تواصلاً في خطوات تقدم قوات الجيش والامن والسيطرة على مواقع شرذمة التمرد، تمكنت القوات المسلحة من احراز تقدم مهم يمثل سعياً لاستكمال طوق الحصار ل«جبل العون» الذي يعد من اهم معاقل المتمردين. وذكرت مصادر ل«أخبار اليوم» ان قوات الجيش سيطرت على جبلين مرتبطة بجبل «السعير» الذي كانت سيطرت عليه يوم امس الاول، وانها بتلك السيطرة اصبح الحصار المفروض على جبل «العون» اشبه بهلال تجاوز نصف الدائري، وان ذلك التقدم قد تم بمشاركة فاعلة من ابناء منطقة «ساقين»، وتوقعت تلك المصادر ان يكمل الجيش خلال الساعات القادمة طوق حصاره على المتمردين في جبل «العون» الذي يتمركز فيه مئات من شرذمة التمرد. وفي السياق ذاته اكد مصدر برلماني في محافظة صعدة تمكن مشايخ وابناء منطقة «سفيان» من السيطرة على جميع اراضيهم، وانهم ومعهم قوات من الجيش والامن يمشطون بعض الخنادق والكهوف المتناثرة في بعض الزوايا من سلسلة جبلية، مضيفاً بقوله: ان حادثة التمرد لشرذمة الحوثي هذه لا يجب التعامل معها بنوع من التفريط لضرورة رص الصفوف لجميع القوى السياسية لدحر وكبح امتداد هذا التمرد بشقيه العسكري والفكري، محملاً التجمع اليمني للاصلاح واحزاب اللقاء المشترك عامة والمؤسسات الفكرية والسياسية في الحكومة والمؤتمر اداء واجبهم باتجاه الوطن في ردع هذه الفتنة وافكارها الضغينة يدعمون التمرد بصورة غير مباشرة، محذراً من امتداده إلى خارج محافظة صعدة اذا لم يؤد الجميع ادوراهم الوطنية لسحق هذا التمرد وشرذمته عسكرياً وفكرياً. هذا وكانت حتى ساعة متأخرة من منتصف ليل امس معارك تدور في عدد من المناطق التي يتواجد بها المتمردون في محافظة صعدة، تشير المعلومات الاولية ان نتائجها تشير إلى حدوث تقدم في غالبية تلك المناطق إلا انه لم يتم معرفة اسماء المناطق التي تقدمت قوات الجيش بالسيطرة عليها. من جانب آخر وفي مؤشر خطير يدعو للقلق ويحمل مسؤولي محافظة حجة بمكتبها التنفيذي وجهازها الامني حدوثه، اشارت معلومات حصلت عليها «أخبار اليوم» إلى تواجد كبير لعناصر الحوثي في مديرية «وشحة» وتحديداً في «عزلة بني هني منطقة شعلل» توافدوا من بعض مناطق المحافظة وبعض مناطق المديرية ومن محافظة صعدة ويمتلكون اسلحة ثقيلة منها «رشاشات». وافادت المعلومات ان عناصر الحوثي بمنطقة «شعلل» الذين يبلغ عددهم قرابة «500» متمرد دخلت في مواجهات بعض مشايخ المنطقة ومنهم الشيخ محمد حزام مسعود «شيخ مشايخ حجور الشام» الذي ذهب اليهم واستدعاهم لعدم الخوض في الفتنة واشعالها في المنطقة فرفضوا ولم يستجيبوا، موضحة انه تم ايضاً ارسال رسل كثيرين اليهم ليقنعوهم وحاولوا معهم بشتى الوسائل ولكنهم لم يستجيبوا كذلك. وذكرت المعلومات ان عناصر التمرد الذين يتمركزون في «منطقة شعلل» بمديرية وشحة من محافظة حجة استولوا مؤخراً على جبلين ايضاً قريبة من «جبل شعلل» هي «مقرن» و«الكعب»، مشيرة ان هنالك تواجداً لعناصر التمرد في مناطق «الشاهل، والقفل، وشرس». وفي ذات الصعيد استغربت مصادر محلية في محافظة حجة من صمت محافظ المحافظة محمد عبدالله الحرازي، ومدير عمليات امن المحافظة الرائد محمد شرف، ومدير امن المحافظة «علي طمبالة» ازاء ما يحدث في منطقة «شعلل»، حيث تم رفع تقارير اليهم بهذا الشأن ولكنهم لم يحركوا ساكناً إلى لحظة كتابة الخبر. واوضحت المصادر ان المتمردين بمنطقة «شعلل» الذين رفعوا شعار «من ادعا الامامة فنحن معه حتى الموت» لهم اكثر من «7» اشهر يعدون العدة للتمركز في هذا الجبل حتى تمكنوا، مشيرة انهم يقابلون برفض عام من مشايخ وقبائل واهالي المحافظة. وقالت المصادر ان منطقة «بني طامي» التي فيها اكثر من «50» متمرداً تسببوا في نزوح عدد كبير من المواطنين الابرياء بالمنطقة، حيث قام المتمردون بطرد بعضهم لكونهم لم يستجيبوا لهم، والبعض الآخر خرجوا من المنطقة خوفاً من المتمردين وبعضهم خوفاً من حدوث مواجهات وضرب من القوات الحكومية على المنطقة لمواجهة التمرد. من جانبها تواصلت «أخبار اليوم» مساء امس مع محافظ محافظة حجة محمد عبدالله الحرازي الذي اكد صحة تمركز الحوثيين في منطقة «شعلل» إلا انه تحفظ على اعطاء اي معلومات، بينما مدير امن المحافظة علي طمبالة بدى مستفزاً من اسئلة الصحيفة واستفساراتها وتهرب بشكل واضح باغلاقه سماعة الهاتف دون التجاوب، في حين ان الشيخ فهد دهشوش -رئىس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة، وشيخ مشايخها- اكد الكثير من المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، واشار انه وكثير من المشايخ والشخصيات الاعتبارية في حجة سيعملون جاهدين للتصدي لهذه الفتنة الحوثية الطائفية التي تستهدف اليمن فكرياً وسياسياً. إلى ذلك اعتبر مراقبون سياسيون هذا التواجد الكبير لعناصر التمرد في محافظة حجة يعد مؤشراً خطيراً من خلال تمثله في سعي المتمردين لتوسيع امتدادهم وسيطرتهم وتوسيع رقعة المواجهات، مستغربين من الموقف الصامت لادارة المحافظة والجهات الامنية فيها. وحمل المراقبون في حديثهم مساء امس ل«أخبار اليوم» مسؤولية تلك الخطورة المكتب التنفيذي للمحافظة وادارات الامن فيه وكل الجهات المعنية من الضرورة بمكان ان تسارع في ايجاد الحلول المناسبة لوأد الفتنة الحوثية قبل انتشارها في كافة ارجاء محافظة حجة.