أعلنت عدد من وسائل الإعلام الفرنسية أمس عن وفاة المرتزق الشهير بوب دينار الذي ارتبط اسمه بعدد من الانقلابات العسكرية التي شهدتها دول إفريقية مثل جزر القمر، والكنغو، ونيجيرا، ونزمبابوي حيث عرف عن دينار ارتباطاته الواسعة بأجهزة استخباراتية كثيرة مثل المخابرات البريطانية والمخابرات الأميركية. وكان بوب دينار أحد المرتزقة العسكريين الذين استأجرتهم بعض الدول التي وقفت ضد النظام الجمهوري منذ 26 سبتمبر 1962م واعترفت فيما بعد به، بعد انسحاق فلول المقاتلين الإماميين الملكيين بعد حصار السبعين يوماً عام 1967م إثر انسحاب القوات المصرية الموالية للنظام الجمهوري في اليمن. وذكر عدد من المؤرخين اليمنيين والأجانب الذين أرّخوا لثورة «26 سبتمبر أن بوب دينار قدم لليمن أكثر من مرة في الفترات ما بين عامي 1962 -1967م لتدريب ومساندة فلول القوات الملكية التي كانت تحارب ضد القوات الجمهورية وتتركز في مناطق بشمال اليمن، وذلك بتوجيه من شاه إيران وأنظمة عربية كانت تريد تصفية حسابها مع الزعيم العربي جمال عبدالناصر عن طريق اليمن التي ساند عبدالناصر ثورتها بقوة، ودعا في زيارته لها إثر انتصار الثورة إلى طرد المستعمر البريطاني من جنوب اليمن، حين قال في زيارته لمدينة تعز عام 1963م على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل وبعدها بأيام انفجرت ثورة 14 اكتوبر الخالدة من قمم جبال ردفان الأبية وكان اسم بوب دينار هو أشهر الأسماء المستعارة للفرنسي جيلبير بورجيو الذي ولد في عام 1929م في مدينة بوردو الفرنسية لأب كان يعمل ضابطاً في الجيش الفرنسي وخدم في بداية التحاقه بالجيش الفرنسي في قوات البحرية في فيتنام وكمبوديا ثم عمل مدرباً لقوات الكونغو عام 1961م بعدها عمل مستشاراً ومدرباً لحرس شاه إيران ثم زار اليمن أكثر من مرة، وبعدها أصبح لاعباً مهماً في التخطيط والتنسيق لعدة انقلابات قامت في عدد من دول وسط وشرق إفريقيا في فترة استعار الحرب الباردة حيث كانت توجهاته تخدم المصالح العسكرية الفرنسية والغربية بشكل عام ضد المد الشيوعي ومن بنين الذي قاد انقلاباً عسكرياً بها انتقل إلى جزر القمر بعد فشل الانقلاب في بنين ليقود انقلاباً ناجحاً أوصل الرئيس عبدالله عبدالرحمن إلى سدة الرئاسة قبل أن يقضي رجال دينار عليه في عام 1989م وفي عام 1993م اتهم دينار بالتخطيط لانقلاب، وبعد عامين قام مع عدد من رجاله بمحاولة الإطاحة برئيس جزر القمر الذي بعث بشكوى لمجلس الأمن لتقوم قوات من القاعدة الفرنسية في جيبوتي بالقبض على دينار وحبسه لعامين قبل أن يفرج عنه ويعيش باقي عمره في إحدى ضواحي باريس يعاني من مرض الزهايمر حتى أُعلن عن وفاته يوم أمس عن عمر ناهز «78» عاماً، تاركاً وراءه كثير من الأسرار التي لم تكشف بعد.