كارثة بيئية محققة، تنذر بعواقب صحية وخيمة على مواطني حارة الرواس هشمة مديرية التعزية محافظة تعز، فالمنطقة حسب الأهالي تشرب منذ سنتين من مياه المجاري التي تختلط بمياه الشرب القادمة عبر أنبوب المشروع المغذي للمنطقة، وبالرغم من مناشدات السكان وصيحات خطيب جامع الحارة إلا أن فرض إرادة بعض النافذين في المنطقة وغياب دور السلطات المحلية ما يزال هو سيد الموقف حتى الآن. حمود سعيد الطيار - أحد وجهاء المنطقة قال إن حارة الرواس الكائنة خلف محطة الكهرباء مديرية التعزية تعاني منذ ستة أشهر من وجود بيارة طافحة تختلط مياهها بمياه الشرب القادمة من المشروع، مبدياً أسفه من عدم قيام السلطات المحلية بدورها المطلوب، مضيفاً أن المنطقة أصبحت بؤرة مصدرة للأوبئة والأمراض المختلفة، وأضاف: لقد ناشد الأهالي وخطيب الجامع باستمرار السلطات لعمل حل ولكن لاحياه لمن تنادي، مشيرا إلى أن المسؤولين لا يرغبون في إنهاء معاناة الناس ويضربون بمناشدة الأهالي عرض الحائط، مستخدمين نفوذهم في المنطقة التي غالبية سكانها من الفقراء، وقال إن السلطات تحضر إلى الموقع وتصرف النظر عن المشكلة مقابل ( حق ابن هاي). من جانبه قال حمود ناصر - أحد أهالي منطقة الرواس إن منطقتهم تشرب من مياه المجاري منذ سنتين ولم يسمع لشكواها احد، منوها بأن أمراضاً عديدة تنتشر في المنطقة كالملاريا وحمى الضنك والفشل الكلوي، إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة من تلك المجاري التي تختلط مياهها بمياه السبيل الخاص بالشرب، وأضاف :إن سلبية الأهالي سببه الفقر بالرغم من قيامهم بفرق مبالغ مالية ثلاث مرات للمسؤولين لحل المشكلة كان آخرها قبل يومين وكلها وعود فقط على حد تعبيره. مواطنون آخرون قالوا إنهم دفعوا مبالغ مالية من اجل إصلاح المشكلة وتحويل ماسورة مياه الشرب بعيداً عن "بيارة" الصرف الصحي إضافة إلى عمل حل للمجاري الطافحة. أما سعيد علي الشرعبي فحذر السلطات المعنية من وجود كارثة صحية في المنطقة إذا لم تتدارك الموقف وتنقذ أهالي المنطقة من الأمراض الفتاكة الناجمة عن اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب منذ شهور عدة، وقال إن غياب الوعي لدى الأهالي جعلهم يسكتون كل هذه الفترة، داعيا المجلس المحلي بالمديرية إلى الاضطلاع بدوره وعمل حل عاجل للمشكلة كونها بؤرة مصدرة للعديد من الأمراض أخطرها حمى الضنك - حد قوله. الجدير بالذكر أن حارة الرواس إحدى قرى عزلة الهشمة بالتعزية التي اشتهرت بوجود عدد من برك مياه الصرف الصحي القادمة من مدينة تعز وشهدت في الفترة الأخيرة سلسلة اعتصامات نفذها الأهالي تعبيرا عن رفضهم لنقل مقلب قمامة مفرق شرعب وإنهاء لمعاناتهم جراء وجود عدد من برك ومستنقعات الصرف الصحي في المنطقة منذ 30 عاماً.
