدة المدى ومخزونا من الطائرات المسيرة بمختلف استخداماتها؛ وهي سابقة لم تحدث من قبل. وخلال العقود الماضية، بقيت نماذج من هذه الأسلحة في أيدي دول مارقة، لكن وجودها مع عصابة إرهابية؛ يجعل منها تهديدا يتجاوز كل التنظيمات الإرهابية في العالم. وأثبتت التقارير الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأجهزة الأمنية العالمية أن إيران توفر مختلف أشكال الدعم العسكري والمالي للمليشيات الحوثية في اليمن، وتستخدمها كذراع لها وورقة ابتزاز في المنطقة. وتوفر إيران دعما عسكريا مفتوحا لمليشيات الحوثي الإرهابية وتمدها بشكل متواصل بالصواريخ والطائرات المسيرة؛ الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي وقبله دول المنطقة والإقليم، مواجهة هذه التهديدات العابرة للحدود وخطرها على البحر الأحمر والممرات المائية الدولية، وفق مراقبين. تحالف دولي. وبما أن خطر مليشيات الحوثي وما تملكه من سلاح وقدرات إرهابية يتجاوز اليمن ليصل إلى تهديد المصالح الدولية ودول الجوار، فإن مواجهة هذه الجماعة لم تعد تقتصر على دول التحالف العربي، إذ يتطلب الأمر تحالفا دوليا لتأمين المنطقة وممرات الملاحة كما حدث في مواجهة تنظيم داعش بالعراق وسوريا . وتزامن تشكيل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" في سبتمبر/أيلول 2014 مع اجتياح مليشيات الحوثي صنعاء وانقلابها على الدولة ومؤسساتها، ونهب كل مقدراتها، قبل أن تسخرها لشن حربها ضد اليمنيين ودول الجوار. وتفرض التطورات الميدانية والتصعيد العسكري للمليشيات الحوثية الانقلابية وتنفيذها هجمات إرهابية ضد دول الجوار، وتفخيخ خطوط الملاحة الدولية واختطاف السفن واستهدافها بالصواريخ، على المجتمع الدولي التحرك بجدية بجانب التحالف العربي لتحييد هذه التهديدات، وهزيمة المشروع الحوثي. هذا على وجه الدقة، ما دعت إليه الحكومة اليمنية في آخر اجتماعاتها، إذ طالبت المجتمع الدولي بالقيام بدوره إلى جانب التحالف العربي لمواجهة التصعيد الخطير لأدوات إيران وهجماتها الإرهابية التي استهدفت المصالح الحيوية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، وهددت الملاحة الدولية واستقرار المنطقة والعالم. وخاطبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي، من أجل التحرك لوضع حد لهذه الهجمات الإرهابية الحوثية وردع مرتكبيها، والعمل على استكمال عملية استعادة الدولة اليمنية وهزيمة الانقلاب الحوثي ومشروع إيران الدموي في هذا البلد. ودعا رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إلى ربط المواقف الدولية المعلنة والمُدينة للإرهاب الحوثي، بالتحرك من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وما يترتب على ذلك من مسؤولية في دعم الشعب اليمني وتحالف دعم الشرعية لاستكمال استعادة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية الملزمة والرافضة للانقلاب الحوثي. ردع الحوثية تستعمل جماعة الحوثي الأسلحة العسكرية التي تحصل عليها من الدعم الإيراني، لتثبيت مشروعها الإرهابي في اليمن ومحاولة ابتزاز دول التحالف العربي لثنيها عن دعم اليمنيين في عملية استعادة دولتهم وعاصمتهم التي تسيطر عليها الجماعة منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2014. وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي اليمني صالح الدويل إن هجوم مليشيات الحوثي على الأعيان المدنية في دولة الإمارات هو عدوان صريح، ويدل على فشل المشروع الحوثي في اليمن والمنطقة. وأوضح الدويل في حديث ل"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي تستشعر قدوم معركة وشيكة لاجتثاث مشروعها التدميري وداعمها إيران. وأضاف أن هجمات الحوثي الإرهابية لا تدل إلا على تنامي خطر المليشيات المدعومة إيرانيا؛ والذي يستهدف كل المنطقة. ومضى قائلا "لا يمكن أن تؤثر الهجمات الحوثية على سير المعركة التي تستشعر مليشيات الحوثي قدومها لاجتثاث مشروعها وداعميهم من الأراضي اليمنية"، لافتا إلى حجم الضربات الموجعة التي تلقتها المليشيات على أيدي قوات العمالقة خصوصا عقب تحرير كامل شبوة. الخبير اليمني اعتبر أن "الهجمات الحوثية ضد الأعيان المدنية لا تشكل أي تحول استراتيجي في المعركة لصالح مليشيات الحوثي بل ضدها؛ وهي في واقع الأمر عبارة عن ظاهرة إعلامية أكثر منها استراتيجية بالنسبة للانقلابيين". وتابع "هناك موضوع آخر أكثر أهمية يُفهم من هجمات مليشيات الحوثي الأخيرة، إذ تدل على تداعي وتهاوي هذا المشروع الإيراني وشعوره بالهزيمة في كل الجبهات". مستطرداً "كما تدل أيضا على الثقل الإماراتي والدور المحوري في المعركة خصوصا ما حصل مؤخراً في شبوة، وأن مليشيات الحوثي تلقت ضربات موجعة؛ فحاولت تغطيتها عبر هجمات عابرة للحدود". جرائم تهدد العالم الناشط الإعلامي عبدالقادر العنقري، حذر من خطورة تنامي المشروع الإيراني، مستنكرا الاستهداف الذي تعرضت له الإمارات من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية. ورأى العنقري في حديث ل"العين الإخبارية" أن الهجمات الحوثية دلالة واضحة على أن المليشيات الإرهابية تعيش أيامها الأخيرة، وتعد رد فعل للعملية العسكرية الخاطفة التي قامت بها قوات العمالقة . وأشار إلى الدعم اللوجستي والعسكري الذي قامت به دولة الإمارات في دعم ألوية العمالقة؛ والذي وقف خلف الخسارة المدوية التي تعرضت لها مليشيات الحوثي في معركة شبوة. أما المواطن اليمني سعيد العولقي فشجب بشدة، الهجمات الحوثية التي وصفها بالإجرامية، على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، وتحويل اليمن إلى معسكر مفتوح للنظام الإيراني. ولفت العولقي في حديث ل"العين الإخبارية" إلى أن هذه الجرائم تعد جزءا من جرائم وأعمال إرهابية لمليشيات الحوثي تهدد العالم أجمع. وطالب المواطن اليمني، الأممالمتحدة وكل الجهات الدولية المختصة في مكافحة الإرهاب، بالتدخل ودعم تحالف دعم الشرعية باليمن، وتشكيل تحالف دولي للتصدي لهذا الإرهاب الخطير وكسر شوكة المشروع الإيراني. قائمة الإرهاب. في السياق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن وضع جماعة الحوثي على قوائم الإرهاب مجددا هي مسألة قيد النظر، وهي تصريحات تأتي بعد تنديدات كبيرة أميركيا ودوليا، بالاستهداف الحوثي للعمق الاماراتي. وجاء خطاب الرئيس الأميركي، بعد 3 أيام من اعتداء ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، كما جاء أيضا بعد ماراثون سياسي ودبلوماسي من قبل دولة الإمارات نتج عنه مساع لتحجيم إرهاب الحوثي وكف أذى تلك الميليشيات الانقلابية بالمنطقة. فيما وقدمت دولة الإمارات، الثلاثاء الماضي، رسالة الى النرويج، رئيسة مجلس الأمن لشهر يناير، طالبت فيها بعقد اجتماع للمجلس بشأن هجمات الحوثيين الإرهابية على أبو ظبي. ودانت الرسالة استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية للمدنيين وللأعيان المدنية على الأراضي الإماراتية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ودعت مجلس الأمن الى إدانة هجمات الحوثيين بشكل قاطع وبصوت واحد. وقالت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأممالمتحدة، لانا زكي نسيبة: "تدين دولة الإمارات بأشد العبارات استهداف الحوثيين للمدنيين والأعيان المدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي". والرسالة الإماراتية أكدت أن "هذا التصعيد غير القانوني والمثير للقلق، هو خطوة أخرى في جهود الحوثيين لنشر الإرهاب والفوضى في منطقتنا، ومحاولة أخرى من قبل الحوثيين، لاستخدام القدرات التي اكتسبوها بشكل غير قانوني، في تحد للعقوبات المفروضة من قبل الأممالمتحدة، لتهديد السلام والأمن". ودعت الإمارات مجلس الأمن إلى "إدانة جماعية قاطعة لهجمات الحوثيين، مؤكدة أن الاستهداف محاولة أخرى من قبل الحوثيين، باستخدام القدرات التي حصلوا عليها بشكل غير قانوني في تحد لعقوبات الأممالمتحدة، لتهديد السلم والأمن الدوليين". وجددت نسيبة دعوتها للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف حازم ضد المليشيات الإرهابية وإعادة تصنيفها على قوائم الإرهاب العالمي. ومعلقا على استهدف المنشآت المدنية في الإمارات أكد معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، أن استهداف الميليشيات الحوثية الأعيان المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، جريمة حرب مكتملة الأركان. الإرياني، وصف الهجوم بعمل تصعيدي خطير يؤكد من جديد خطر ميليشيا الحوثي كذراع للحرس الثوري الإيراني، ومخاطر فرض سيطرتها على الخريطة اليمنية على أمن واستقرار وحاضر ومستقبل المنطقة، بحسب تغريدات على " تويتر". ومن جهة أخرى أصدر مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين في دورته غير العادية المنعقدة يوم الأحد الماضي بمقر الأمانة العامة، برئاسة دولة الكويت، 11 قراراً بعد هجوم الحوثيين الأخير على الإمارات. وبعد اطلاعه على مذكرة مندوبية دولة الإمارات العربية المتحدة حول الهجوم الأخير عليها واحتجاز سفينة الروابي، أصدر مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين القرارات التي نصت فيه على تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية. هزائم حوثية واشنطن تبحث إعادة تصنيف الحوثي على قائمة الجماعات الإرهابية بعد تجاوزاتها الفاضحة، كما حدث مع هجمات مطار أبو ظبي التي راح ضحيتها ثلاثة من الأبرياء وإصابة آخرين. البيت الأبيض يعيش لحظة تأمل للخطأ الذي ارتكبه سابقاً برفع الاسم من القائمة. وبات واضحاً أن قراراً للإدارة الأميركية سيعلَن قريباً بإعادة اسم الجماعة الحوثية إلى قوائم الإرهاب. من المعلوم أن جماعة الحوثي أو الظاهرة الحوثية تستغل العصبية المذهبية في تحقيق مصالحها بقوة السلاح، ولذا أدان العالم السلوك الحوثي البشع بشكل جماعي ولافت ما يعني أن جماعة الحوثي وضعت نفسها في مأزق وانفضحت ممارساتها العبثية بشكل غير مسبوق. ماتزال الخسائر الحوثية الإيرانية في تزايد لا سيما في الفترة السابقة في جبهات مأربوشبوة وغيرها، حيث تمثل دليلا حيا على التراجع والتقهقر الحوثي، لتظل مسألة التصعيد الحوثي موضوع مستهلك ومكشوف ولم يعد مجدي بعد ما تعرضت له الجماعة. توحدت جبهات الجيش الوطني واندمجن مكونات الحكومة ضد عدو واحد هو الإرهاب الحوثي، وهو ما بات واضحا في مأربوشبوة التي حررت ونقلت العدوى الى جبهات محور تعز.