رأى مراقبون سياسيون ان البيان الختامي للمؤتمر الرابع للتجمع اليمني للاصلاح الذي اختتم يوم امس ظهر فيه نوع من عدم التوازن في الخطاب، وغلب عليه املاءات تكتلات وقوى داخل الاصلاح، اذ اصبح اشبه ببيان لا يمثل حزباً ايديولوجياً منهجياً كما هو معروف عنه بقدر ما حرص على تقديم ارضاء توازني لاطراف داخل التنظيم. واعتبر المراقبون في حديثهم مساء امس ل«أخبار اليوم» ان البيان الختامي للاصلاح خلا من وضع الحلول التي عرف بها الاصلاح ذات المنهجية العلمية للتنظيم فيما يتعلق بالكثير من القضايا المعاشة والخطيرة جداً، مشيرين إلى انه ظهر في البيان تغلب السياسي على الفكري وهو ما ظهر ايضاً في تنحية الشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ ياسين عبدالعزيز، معبرين عن صدمتهم مما تضمنه البيان، واوضح المراقبون ان موقف التجمع اليمني للاصلاح من احداث صعدة والشيخ الزنداني-كما هو في بيانه الختامي لم يلب تطلعات التيار العقدي داخل التجمع ولم يكن بحجم المؤمل له ولا بحجم حزب الاصلاح ايديولوجياً ومنهجياً، في حين ان موقفه من العلاقات الخارجية اتسم بتوجه سعى لتلبية تطلعات التيار المنفتح والتيار السياسي على حساب الفكري والعقدي، منوهين ان البيان قوبل باستحسان من طرف الجانب الاميركي وقياداته في اليمن الذين اعتبروا ازاحة الشيخين عبدالمجيد وياسين عبدالعزيز خطوة مهمة إلى الامام وانتقالاً نوعياً في ادبيات الاصلاح ومعطيات سياساته في مرحلته القادمة، فيما اكد المراقبون ذاتهم ان ازاحة القيادات التاريخية للاصلاح تعطي نوعاً من عملية الغاء التيار العقدي بكل قياداته وقواعده. وقال المراقبون: ان الموقف الباهت الذي ظهر به البيان فيما يتعلق بتضامنه مع الشيخ الزنداني واضح انه لم يلب تطلعات الكثيرين إذ تضمن ادانة واستنكاراً للتهم الباطلة التي وجهتها وزارة الخزانة الاميركية له مستهدفة احد رجالات العلم والدعوة بهدف تحجيم دور العلماء ومنهم من الصدع بكلمة الحق، مشدداً على واجب الحكومة في حمايته باعتباره احد مواطنيها واحد الشخصيات العامة التي تحظى باحترام وحب الناس، مؤكدين ان ذات الموقف الباهت والخجول ظهر به بيان الاصلاح من «احداث صعدة» اذا اكتفى بالتعبير عن عميق الاسى والحزن لتجدد المواجهات المسلحة بمحافظة صعدة وما نجم عنها من قتل وازهاق لارواح المواطنين عسكريين ومدنيين، بالاضافة إلى الاضرار البالغة بالاقتصاد الوطني وسمعة اليمن، معبراً عن رفض المؤتمر لاستخدام القوة والعنف في العمل السياسي، كما يرفض اشهار المواطنين للسلاح في وجه سلطات الدولة تحت اي ذريعة أو مبرر، ودعا إلى وقف نزيف الدم ودرء الفتنة واحتواء تداعياتها، دون ان يحمل جهات معينة مسؤولية ذلك أو يوضح حقيقة من كانوا سبباً في اشعال الفتنة والطائفة ودون ان يدعو إلى الوقوف إلى جانب السلطات ورص الصفوف للتصدي للفتنة الحوثية ومواجهتها ووأدها. هذا وستقدم «أخبار اليوم» قراءة واسعة لما تضمنه البيان في عددها القادم.