في الوقت الذي تنشغل فيه الساحة السياسية وكافة الفعاليات والتكوينات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني بقضية فتنة التمرد، الحوثية الارهابية التي تشهدها العديد من مناطق محافظة صعدة، علمت «أخبار اليوم» من مصادر مقربة من التجمع اليمني للاصلاح ان القوى والتيار ذا التوجه الليبرالي استغل هذا الظرف ووجده فرصة ساذجة لتعبئة القواعد والقيادات الوسطية في حزب التجمع اليمني للاصلاح بافكار ومفاهيم ليبرالية تحت مسميات عدة «الديمقراطية، والتقيد باللوائح الداخلية للحزب، واحترام الاصلاح لذاته، والحفاظ على سمعته ومكانته، وانه ليس ثمة في ثقافة الاصلاحيين ومناهجهم ما يدعو إلى تقديس الاشخاص وتعظيمهم مهما بلغ شأنهم وتأثيرهم في الحياة، بالاضافة إلى رفد الاصلاح بدماء شابة جديدة» وغيرها من الاطروحات المماثلة التي تعتبر القيادات الليبرالية في الاصلاح أنها كفيلة بأن تحدث انقلاباً في المؤتمر العام الرابع للتجمع اليمني للاصلاح المزمع انعقاده في ال«24» من الشهر الجاري. واكدت المصادر ان القوى الليبرالية داخل الاصلاح قد شبعت قواعدها وقياداتها الوسطى في العديد من المحافظات بضرورة احداث تغييرات واسعة تطال شخصيات قيادية في الاصلاح عرفت بنهجها الوطني وتمسكها بأدبيات التجمع محافظة بصورة قوية على نهج الاصلاح ايديولوجياً وسياسياً دون تفريط أو تقديم اي تنازلات، منوهة إلى ان القوى الليبرالية ركزت في علاقتها التوعوية- التحريضية- ان صح التعبير- ضد الشيخين عبدالله بن حسين الاحمر -رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح- والشيخ عبدالمجيد الزنداني وعدد من الشخصيات القيادية ذات التوجه الراديكالي، كما تحب اميركا والتيار الليبرالي داخل الاصلاح أن تصفهم بهذه الصفة. واوضحت المصادر الاسلامية التي تحدثت ل«أخبار اليوم» مساء امس بأن التيار الليبرالي داخل التجمع لم يقف عند هذا الحد من التعبئة في حملتهم التعبو تحريضية، وانما ذهبت تلك القوى إلى غرس مفاهيم جديدة داخل القواعد والقيادات الوسطية للاصلاح، منها ان المرحلة الراهنة لم تعد هي المرحلة السابقة وان الامور والاوضاع قد تغيرت، مما يجعل تلك القيادات المتشبثة- حد وصف ليبراليي الاصلاح- بايديولوجيات التجمع، غير قادرة على التعامل والسير وفق معطيات ومتطلبات المرحلة الراهنة التي تحتاج إلى مرونة زائدة بعيداً عن التمسك بادبيات وايديولوجيات الاصلاح. وكشفت المصادر ان ليبراليي الاصلاح الذين يقودون هذه الحملة ضد الشيخين- الاحمر والزنداني- وغيرهما الذين استحدثوا مصطلحاً جديداً في حملتهم التعبو تحريضية طمأنوا من خلالها قواعد الاصلاح بأن إزاحة تلك الشخصيات من مناصبها لا يعد تخلياً عنها أو تفريطاً بها، وانما سيتم استحداث مواقع جديدة لتلك القيادات مثل «غرف قيادية استشارية» تضم القيادات السابقة. وفي هذا السياق اكدت المصادر الاصلاحية ان مصطلح «غرف قيادية استشارية» لم يأت عن طريق التجمع أو قياداته أو حتى التيار الليبرالي داخل الاصلاح، وانما جاء عن طريق السيد «نبيل خوري»-نائب السفير الاميركي بصنعاء -والسيد «بيتر ويمتروف»- مدير المعهد الديمقراطي الاميركي- وتقدما به كمقترح، ودعيا القيادات الليبرالية داخل التجمع في اجتماع جمعهما مع ليبراليي الاصلاح بمنزل احد الشخصيات السياسية لاشاعة هذا المصطلح وتلك الأفكار المشار اليها آنفاً. بالاضافة إلى ان هناك من يسعى إلى اظهار التجمع اليمني للاصلاح لا يعدو عن كونه حزباً جامداً ولا يقوى على التغيير، وتصوير قياداته وهي متشبثة بواقعها والعزف على وتر الصراع الداخلي بين القيادات على المواقع المتقدمة، وهو الامر الذي يفرض على الاصلاحيين ان يثبتوا عكسه بحسبما رآه خوري وبيتر ولقي طريقه لدى ليبراليي الاصلاح، الذين يرون في الشيخين المناضلين وغيرهما كالشيخ الذارحي والشيخ عجلان والشيخ الصبري والعديد من القيادات في الاصلاح، التي ترى فيهم القوى الليبرالية في التجمع أنها لا تتسق مع توجهاتها وايديولوجياتها مع معطيات المرحلة الراهنة التي ترى في تقديم التنازلات والتعاطي مع العدو الاجنبي والسير في ركبه امراً فرضته عوامل داخلية وقبلها خارجية حسب رؤى وقناعات ليبراليي التجمع، وهو الامر الذي حذر منه مراقبون سياسيون من وقوع كوادر الإصلاح التي لا تقبل التزحزح عن ايديولوجية التنظيم قيد انملة، وترى في مسألة ازاحة الشيخين والقيادات الاخرى التي تسير في نهجهما لا يخدم التجمع اليمني للاصلاح، كون تلك الشخصيات التي عرفت بمواقفها الثابتة هي ادرى من غيرها بما تتطلبه المرحلة، وتدرك جيداً من هو المتوكل والشامي وزيد والصراري والرباعي وغيرها من قيادات المشترك، وتدرك جيداً اين تكمن المصلحة الوطنية التي تبنى عليها مواقف الاصلاح ومواقف تلك القيادات التي حافظت على التجمع ومكانته على الساحة السياسية، على عكس بقية الاحزاب والتكوينات الحزبية التي تدنى مستوى ادائها ومواقفها بشكل يبعث على القلق والتخوف من الديمقراطية المزعومة.