فجر امس الاحد توسد الرئيس الشهيد صدام الثرى بمسقط رأسه في بلدة العوجة بعد ان رفض الاميركيون تنفيذ رغبة عائلته بدفنه في الرمادي، وذكر العديد من ابناء «البوناصر»- عشيرة الشهيد صدام -ان القوات الاميركية اجبرتهم تحت تهديد السلاح على دفن الرئىس العراقي الراحل فوراً وتحت جنح الظلام، وهو ما فعلوه خشية ان تنفذ تهديدها، وتأخذ الجثمان لتتولى حكومة نوري المالكي الصفوية عملية الدفن. صدام حسين ووري الثرى في بيت عزاء هو ملك لعائلته ولف قبره بالعلم العراقي ووضع مئات المشيعين اكاليل زهور وصوراً له على القبر الذي لا يبعد إلا ثلاثة كيلو مترات من المقبرة التي تحتضن رفات نجليه عدي وقصي. واقامت عشيرته مجلس عزاء في جامع صدام الكبير بتكريت وتدفق مئات العراقيين من تكريت المجاورة حيث اقيم العزاء بداية في مجمع صدام-رغم حظر التجوال لحضور مراسم التشييع التي اصرت السلطات العراقية والاميركية على ألا تكون من تلك التي تليق برئىس دولة اغتالته اياد الغدر والخيانة والعمالة للاحتلال الصهيوأميركي. وتأتي هذه الانباء ولاتزال ردود أفعال الجريمة الشنعاء باغتيال الرئيس الشهيد والتي تمت في مكان اثار بعداً آخر حيث كان هذا المكان ذاته وهو «الشعبة الخامسة» التابعة لدائرة الاستخبارات العسكرية في نظام الرئىس صدام هو المكان الذي كان ينفذ فيه حكم الاعدام بحق كل من يثبت تعاونه مع النظام الايراني، وهو الامر الذي يشير إلى ان ايران هي من نفذا الحكم مما يدلل ايضاً على ان هناك رغبة للانتقام من قبل ايران واعوانها الصفويين داخل العراق. وفي سياق ردود الافعال اكد الاستاذ محمد مهدي عاكف-المرشد العام لحركة الاخوان المسلمين -ان ما حدث يعد استهتاراً بكل القيم الانسانية وعدم احترام للامة الاسلامية ولا لشعوبها، وقال عاكف في حديثه مع «أخبار اليوم» كان العراق في عهد الرئىس صدام -رحمه الله وغفر ذنبه -من اعظم الدول العربية غنى وعملاً، فصدام ادى لشعبه اعمالاً مجيدة ولكن كان ديكتاتورياً متميزاً وهذه الديكتاتورية لم تكن عنده فقط فالحكام كلهم مثل بعض وكانت بالتعاون مع من قتله اليوم، منوهاً إلى ان اميركا واوروبا هم من حرضوه على ايران والكويت. واضاف عاكف: لكن الرسالة من إعدامه هي رسالة حقيرة جداً من هذه الاجندة الاميركية وعملائها في العراق انهم يقومون بهذه المحكمة الهزيلة، وهذا الاعدام في وقت عيد الاضحى المبارك ضاربين عرض الحائط بكل معان الانسانية واحترام الشعوب والدين. وحول المكانة التي تحتلها الاجندة الايرانية في هذه الجريمة البشعة.. قال عاكف: الاجندة الايرانية هي متعاونة وتتفق مع الاجندة الاميركية في القضاء على العراق، وما نراه الآن من تصفية على الهوية «البطاقة» فالشيعة تصفي السنة، والسنة قوم مستضعفون، موجهاً رسالة في ختام حديثه للصحيفة كانت ذات محورين :الاول للعراقيين دعاهم فيه إلى ان يتحدوا وان يتقوا الله وان يعملوا متعاونين لاخراج هذا المحتل الاميركي فهو سبب كل الفساد في العراق، وكان المحور الثاني من رسالة عاكف موجهاً لدولة ايران قال لهم فيها :اتقوا الله وارفعوا ايديكم عن الشعب العراقي حتى يستطيع ان ينهض بامته ويسير إلى الديمقراطية الصحيحة بعيداً عن اميركا واوروبا، عن كل هؤلاء العصابات المحتلة. من جانبه اكد الاستاذ خالد السفياني-الامين العام للمؤتمر القومي العربي -ان المملكة المغربية شهدت يوم امس الاول العديد من الفعاليات الاحتجاجية في عديد من المدن شارك فيها عديد قيادات في مختلف التنظيمات السياسية والثقافية والحقوقية، منوهاً إلى ان مجموعة العمل الوطنية المغربية لنصرة العراق وفلسطين اصدرت يوم امس بياناً عبرت فيه عن استهجانها واستنكارها لجريمة الاغتيال البشعة بحق الرئىس الشهيد صدام حسين. وقال السفياني في تصريح خص به «أخبار اليوم»: أنا كأمين عام للمؤتمر القومي العربي اصدرنا بياناً بعد وقوع جريمة الاغتيال اعتبرنا الامر يتعلق بجريمة اغتيال مدبرة من الادارة الاميركية وعملائها في العراق وانها ليست تنفيذاً لحكم قضائي بالاعدام لان كل ما يتعلق بهذه القضية بني على عمل غير شرعي ومخالف لكل الثوابت والقوانين الدولية والداخلية العراقية. موضحاً بأن الراحل صدام حسين اسير حرب واسر من قبل قوات الاحتلال كان يجب ان يعامل كاسير حرب، مضيفاً :وقد اعترف الارهابي بوش بأن الرئيس الراحل صدام حسين اسير حرب منذ اليوم الاول من اعتقاله، بالاضافة إلى ان المحكمة التي اصدرت الحكم غير شرعية لأن قوات الاحتلال هي التي نصبتها، كما ان القانون وضعه الاحتلال، وقد سيرت هذه المحكمة من قبل قوات الاحتلال وليس من قبل ما سمي قاضياً والذي حاولوا ان يوهمونا بانه قاض عراقي. وقال انه ومن هذه المنطلقات في الحكم الذي اصدرته هذه المحكمة يعتبر حكماً سياسياً أملي من طرف الاحتلال ولا يمكن اخذه بعين الاعتبار ولا يمكن ان ننسبه لا إلى القضاء العراقي ولا للشارع العراقي، وهو ما يجعل استحالة عدم الاعتراف بهذا الحكم حاضراً بقوة. وحول التوقيت وتنفيذ تلك الجريمة.. قال الامين العام للمؤتمر القومي العربي: اما تنفيذ الحكم فقد جرى بتحد غير مسبوق في تاريخ الانسانية وكان تحدياً لمشاعرالمسلمين وتحدياً لمشاعر المسيحيين ايضاً على حد سوى، خاصة وان الحكم نفذ صبيحة عيد الاضحى المبارك خلال ايام اعياد المسيح عليه السلام وهو ما جعله تحدياً واستفزازاً لابناء هذه الامة عرباً وغير عرب مسلمين ومسيحيين، لذلك فالرئىس الراحل لن يكون دوره وقد وقع اغتياله اقل من دوره وهو على قيد الحياة لان هذه الجريمة وبالشكل التي تمت به لا يمكن إلا ان تقوي عود المقاومة في العراق وان تؤدي ان شاء الله في القريب العاجل إلى تحرير العراق من الغزاة وهيمنتهم وان تلوي حبال المشانق وتطال من يرتكبون ابشع الجرائم الآن في حق الشعب العراقي وحق الامة. وعن رأيه فيما يخص الاجندة الايرانية.. فقد خالف السفياني عاكف وقال: انا لا يمكن ان احمل المسؤولية غير جهة الاحتلال وعملائه في العراق حتى لا نحول الاشياء اولاً إلى غير حقيقتها وثانياً إلى ما يريد الاحتلال الاميركي ان يحوله إليها، فالارهاب الاميركي يحاول ان يوجه الانظار إلى جهة اخرى غير وجهته ووجهة عملائه، الارهابي بوش والارهاب الاميركي هو المسؤول عن هذه الجريمة وهو من ارتكبها بيد عملائه في العراق ويجب ان تبقى الامور كذلك، ويجب ألا ننسى وصايا الرئىس الراحل لابناء العراق وبضرورة الوحدة لمواجهة الاحتلال وعملائه، وبالتالي يجب ألا نقع في فخ الاحتلال الاميركي وعملائه. إلى ذلك قال الاستاذ احمد الكحلاوي -رئىس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين-: ان شعب تونس بكامله قضى يوماً اسود، يوم امس «الاول» يوم كله حزن جراء هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في حق رئىس دولة عربية يحضى بشرعية شعبية، رئىس دولة عربية محبوب من امته، ورئىس دولة عربية حاول ان يجعل من العراق قوة لصالح شعب العراق ولصالح الامة. واضاف: مثل ما قلت في البداية قضينا يوم امس يوماً كله حزن ولن نقضي يوم عيد كما يجب ان يكون! بل قضينا يوماً نترحم فيه على الشهيد البطل صدام حسين ونذكر خصاله ونتمنى على الامة ان تحذو حذوه لانه كان رجلاً شهماً وكان رجلاً وطنياً صادقاً وكان رمزاً لمعاني السلوك والدفاع عن الامة وبقي كذلك حتى لحظات ما قبل اغتياله حيث ظل يردد: تحيا العراق، ويحيا الشعب العراقي، ويوصي بوحدة العراقيين، وظل يردد ما كان يقوله دائماً ويحب ان يقوله بأن فلسطين عربية من النهر إلى البحر.. فهي في الحقيقة فاجعة جعلنا الله قادرين على تحملها. وعن اختيار التوقيت.. قال الكحلاوي: بالنسبة للتوقيت كان المقصود منه طبعاً هو ايذاء الامة ومحاولة استنباط روح من الهزيمة وروح من اليأس لذلك اختاروا يوم عيد الاضحى وهو يوم النحر، اختاروا ذلك اليوم ليلحقوا بنا المزيد من الآلام رغم ما نعانيه من أذى في فلسطين وفي لبنان وإلى آخره، فاختاروا ذلك اليوم عنوة وقصداً لإيذائنا وقصد إلحاق المزيد من الاوجاع بنا وبأبنائنا وعوائلنا، وكان ذلك يوم عيد.. لكني انا مؤمن اشد الايمان بأن الذي حصل في نفوس العرب والمسلمين هو المزيد من الغضب والمزيد من الكره لسياسة العدوان والاحتلال الصهيوني والمزيد من الحقد ضد تلك السياسات الظالمة التي لا علاقة لها بحرية ولا بديمقراطية ولا بأي معنى من هذه المعاني الانسانية. تجدر الاشارة إلى ان الصحيفة اضطرت في خبرها هذا إلى حذف بعض الكلمات في تصريح الاستاذ محمد مهدي عاكف التزاماً منها بالحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم الذي اوصانا فيه إلى ان نذكر محاسن موتانا.