اليوم / بشرى العامري أطلق المركز اليمني للدراسات اليمنية وإستراتيجية المستقبل بالشراكة مع مبادرة حماية الأطفال واليافعين بأمانة العاصمة صباح الخميس المنصرم نتائج دراستها الميدانية حول واقع التسرب من التعليم الأساسي والتي استهدفت 263 طفلاً من المتسربين من التعليم بالإضافة إلى 65 من أولياء أمورهم في مديريات شعوب والصافية ومعين بأمانة العاصمة وكذا مركز الطفولة الآمنة ومركز مكافحة التسول. وفي حفل إطلاق نتائج الدراسة دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال محمد الجدري إلى توسيع الدراسة على مستوى الجمهورية للخروج بحصيلة علمية يستفيد بها صناع القرار والوطن لتجاوز هذه الإشكالية، مشيراً إلى أن المديريات الثلاث التي اختارتها المبادرة لاتمثل بالضرورة كل مديريات الأمانة لاختلافها في النسب والنوعيات الخاصة بالسكان. ونوه الجدري إلى تدني نسبة مستوى التعليم في اليمن والتي تصل إلى50% فقط مقارنة بالنسب المرتفعة في بقية دول العالم مبيناً أن بعض الخريجين نجحوا بالغش ولهذا فقد تكون نسبة النجاح الحقيقية تتراوح مابين 30 - 40 % ، لافتاً إلى أن اليمن في الهاوية وأن بناء الوطن يبدأ من الأساس واقترح إيجاد صندوق وطني قومي يتابع قضايا التعليم الأساسي ويعالج القضايا الاقتصادية والاجتماعية للأسر الفقيرة. مشدداً على التربية أن تقوم برقابة يومية للاطلاع على نسبة الحضور وتفعيل دور المفتشين والموجهين وكذا تفعيل دور جهاز التفتيش التربوي وإعداد مفتشين أكثر خبرة ومعرفة دون إخضاعهم للمزاجية والقرابة والوساطة التي أضاعت مستقبل التعليم وضرورة تأهيل المعلمين تأهيلاً علمياً وتربوياً وخاصة معلمو التعليم الأساسي، عازياً أسباب الفشل في التعليم إلى إدارة المدارس والتي لابد من إعادة النظر فيها وإحلال الكفاءات والقضاء على المحسوبية والمجاملات. وقد خلصت الدراسة التي قدمها كل من الدكتورين إبراهيم الحوثي ومحمد بشر إلى أن أسباب تسرب التلاميذ من مرحلة التعليم الأساسي هي أسباب اقتصادية بالدرجة الأولى تتمثل في ارتفاع النفقات المدرسية وأعباء الأعمال التي توكل إلى التلميذ خارج المدرسة لكسب العيش والاعتقاد بعدم وجود وظائف للمتعلمين والهجرة من الريف إلى المدينة للكسب المادي بالإضافة إلى أسباب اجتماعية وتربوية كعدم اهتمام الآباء بالتعليم أو انفصالهما أو الوفاة والخوف من بعض الزملاء الأكبر سناً والمضايقات التي تتعرض لها الفتيات في الطريق من وإلى المدرسة واختلاط التلاميذ بالتلميذات والزواج المبكر والانتقال من مدرسة لأخرى بسبب تغيير السكن . وبينت الدراسة أن اغلب المتسربين من التعليم في مدينة صنعاء ضمن الفئة العمرية (8 - 18 ) سنة ويكثر في الصفين الثامن والتاسع وغالبيتهم ينحدرون من أسر مهمشة أو مهاجرة من الريف للمدينة وأن التسرب يزداد بين الذكور وأن الإناث اقل التحاقاً بالتعليم وأكثر انسحاباً خصوصاً في حالات الزواج المبكر، كما تبين أن معظم المتسربين يتجهون بعد التسرب للعمل في الورش المهنية وفي بيع القات وفي محاسبة الباصات وبعضهم يعمل كبائع متجول على الإشارات الضوئية وعلى أرصفة الطرقات والمتسرب الذي لايجد فرصاً للعمل يتجه إلى ممارسة التسول والقليل يبقى في المنزل، موضحة أن دخل الأسر من عمل الأطفال والتي تمت مقابلتها تصل إلى 14%. ومن الأسباب المؤدية للتسرب من التعليم أيضاً البيئة المدرسية الغير جاذبة للطالب. وقسمت الدراسة الأطفال الذين تسربوا من التعليم إلى ثلاث فئات من حيث الميول والاتجاهات حيث تهتم الأولى باللعب والثقافة كحبهم الشديد لمشاهدة البرامج التلفزيونية والعمل والثانية تهتم بالتدريب المهني أما الفئة الثالثة فقد وجدت أنهم يذهبون للتسول أو بيع القات. ولاحظت الدراسة رغبة هؤلاء الأطفال الشديدة في الألعاب الالكترونية واهتمامهم بالانترنت وامتلاكهم قدرات ذهنية وإبداعية عالية ومهارات متعددة كالتمثيل المسرحي والإنشاد والرسم والسباحة والصيد في حين لم تراع العملية التعليمية هذه الميول والقدرات لدى الأطفال لكسر حاجز الروتين والملل. وأشارت إلى الآثار المترتبة عن التسرب من التعليم كالتعرض للاستغلال والغربة والعزلة النفسية وتدهور الحالة الصحية والأمية والانحراف. وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها تفعيل دور الصحة المدرسية وتوفير التغذية المدرسية وتطبيق مجانية التعليم وكفالة الطلاب الفقراء وتدريب وتأهيل الأخصائيين الاجتماعيين وتعزيز فرص التواصل وآليات المتابعة مابين المدرسة والأهل وإقامة مراكز تعليمية مسائية تراعي خصائص واحتياجات المتسربين والأطفال العاملين وتعزيز فرص التحاق المتسربين والأطفال العاملين ببرامج التدريب المهني وتمكين الأطفال المتسربين والعاملين وأسرهم من إدارة المشاريع الصغيرة الخاصة بهم. الجدير ذكره أن مبادرة حماية الأطفال واليافعين بمدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي مبادرة إقليمية تهدف إلى الارتقاء بالوعي لدى الإدارات المحلية بدورها المركزي في حماية الأطفال والشباب ورعاية احتياجاتهم.