وصف سياسيون الظهور الإعلامي المفاجئ وعبر قناة «الحرة» الأميركية تحديداً للمهندس حيدر أبو بكر العطاس -رئيس الوزراء الأسبق واحد قيادات مؤامرة الانفصال في عام 1994م وفي هذا التوقيت والذي لا يمكن ان يكون عفوياً بأنه يمثل اعلاناً رسمياً لتدشين مؤامرة انفصالية جديدة لا تستهدف حسب تقديرات العطاس في حواره تقسيم اليمن إلى شطرين. وأعتبر السياسيون تبني قناة «الحرة» لإعلان بيان العطاس السياسي والذي جاء في شكل حوار بأنه يأخذ نفس طابع وتكوين انطلاقة مؤامرة الانفصال الأولى في عام 94م والتي اعلن عنها العطاس من مقر اقامته في حينه بواشنطن، الأمر الذي يؤكد ان الايادي التي تعمل على تمزيق وحدة الوطن هي نفسها تلك الأيادي البائسة التي قادت عملية الانفصال الفاشلة في صيف 94م وان القوى الخارجية التي وقفت وراءها لتنفيذ تلك المؤامرة هي نفسها التي تقف وراءها اليوم. وتساءل السياسيون في سياق حديثهم ل«أخبار اليوم» لماذا اختار العطاس هذا التوقيت لإجراء حواره التليفزيوني والذي بثته قناة «الحرة» ولماذا اختار قناة «الحرة» أيضاً وما هو مغزى تدشين حديثه بتأكيداته رفضه ومن كانوا معه من القيادات السياسية الانفصالية لسياسة الشهيد صدام حسين وخاصة حربه ضد إيران، كما دعا السياسيون العطاس إلى تفسير قوله بأن الوحدة تم التعجيل بالإعلان عنها في 22 مايو عام 1990م بناء على رغبة الرئىس صدام حسين في محاولة منه وصف الأمر وكأنه انتقام من صدام لمواقفهم مع ايران، واذا كان الأمر كذلك في مخيلة العطاس فهل يمكن ان يفسر موقفه التآمري الجديد المتزامن مع رغبة إيرانية لتمزيق الوطن بأنه يأتي في سياق انتقام ممنهج من طهران ضد صنعاء التي وقفت مع القومية العربية في معركتها مع المجوس الفرس في حرب الخليج الأولى. كما طالب السياسيون العطاس ومن على شاكلته من الملكيين والإماميين وزمرة الانفصاليين ان يكفوا اذاهم عن هذا الوطن الذي قابل جرائمهم في حقه بسماحة كانت ترجوا ان تكون عاملاً فاعلاً في ايقاظ ضمائرهم الوطنية والتي تؤمن بأن الوطن ساحة تتسع للجميع شريطة ان تكون وحدته الوطنية وأمنه واستقراره والحفاظ على نسيجه الاجتماعي مسلمات راسخة بإيمان عقائدي وعقدي الخروج عنه كفر بواح لا يمكن ان يقابل بمزيد من التسامح وان على العطاس ومن هم على شاكلته في الداخل والخارج ان يدركوا خطورة ما يسعون إلى ارتكابه في حق الوطن وان ذلك الجرم لن تقف امامه المؤسسات الدستورية والمؤسسة العسكرية مكتوفة اليدين بل ستتصدى له بكل حزم وقوة. هذا وقد ختم السياسيون حديثهم ل«أخبار اليوم» بتحميلهم القوى السياسية على الساحة وفي مقدمتهم اللقاء المشترك مسؤولية الحفاظ على الوحدة الوطنية باعتبار ذلك واجباً شرعياً ومقدساً إلهي قبل ان يكون واجباً وطنياً وان اي تهاون ازاء تأدية ذلك الواجب يعد انزلاق خطير يمثل في حد ذاته تهديداً للوطن وأمنه واستقراره ووحدته، مذكرين القوى السياسية وفي مقدمتها اللقاء المشترك باهمية وضرورة قراءة الواقع بصورة واقعية خالية من الاحقاد السياسية نظراً لما تقتضيه مصلحة الوطن في الوقت الراهن. مؤكدين على ان تعاطي القوى السياسية واللقاء المشترك مع الوضع الراهن بمسؤولية وخاصة تلك الملامح البائسة التي تستهدف الوحدة الوطنية لا يعني التخلي عن ممارسة حقها في انتقاد السلطة والذي يندرج في إطار الحقوق المكفولة دستورياً. من جانب آخر استنكر قيادي بارز في التجمع اليمني للاصلاح مقرب من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر تصريحات حيدر العطاس في قناة «الحرة» وخاصة محاولته وصف الشيخ عبدالله بأنه من محرضي الحروب، مؤكداً بأن العطاس يعلم اكثر من غيره من هم المحرضين على اثارة الحروب وسفك الدماء ولا يحتاج إلى تذكيره بذلك، مضيفاً اما الشيخ عبدالله اذا كانت مواقفه الوحدوية الرافضة للانفصالة القابضة على الوحدة الوطنية تعد في نظر العطاس تحريضا للحرب فتلك مواقف نعتز بها ونفخر بها، واوضح القيادي الاصلاحي في سياق تصريحه ل«أخبار اليوم» بقوله اريد ان اسأل العطاس منهم دعاة الحرب الذين اعلنوا الانفصال وحاكوا المؤامرات ضد الوطن والشعب اما الذين قدموا دماءهم ثمناً رخيصاً لبقاء الوحدة الوطنية، مضيفاً في ختام تصريحه للصحيفة لن يعود التاريخ للوراء ولن يكون عطاس اليوم عطاس الأمس والوحدة الوطنية اقيمت لتبقى ازلية يدافع عنها كل أبناء الوطن في جميع محافظاته. هذا وكان العطاس قد ذهب إلى تشبيه الشيخ عبدالله الأحمر بالإمام أحمد حميد الدين من خلال ربط كلمة للشيخ وهي «لا بد أن يعود الفرع إلى الأصل» وطلب الإمام بضم محافظات جنوبية للمملكة المتوكلية آنذاك.