في ظل تزايد وتعالي بعض الأصوات والدعوات التي تثير المناطقية والمذهبية والمناطقية وبعد اضافة الدعوات الانفصالية التي تدعو إلى تمزيق اليمن وتقسيمه وتزعزع الأمن والاستقرار وتهدد الوحدة الوطنية وعلى الرغم من مشروعية المطالب التي يخرج من أجلها العديد ممن يعتصمون أو يتظاهرون إلا ان هذه الدعوات السيئة والشعارات المشبوهة المليئة بالنفس المناطقي والنزعة الانفصالية قد انحرف بهذه المطالب المشروعة عن مسارها، وفي ظل كل ذلك وما تشهده الساحة اليمنية من تحركات ومطالبات منها ما هو شرعي ومقبول ومنها ما هو خاطئ ومرفوض. وامام كل ذلك وإيمانًاً منا بتحكيم شرع الله تعالى في كل ما يواجهنا في أمور حياتنا قمنا بطرح هذا الموضوع الهام والخطير على عدد من علماء ومشائخ اليمن لمعرفة موقفهم الذي ينطلق من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. في ظل تزايد وتعالي بعض الأصوات والدعوات التي تثير المناطقية والمذهبية والمناطقية وبعد اضافة الدعوات الانفصالية التي تدعو إلى تمزيق اليمن وتقسيمه وتزعزع الأمن والاستقرار وتهدد الوحدة الوطنية وعلى الرغم من مشروعية المطالب التي يخرج من أجلها العديد ممن يعتصمون أو يتظاهرون إلا ان هذه الدعوات السيئة والشعارات المشبوهة المليئة بالنفس المناطقي والنزعة الانفصالية قد انحرف بهذه المطالب المشروعة عن مسارها، وفي ظل كل ذلك وما تشهده الساحة اليمنية من تحركات ومطالبات منها ما هو شرعي ومقبول ومنها ما هو خاطئ ومرفوض. وامام كل ذلك وإيمانًاً منا بتحكيم شرع الله تعالى في كل ما يواجهنا في أمور حياتنا قمنا بطرح هذا الموضوع الهام والخطير على عدد من علماء ومشائخ اليمن لمعرفة موقفهم الذي ينطلق من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. فإلى آراء مجموعة من هؤلاء العلماء الأفاضل ونبدؤها من فضيلة الشيخ عبدالله المرفدي والذي قال معلقاً على الدعوات والأصوات المنادية بالمناطقية والطائفية ان المسألة واضحة حيث يجب ان يشترك فيه العالم والعاصي وجميع المواطنين، واكد في حديثه ل«أخبار اليوم» ان الوحدة مصلحة عامة لا يجب التفريط فيها وينبغي على الجميع المحافظة عليها لأنها نعمة من نعم الله. مضيفاً ان الله عز وجل انعم علينا بهذه الوحدة والالفة الأمر الذي يحتم الحفاظ عليها وكما قال الله تعالى «إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا»، واشار إلى ان الذي يحولها إلى نقمة ويتسبب في فتنة وشتات فانه شر اما من يبكي على مصالحه الخاصة فهذا شيء يضر بعموم الناس، منوهاً إلى ان هذه الدعوات هي باطلة وينبغي على من يرفعها ان يتوب إلى الله ويترك هذا الكلام وعليه ان يغلب المصلحة العامة على مصالحه الشخصية وان عليه ان يتقي الله في مصالح الناس، واكد الشيخ عبدالله المرفدي في ختام حديثه ان هناك شيء من القصور من قبل الدعاة والعلماء في القيام بدورهم بتوعية الناس في هذا المجال، معتبراً عدم الحديث حول هذا الموضوع هو من القصور. ويتفق ذلك مع ما طرحه فضيلة الشيخ حسين عمر محفوظ بن شعيب حيث يؤكد ان الإسلام يحرم تفريق الأمة الإسلامية ويدعو إلى توحيد المسلمين وان الاسلام موقفه واضح في قضية المذهبية والطائفية وتفريق الأمة إلى احزاب وايجاد العداوة بين الأمة الإسلامية، واضاف في تصريحاته ل«أخبار اليوم» ان العلماء ضد هذه الدعوات وضد من يدعو إلى تمزيق وحدة اليمن، مستشهداً بالآية القرآنية التي تذكر «وان هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون»، موضحاً ان المسلمين يتطلعون إلى ان تصبح الأمة الإسلامية كلها والأمة العربية تكون متوحدة، متسائلاً كيف نؤيد تمزيق الوطن الواحد ونحن نتطلع إلى توحيد الأمة الإسلامية كلها، مشيراً إلى ان واجب العلماء والدعاة ان يتصدوا لكل هذه الدعوات المناطقية والمذهبية والانفصالية التي تضر بوحدة الأمة في اليمن خاصة وفي الأمة الإسلامية عامة، واكد على ضرورة تظافر الجهود وتوحيد الصفوف للتصدي لمثل هذه الافكار التي تعادي دين الإسلام. وأوضح الشيخ بن شعيب ان هناك دعوات ومطالب شرعية ومنها ما يطالب بعض المتقاعدين بتسوية اوضاعهم ونحن يجب ان نناشد الدولة برفع الظلم عن من وقع عليهم الظلم وتصحيح بعض الاخطاء التي وقعت عليها الدولة واعادة الاعتبار لمثل هؤلاء، مؤكداً على رفض استغلال المطالب المشروعة لأغراض انفصالية ومذهبية ومناطقية، داعياً إلى تصحيح اوضاع هؤلاء وان هذا مطلب شرعي فمن حق اي مواطن يمني ان يطالب بحقوقه ولكن في حدود الضوابط الشرعية، مضيفاً لكن لا يكون ذلك سبب لاستغلال بعض ضعفاء النفوس أو من لهم اغراض سيئة لمثل هذه الدعوات التي تضر بوحدة الأمة الإسلامية ووحدة اليمن على وجه الخصوص. وحول دور العلماء في هذا الموضوع اكد الشيخ حسين بن شعيب في ختام حديثه ان موقفه معروف منذ عام 1993م وانه طاف معظم المعسكرات للتعبئة ضد كل من يحاول الإضرار بوحدة اليمن وهذا موقف شرعي ننطلق منه. وعلى ذات السياق نرى مواقف وآراء العلماء تتشابه وتكاد تكون واحدة حيث يقول فضيلة الشيخ جمال البكري حول ما يرفع من دعوات وشعارات مناطقية ومذهبية ودور العلماء في ذلك ان الوحدة اليمنية واجب شرعي ومطلب وطني ضروري، مضيفاً اننا نرى الامم رغم اختلاف لهجاتها ولغاتها تتوحد مثل المجتمع الاوروبي وغيرها، واكد في حديثه ل«أخبار اليوم» انه الاولى بالدول العربية وابناء الوطن الواحد من باب اولى واولى، موضحاً انه يجب تفويت الفرصة على من يريد الصيد في الماء العكر وذلك بحجب ما يتحججون به واصلاح ما هو فاسد في المجال الإداري والمالي واعادة حقوق الناس حتى لا تكون لأحد حجة وتصبح حق يراد به باطل، مشيراً إلى ان من يريد زعزعة استقرار الوطن بأي قضية ولو كان فيها محقاً فإن العلماء يرفضون ذلك ولا يقبلون التشطير أو الانفصال ابداً. واضاف انهم في مقابل ذلك لا يقبلون اي فساد، مستدركاً انه يجب ان يتم عبر القنوات الصحيحة مثل تقديم النصح للحاكم أو المسؤول وعبر الاعلام المرئي والمسموع وغير ذلك من الوسائل السلمية، مؤكداً ان هذه هي نظرة جميع علماء عدن وان الوحدة اليمنية لا يجوز المساس بها بأي حال من الأحوال لأنها ملك الجميع وليست ملكاً لأحد بمفرده. منوهاً إلى ان هذه النعرات العصبية لم نقبلها ولم نقبلها منذ ايام حكم الاشتراكي، واوضح انه لا يجوز ان ندفن رؤوسنا في الرمال بعيداً عن الواقع حيث وان هناك فساد واوضاع سيئة وحتى الرئيس حفظه الله قال مثل هذا الكلام، مكرراً التأكيد على ضرورة ان يتم التصدي لذلك عبر القنوات المشروعة حيث قال يجب ان تؤتى البيوت من ابوابها وان على الحاكم ان يوجه للمسؤولين ليتجاوزوا جميع الاخلالات الواضحة والتي ليست ادعاءات وانما هي حقيقية. وأضاف الشيخ جمال البكري في ختام تصريحاته ان هنا جزء من الحلول قد وجد ولكنه يبقى بطيئاً ويحتاج إلى تسريع. إلى ذلك يقول فضيلة الشيخ علي بارديس ان الواجب شرعاً على جميع المسلمين ان يكونوا يداً واحدة وان لا يختلفوا لقوله جل وعلا «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، واضاف في حديثه ل«أخبار اليوم» انه ومن نعمة الله علينا ان جمعنا وجعلنا متحدين، موضحاً ان اسباب الوحدة كثيرة ومتعددة ومنها الإيمان وصلة القربى واللغة والدين وكل ذلك من الاسباب التي تعين وتدل وتحدث على اجتماع الكلمة، وقال فضيلته ان الله عز وجل حث على الاجتماع ونهى عن الافتراق وكل سبب يفضي إلى الافتراق والخلاف حذر منه، مؤكداً ان ذلك موجود في العديد من سور القرآن وآياته وحتى فيما يقع فيه المسلم فيجب عليه ان لا يفعل فعلاً أو يقول قولاً يؤدي إلى الاختلاف. واشار إلى ان هناك نصوص قرآنية كبيرة تحرم التقاطع والتدابر والتهابر وألحت على الصلة والاحسان والمعروف ونهى عن كل سبب يفضي إلى الخلاف والنزاع، موضحاً ان هذا الامر معلوم من الدين بالضرورة وان كل دعوة تؤدي حل هذه الروابط العظيمة جاء الإسلام لمنعها وبيان خطرها على الأمة وان الله عز وجل نهى عن الاختلاف التنازع، مستشهداً بقوله تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، وقال الشيخ بارويس ان معنى ريحكم في هذه الآية هو قوتكم، فإن قوة المسلمين في اتحادهم وائتلافهم ومن اسباب ذهاب هذه القوة هو الاختلاف والتنازع. مضيفاً ان الاسلام ضد التعزي بعزاء الجاهلية أو الافتخار بأنسابها فكل ذلك يؤدي إلى التباين والتمايز والتفرق لذلك فإن الإسلام يعدها من الأمور الجاهلية والتي جاء الإسلام لمنعها ومنع اسبابها التي لا تجوز شرعاً، ونوه إلى ان الموقف الشرعي يجب ان يكون واضحاً وجليا لهذه المسائل ولا اشكال فيها وبذلك بدعوة المسلمين جميعا وخصوصا نحن في هذه البلاد بعد ان مّن الله عز وجل علينا بالوحدة المباركة والتي كانت من الآمال ثم اصبحت محققة للعيان إلى الشكر على هذه النعمة ونبذل كل سبب لدوامها ونحذر من كل سبب يؤدي إلى ضدها، مشيراً إلى ان من اعظم ذلك ان يحصل المحبة والمودة والإئتلاف والتناصح بين المسلمين ليكون سببا من اسباب الإئتلاف، اضافة إلى عدم الاختلاف وعدم الاخلال بالنظام وعدم الخروج على الحاكم المسلم، واوضح ان كل هذه الاسباب تأتي النصوص تحذر من ضدها. ووجه الشيخ بارويس نصحية إلى كل مسلم بأن يتقي الله عز وجل أولاً وان يسعى بكل وسيلة ان يكف لسانه ويده من الباطل ويسعى بقدر الاستطاعة لتقريب وجهات النظر بين المختلفين وحثهم على الإئتلاف لانه من اعظم الواجبات للدعاة في هذا البلد المبارك. واضاف في ختام تصريحه ل«أخبار اليوم» ان الامة كلها واحدة والواجب على الجميع ان يسعوا إلى تحقيق هذه المعاني العظيمة وهي ائتلاف الكلمة واجتماعها وعدم فتح باب الفتنة بين المسلمين وبعدما ذكرنا في السطور السابقة من آراء لعدد من العلماء الأفاضل نجد ان جميعها يؤكد على تحريم وتجريم هذه الدعوات المناطقية والمذهبية والانفصالية والوقوف ضدها ومواجتهها الوسائل والسبل، وهذا هو موقف الاسلام الشرعي من كل تلك الدعوات التي لا مكان لها والتي يجب ان تتوقف لأن الإسلام هو دين التوحد والإئتلاف كما وضح ذلك فضيلة العلماء وهذه دعوة للجميع لمراجعة النفس وإعادة النظر في المواقف والأفكار التي لا جدوى منها سوى التشتت والأنقسام.