15 غارة للعدوان على الجوف ومأرب    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    شركات الطيران العالمية تلغي رحلاتها إلى كيان العدو بعد تحذيرات اليمن    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    فشل المنظومات الاعتراضية الأمريكية والإسرائيلية وهروب ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    قدسية نصوص الشريعة    في خطابه بالذكرى السنوية للصرخة وحول آخر التطورات.. قائد الثورة : البريطاني ورط نفسه ولينتظر العواقب    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: "الشعار سلاح وموقف"    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    دوي انفجارات في صنعاء بالتزامن مع تحليق للطيران    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    وزير الدفاع الإسرائيلي: من يضربنا سنضربه سبعة أضعاف    «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد أن الوحدة اليمنية جاءت بعكس المخططات الصهيونية والأميركية ولهذا حوربت .. اليدومي يدعو الجميع للوقوف في وجه الأصوات النشاز التي تنادي بالانفصال وكذا في ظلم السلطة
نشر في أخبار اليوم يوم 07 - 11 - 2007

أقام القطاع الطلابي لحزب التجمع اليمني للإصلاح مساء الثلاثاء محاضرة للأستاذ محمد اليدومي-نائب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح حضرها العديد من القياديين في حزب الإصلاح، وكذلك جمع غفير من المواطنين
حيث قدم المحاضرة د. فتحي العزب وبين من خلالها الأوضاع السياسية في المشهد السياسي اليمني وعرض كذلك الأحوال المعيشية التي يعيشها المواطن اليمني، مبيناً التجربة الديمقراطية في اليمن، وهذا وقد استهل أ. اليدومي كلمته بذكر الله تعالى والثناء على رسوله، مبتدئاً بالحديث عن سوء الأوضاع التي يعيشها الشعب اليمني، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، بسبب انتشار الفساد الذي نخر أغلب أجهزة ومؤسسات الدولة اليمنية، متعجباً بالذين يتكلمون عن الفساد، وهم يمارسونه في أبشع صوره، ولم يحددوا مفسداً واحداً، ولم يقدموا للعدالة مسؤولاً واحداً..!!.
وحين يخاطبهم اللقاء المشترك بذلك يردون التهمة على عناصر المعارضة بالفساد، دو خجل، وهم لا يستطيعون ان يميزوا بين حق المواطن في ملكه وبين من يتصرف بالملك العام.
وقال أ. محمد اليدومي في محاضرته: ان الذين في سدة الحكم لا يعرفون السياسة، يتهمون الناس بالفساد والتصرف في أموالهم ولا يفرقون بين الذي يفسد في وظيفته العامة والمال العام وفي ثروات البلاد ومدخراتها يريدون ان يساووا بين هذا وذاك، وهذا غريب، وفي بلدنا فقط لا غير.
ومن المضحك والمبكي من تصريحات المسؤولين والإعلام الرسمي نجد أن هؤلاء يطالبون المعارضة أن تقدم لهم حلولاً لحل مشكلة الفساد، وهم لهم برنامجهم السياسي وللمعارضة برنامجها السياسي.
والفساد ناتج عن تطبيق برنامجهم الذي اعلنوه في الانتخابات والفساد ينتشر بسبب سوء إدارتهم في الوظيفة العامة والمال العام وهم يصنعون المشاكل ويريدون حلولاً من المعارضة، لكي تبقى المعرضة في موقعها، والحزب الحاكم في موقعه، وهذا يدل على ثقافة هؤلاء والذهنية التي شكلوها بثقافتهم هذه والتي بها يسيرون أعمال البلاد.
وأضاف اليدومي في خطابه: أن هؤلاء يتهمون المعارضة في نفور المستثمرين من البلاد، وان معارضة الرأي وراء هروب المستثمرين فهل فرّ المستثمرون من هذه البلاد في هذه الأيام التي بدأ الشعب اليمني في كل محافظات الجمهورية يعلن عن رفضه لإدارة الحزب الحاكم؟.
خرجت المظاهرات والاعتصامات وارتفعت الأصوات منددة بالفساد المالي والإداري، فهل الاستثمار كان موجوداً قبل المظاهرات والاعتصامات..ابداً.
لقد نفر المستثمر العربي والأجنبي من بلادنا لأسباب منها ان كل مستثمر يأتي إلى هذه البلاد يواجهه بعض المتنفذين ويشترطون مشاركتهم له في ماله فكيف سيستثمر اذن؟!.
ويأتي المستثمر ويبسط على أرضه ويشكو المستثمر فيقال له خارج نفسك بأي ثمن كان مع هذا المتنفذ تباع الأرض للمستثمر للمرة الأولى ولمرات عديدة ولهذا الشخص ولأشخاص غيره، ويقولون المعارضة هي التي نفرت الاستثمار والاستثمار يحتاج إلى من يقدره ولا يوجد ذلك ووصلت الحالة في الاستثمار أن يحال إلى أشخاص غير قانونيين بل شكلت لجان تتابع ذلك من لجان خلفية يرأسها بعض العسكر خارج الأطر القانونية والحكومة ومؤسسات الدولة.
وواصل حديثه عن الاستثمار بقوله: أحد المسؤولين قال للمستثمرين اذا لم يعجبكم هذا القانون، سوف نجعل لكل مستثمر قانوناً خاصاً به وهذه فوضى غير مطاقة من أحد، ثم انتقل في حديثه إلى قضية العلاقات مع دول الجوار وقال:العلاقات مع دول الجوار قائمة على المواقف الشخصية والانطباع الشخصي والمزاج الشخصي ليست قائمة على أسس استراتيجية ولذلك تجد أن المواطن اليمني غير محترم وأن جواز المغترب اليمني عندما يبرز في أي ميمناء/بري أو بحري أو جوي لا يحترم وأن هذا المواطن غير محترم أصلاً في بلده، العلاقات مع الآخرين قائمة على أساس استراتيجي.
والعلاقات في العالم تتفق وتختلف ولكنها تستمر أما نحن فعلاقتنا مع الآخر، محصورة في الضجيج الإعلامي، أي فائدة استفاد هذا الشعب من هذه العلاقات؟ سواء العلاقة مع هذه الانظمة أو الدول انعكس على أبنائها الذين كانوا يريدون الاستثمار في بلادنا.. ما دخل المعارضة بذلك؟ سواء الأوضاع دفع الناس إلى مقاومتها ورفضها، وهذا ما يحدث في المحافظات.
وأردف: ان هؤلاء يذكرونا بأيام الإمام وأيام الاستعمار وأن وضعنا اليوم هو أحسن حالاً مما كنا عليه أيام الاستعمار والامام، وهذه مقارنة ظالمة، أن الوضع اليوم غير الوضع أمس غير الوضع قبل أربعين سنة اليوم هناك جيل يمني لا يعرف الامام ولا الاستعمار، اليوم هناك جيل يطالب بتحسين وضعه وينظر ويقارن بين وضعه وواقعه، واماكاناته بتروله وغازه وزكاته وضرائبه وجماركه وزراعته وموارده كلها، ووضع المواطن العربي والمسلم الذي يعيش في أي بلد كان.
هل يعيش المواطن اليمني مثلما يعيش غيره؟! ابداً ان المواطن اليمني يعبر عن سوء الأوضاع واستمرارها بالهجرة إلى الخارج خاصة دول الجوار، وهذه خصلة غير طيبة، كل من ساء وضعه الاقتصادي، وظلم أراد القرار بنفسه إلى دول الجوار، أو أي دولة أوروبية أخرى.
وهذا غير صحيح، وتتم عن ظلم في البلاد، والحل ليس في الهجرة، بل في مقاومة الظلم واجتثاثه وتغيير الواقع السيء، الهجرة هروب ولا يصح أن نهرب أبداً ويجب أن تتوقف هذه الهجرة، منتقداً المواطنين الذين يؤهلون اولادهم من أجل أن يخرجوهم إلى دول الجوار، رغم ان البلد بحاجة ماسة إليهم، لأنهم يصنعون مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة.
ثم تطرق أ. اليدومي إلى الوحدة قائلاً: لقد قامت الوحدة اليمنية واحدثت تغييراً مهماً في حياتنا، وتغييراً كبيراً في المحيط الذي من حولنا ولذلك حوربت هذه الوحدة، لأنها جاءت بعكس كل الأوضاع العربية والإسلامية بعكس كل المخططات الصهيونية والأميركية في المنطقة، الوحدة اليمنية جاءت في زمن ممنوع فيه أن يتوحد المسلمون، مزقونا بعد سقوط الخلافة الإسلامية 1924م إلى دويلات وهم يريدون ويسعون في كل يوم إلى تفتيت هذه الدويلات.
نحن توحدنا عكس ما يخططون وأن فلسطين لن تبقى في ايدي اليهود، ولن تستمر إلا في ظل تفتيت هذه الأمة بتجزئتها إلى دويلات ولذلك تُحارب هذه الوحدة اليمنية ونسمع هذه الأيام الأصوات النشاز من قلة ليس لها من مصلحة إلا تنفيذ مصالح المخطط الصليبي الصهيوني، هناك فساد مالي وإداري وجوع يحس به أغلب الشعب اليمني، هناك غلاء للأسعار في كل محافظات الجمهورية وهناك ظلم في كل المحافظات وليس الحل أن ترتفع الأصوات النشاز التي تنادي بالانفصال، يقول المثل: تموت الحرة ولا تأكل من ثديها فلنجوع ولنشبع جوعاً، ولنحافظ على وحدتنا، لا يمكن ان تصل الخيانة في بلادنا والأصوات النشاز إلى الدرجة المنحطة، النظام ظالم نعم.. سياسة الحزب الحاكم خاطئة.. نحن نختلف مع الرئيس/علي عبدالله صالح فلنختلف معه، ولا نمس الوحدة اليمنية عجزنا عن مقاومة الظلم اليوم، نقفز على جدار الوحدة القصير؟؟!!! ونعيد كل قضايانا ومآسينا ومشاكلنا على الوحدة.. لا..لا.. الوحدة اليمنية أمر تم بفضل الله وبرغبة هذا الشعب، وأرغم الكل على إقامة الوحدة، لا يجب أبداً ان نعارض هذا النظام وأن نجعل هذا الفساد المستشري في موازاة الوحدة.. لا.. لا.
ثم تساءل اليدومي بعدد ذلك: لماذا من يريد أن يعارض النظام يريد أن يمزق هذه البلاد؟ أي عقلية هذه؟ هل سمعتم مصرياً يرفض حكم مبارك والحزب الوطني طالب بانفصال محافظة من محافظات مصر؟ هل سمعتم في لبنان مثل ذلك؟ في كل بلدان العالم هناك معارضة للأنظمة وللأوطان هل سمعتم في تلفاز أو قرار تم في صحيفة أن هناك معارضاً طالب بتمزيق بلده؟ إلى أي مستوى من الانحطاط وصلت هذه الأصوات إلى خيانة وطنها، وشعبها، ودينها؟.
في طرح رؤية حزبه قال اليدومي: نحن في الإصلاح وعن لسان حزب التجمع اليمني للإصلاح أقول: أن اي محاولة للانفصال ستواجه من كل إصلاحي على هذه الأرض بالمقاومة سنقاوم الظلم ونواجهه وسنسعى إلى تغيير الواقع السيء بالمحافظة على بلدنا، لأن ديينا يحكم علينا هذا ووطنيتنا تفرض علينا هذا .. اليمن يئن من الظلم وعلينا مواجهته ومواجهة مخطط تمزيق هذه البلاد، لأن لا خيار لنا، لا حياة لنا دون الوحدة.
هذه الوحدة اليمنية جاءت بعد فضل الله عز وجل بالديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير وكانت هذه الديمقراطية والتعددية في 22 مايو 90م في خيالات بعض المسؤولين انها مجرد منحة لهذا الشعب، ولكن هذه المنحة مع مرور الأيام والسنوات تحولت إلى حق، من الصعب انتزاع هذا الحق من هذا الشعب، ولذلك بدأ الضيق، لأن الشعب اليمني بدأ يمارس حقه، بدأ الوعي ينمو، الوعي الحقوقي، وبه بدأ الضيق من السلطة والحزب الحاكم وبوسائل غير ديمقراطية وغير قانونية في رفض الآخر في ثقافة تريد العودة إلى الحكم الشمولي قبل 1990م.
وبدأت تنمو ثقافة قديمة في بلادنا، هي ثقافة الصنو جنب الصنو، والقبيلي جنب القبيلي، بمعنى من مكان ينتمى للحزب الحاكم ويجاربه في مواقفه فهو المحظوظ والمقرب ومن خالف المنبوذ والمحارب والمحروم من كل حقوق المواطنة، وبدأت ثقافة التملك للسلطة تطفو على اعلام الحكومة وإعلام الحزب الحاكم وتسمع عن المن الممجوج والمتبجج ليل نهار عن المشاريع التي توهب للشعب والإكراميات التي تمنح لموظفي الدولة والحديث المستمر عن كيفية الأموال التي كانت قائمة قبل استلام الحزب للسلطة قبل عشرين عاماً، وأنه ليس من حق أحد بعد ذلك أن يقدم نفسه كبديل، لأن معنى ذلك أن تتحول البلاد إلى ما هو عليه الحال في الصومال، أو السودان أو افغانستان أرعبوا الناس، واخافوهم، وهيبوهم، لأن ما حصل بعد ذلك تغيير أو تداول سلمي لسلطة فإن حالكم سيكون مثل حال هذه الشعوب والبلدان.
ثم أكد في خطابه: إن علينا جميعاً أن نعي أن مثل هذه الثقافة يجب ألا تسود في مجتمعنا وإلا نسمح بتجذرها في أوساطنا، وعلينا أن نتفق أن لا احد من المواطنين أو من القوى السياسية له الفضل على شعبنا مهما قدم من تضحيات أو خدمات وانما يقدمه المواطن أو أي قوى سياسية هو واجب عليه يفرضه الإسلام، وتفرضه واجبات المواطنة، فالاحساس بمثل هذا الشعور سيجعل من هذا الشعب مديوناً، لهذا أو ذاك، وعليه وعلى هذا الشعب أن يستمر في سداد الدين المتمثل في البقاء في السلطة حتى يأتي عزرائيل عليه السلام وهذا مفهوم خطير ومستثير لكل عوامل التحرر، ومفجر للأوضاع ودافع للسقوط في دوامة العنف المدمرلكل المنجزات وعليه فإن التجمع اليمني للإصلاح وقد أدرك مبكراً، أن من يسعى جاهداً لنشر ثقافة الاستبداد ويزين ثقافة الحكم الشمولي ليل نهار وبكل الوسائل الإعلامية وخطورة ردود الأفعال الشعبية على مثل تلك الثقافة والسلوك الذي يتبعها فقد أكدوا منذ أكثرمن سبع سنوات على أن النضال السلمي هو النهج السوي لمواجهة كل أشكال الظلم، ومسبباته وأنه الوسيلة المثلى لنيل الحقوق والحريات والأسلوب الأمثل للإصلاح الشامل، لكل أوضاعنا السيئة سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
فتجارب شعبنا وتجارب الشعوب الأخرى في الماضي اثبتت فشل أنظمة القمع في تحقيق أي تمنية أو استقرار لشعوبها، أو الحفاظ على سيادة واستقلال الأوطان.
التي تحكمها ،فالتجارب اثبتت فشل كل القوى السياسية التي تنتهج العنف سبيلاً في حل قضايا أوطانها.
ولاتساع مجال الضيق في تحول الديمقراطية في بلدنا إلى عمل جاد لابد أن نسعى في الإصلاح وندعو إخواننا في المشترك أن يسهموا معنا في نشر ثقافة النضال السلمي في مواجهة الطغيان، بل أنني ادعو الحزب الحاكم إلى أن يسهم في نشر ثقافة النضال السلمي في أوساط مجتمعنا ويشارك القوى السياسية في نشر هذه الثقافة خاصة إذا اقتنع الحزب الحاكم بالتداول السلمي للسلطة وتنبيهه وتذكيره بأن بقاء الحال من المحال ،وأن التداول سنة من سنن الله عز وجل في الأمم والشعوب والأنظمة وبين القوى السياسية «وتلك الأيام نداولها بين الناس».
لأن التداول السلمي للسلطة يعتبر أبرز معالم الديمقراطية ، لاديمقراطية دون تداول سلمي للسلطة «ديمقراطية ديكور !!» التي هي مجرد زينة ، ديمقراطية يتلهى بها الناس فقط.. قولاً لا عملاً ..هذه النوع من الديمقراطية سيؤزم الأوضاع في بلادنا ،لأنه ليس هناك حل لهذا الظلم وأن تسود قناعة التداول السلمي للسلطة عند كل القوى السياسية سواء كانت حاكمة أو محكومة في السلطة أو المعارضة ليس هناك حل إلا العنف.
قبل أيام هددت صحيفة رسمية المعارضة إذا استمرت في تحريك الشارع ،وتبني قضايا الناس في افتتاحيتها بأنها على استعداد أن تقاوم النضال السلمي الذي تقوده القوى السياسية المعارضة لهذا النظام ، أن تعيش في الكهوف وفي الجبال ، بمعنى أنها تشتعلها حرباً دموية على قوى المعارضة،ولذلك العنف ليس حلاً ،الحل صندوق الاقتراع،ولن يكون حلاً،إلا إذا صلحت الآلية الانتخابية،أما صيغتها الحالية فتستمر نفس النتائج التي تفرزها الانتخابات.
اللجنة العليا للانتخابات ،قانون الانتخابات ، السجل الانتخابي ،المال العام ،الإعلام الرسمي ،الوظيفة العامة كل ذلك لابد من الوقوف أمام هذه الآلية حتى يتم تصحيحها ، وإذا استمر الحزب الحاكم يدير الانتخابات على أهوائه ومزاجه ، ويستخدم المال العام وإمكانية الدولة والوظيفة العامة والإعلام الرسمي لصالحه،فلن يكون هناك ديمقراطية ولن يكون أي معنى لصناديق الاقتراع ، لأن النتيجة ستظل تفرز النتيجة التي نحن عليها اليوم.
والحديث عن السلطة لم تعد تهمه اليوم ، لأن الإعلام الرسمي دائماً يوجه التهمة لمن يتحدث عن التداول السلمي للسلطة ،وكل من يريد أن يصل إلى السلطة ، وكأن هذا الوصول إلى السلطة أي فرداً وقوى كأنها جريمة، هذا حق لكل مواطن، ولكل قوى سياسية.
اليوم الأخوان في المؤتمر الشعبي يحكمون غداً يأتي غيرهم ، الاشتراكي ، الناصري ، الحق ، الإصلاح...
أخواننا في الإعلام الرسمي يرون كأنهم ما خلقوا إلا لدعم المؤتمر الشعبي العام ،ولذلك يعادون كل القوى السياسية متناسيين قضية التعددية السياسية ،وقضية التداول السلمي للسلطة ، انتقال المؤتمر إلى الشارع ، وتنتقل قوة أخرى من الشارع إلى السلطة ،وأنهم أنفسهم كما يخدمون المؤتمر الشعبي العام سيخدمون أي قوى سياسية أخرى تصل إلى السلطة .. ولذلك نصيحتي لهم أن لا يقطعوا حبالهم مع الآخرين ، لايستعبدون الطرف على حساب طرف آخر لا يذلون أنفسهم ، لايقطعوا حبالهم مع أخوانهم في المعارضة.
وقبل ختام المحاضرة صرح :-
وهناك في الصحف يلاحظ الشخص أن بعض الأقلام والكتابات الصحفية يشم الواحد منها نتن أحبار أقلامهم ،وهي تمرغ في أوحال المناطقية والطائفية والمذهبية ، وأنصحها أن تترفع عن هذا المستوى الهابط مهما كانت معاناتها ، أو آلامها للأسف الشديد أن بعض الأقلام توغل الصدور ، وتجافي الحقيقة وتدعو إلى الفتنة ،هذه الأقلام علينا جميعاً أن ننصحها ونرفضها ، لامجال لأي صوت يدعو إلى تمزيق هذا الشعب ، مهما كانت الاختلافات بيننا والآخرين .. ومهما كان التباين ومساحة الخلاف يجب أن يعرف جميعاً ،أنهم أخواننا ليسوا أعدائنا ، نختلف كالأسرة الواحدة والقرية الواحدة ، ونختلف حول الوسائل ،لأن سياساتهم خاطئة ولا يعني خلافنا أن نصبح أعداء ،أبداً..
وفي ختام كلمته التي ألقاها أمام الحاضرين قال :
ونحن نواجه الظلم أوجه نصيحتي لكل المظلومين في هذه البلاد ..احذروا أن يتمكن الظالم من تحويل مواجهتكم له ،إلى مواجهة فيما بينكم ،وعليه فلنستمر في مواجهتنا له ورفض كل أساليب القمع والطغيان ،وكل الممارسات الظالمة ، ونستمر في نضالنا السلمي في انتزاع حقوقنا، والنضال من أجل الوحدة الوطنية ، بكل الوسائل المشروعة التي كفلها الدستور والقوانين المنبثقة عنه ،والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
هذا وقد فتح باب المناقشة والحوارات ،وقدمت العديد من الأسئلة المتعلقة بالشأن الداخلي اليمني وحوار اللقاء المشترك مع الحزب الحاكم وقد أجاب عن أغلبها وترك بعضها.
تأتي هذه المحاضرة في ظل الأزمة السياسية القائمة وبروز أصوات تنادي بالإنفصال ،وقد كانت رؤيته واضحة من ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.