ألقى الدكتور حمود العودي-رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء- بمديرية دمت محاضرة هامة عن الدولة والقبيلة ذم فيها وبشدة بعض الأكاديميين والمثقفين ممن وصفهم باللاهثين وراء مصالحهم الشخصية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية. وقال العودي في الأمسية الرمضانية التي نضمتها جمعية الغارد الثقافية بمديرية دمت: لا تستغربوا إذا ما رأيتم مثقفا أو أكاديمياً أو دكتوراً يجري وراء القبيلة ومثقف من هذا الصنف ليس بمثقف وطني وإنما مأجور يسيء إلى لعلم والثقافة وليس وحده المثقف أو الأكاديمي من ترهَّل دوره وضعف إلى هذه الحدود وإنما الأحزاب السياسية هي الأخرى ضعف دورها ولم تعد تؤدي ذلك الدور الوطني المناط بها وإن الهمَّ العام للمصلحة الوطنية ضعف أو أُضْعِف والأكاديميون جزء من هذا الواقع. أما عن طبيعة الأصوات المناطقية والجهويَّة والطائفية التي ظهرت مؤخراً في بعض المناطق اليمنية وبالذات التي رافقت الفعاليات الاحتجاجية للمتقاعدين في بعض المحافظات الجنوبية قال العودي: إنه لا يمكن لأي وطني مخلص لوطنه ومبادئه أن ينادي بتلك النغمات المناطقية. واعتبر ذلك خيانة وطنية وعملاً عدائياً لا يمكن أن يُقبَل، ولا يقبل أيضا أن تثار قضية الجنوب في مجلس الأمن كما أُثيرت قضية الكويت ضد نظام الرئيس الشهيد صدام حسين، كون ذلك عملاً عدائياً وضد المصلحة الوطنية بل وكارثة ولا يمكن أن تُبرَّر مهما كانت الأسباب وأضاف الدكتور العودي أن البعض عمل على «قَبْيَلة» الدولة بعد قيام الوحدة اليمنية والتفتيش عن خبايات الأنساب والعصبية وغيرها بغرض إثارتها من جديد وذلك لقطع الخط على الخصوم السياسيين دونما وعي بخطرها على المصلحة الوطنية باعتبارها من أخطر الأمور على الوحدة الوطنية ونسيجها الاجتماعي ولذا فقد أضرت إضرارا بالغا بالإنجاز السياسي والوطني الذي كان قد تحقق في ظل ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين. وأردف قائلا: لقد أضعفنا قلب الوطن، والانتماء الوطني لحلف الثورة والوحدة وفتحنا هذه البؤر المتخلفة حتى وصلنا إلى هذه النتيجة المُرَّة حيث يطلع من كل مكان ريحة نتنه ومتخلفة و أن السلطة استفادت من الأصوات المناطقية والطائفية المسيئة للوحدة لأنها هي التي خلقتها بهدف جعلها بدائل للمصلحة الوطنية ولكنها اليوم تكتوي بخطرها وكما يقال على نفسها جنت براقش وبالتالي علينا جميعاً أن نوجد حلاً للمشكلة ومراجعة حساباتنا جميعاً.