طالب الشيخ الدكتور/ غالب القُرشي- عضو مجلس النواب من المرتضى المحطوري الذي يعد أحد أقطاب العقيدة الإمامية أن يحدد فيما إذا كان زيدياً فعلاً أو إمامياً. موضحاً بأنه إذا كان زيدياً فإنه يجوز له أن يعمل شيء من أفعال الشيعة الإمامية التي تصاحب إحياءهم لذكرى عاشوراء التي تصادف اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام هجري كأحد مظاهر التعبير عن الحزن لمقتل الإمام الحسين عليه السلام. جاء ذلك في تعليق الدكتور القُرشي على تصريحات المحطوري لموقع "مأرب برس" الذي دعا فيه إلى نبذ الخرافات عند إحياء الأمجاد. معتبراً ذكرى عاشوراء مناسبة للاعتراف بالخطأ الذي نزل على آل البيت. الأمر الذي دعا الدكتور القرشي للتساؤل بقوله: من يعترف فأهل السنة لا يعنيهم والذين قتلوه هم الشيعة أتدري لماذا قتلوه؟ فالشيعة الذين بايعوا ابن عمه مسلم بن عقيل وكانوا حينها ثمانية عشر ألف هم الذين قتلوا الحسين حينما تخلوا عنه وذهبوا إلى صف خصمه. وأهل السنة بريئون من دم الحسين وكتب أهل السنة مليئة سواء القديمة أو الحديثة بهذا الكلام والاستنكار لقتل الحسين رضي الله عنه. وقال القرشي في سياق تصريحه ل"أخبار اليوم": الإمام الحسين رضي الله عنه كان قد تراجع حينما رأى أن الشيعة قد فروا عنه، وطالب من ذلك الفاجر عبدالله بن زياد قائد الجيش اليزيدي في العراق إحدى ثلاث. قال له أما أن تتركوني لأذهب إلى المشرق لأقاتل في سبيل الله مع المسلمين أو أن أرجع إلى مكة أو أن أذهب إلى دمشق عاصمة الخلافة. وهذا تأكيد بان الحسين رضي الله عنه كان قد تراجع ولكن ذلك الفاجر لم يعطه واحدة من تلك الثلاث المطالب فكان ما كان. مؤكداً أن الشيعة هم اشتركوا في قتل الحسين. وحول قول المحطوري أن من الواجب على أهل السنة إدانة قتلة الحسين أكد النائب في البرلمان أن كتب أهل السنة مليئة بهذا، وقال: هذا مدان في كتبهم جميعاً لكن لا يعني الإدانة بالطريقة المحطورية وأن يخرج الناس ويصيحوا ويرفعوا أصواتهم بالصياح والنياح الدائم. مؤكداً بأن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والحسن بن علي رضي الله عنهم جميعاً كانوا قد قتلوا قتلة شنيعة. وأظلم من مقتل الحسين. وعن سبب طلب القرشي من المحطوري تحديد الأخير إذا كان زيدياً أم إمامياً قال القُرشي لو كان إمامياً فعليه أن يقول أنا إمامي ويذهب إلى مواقع الإمامية ويعمل عملهم ويكون واضحاً وإذا قال أنه زيدي فإن مذهبه لا يقر مثل هذا والمذهب الزيدي بعيد كل البعد عن هذه البدع. وحول استنكار المحطوري لمظاهر الضرب والتنكيل وتأكيده أن إحياء عاشوراء يجب أن يتم بعيداً عن الخرافات وأن آل البيت لا يفيدهم الضرب بالخناجر والأساطر. ودعا الدولة إلى عدم التضييق على الفعاليات الدينية للشيعة في اليمن لأن الكبت سيؤدي إلى ردة فعل عكسية مستنكراً من الأجهزة الأمنية منع الشيعة الاحتفال بيوم الغدير. وأكد القُرشي أنه حتى الاحتفال بيوم الغدير بدعة يريد المحتفلون بهذا اليوم إدانة جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقول بأنهم خانوا الله ورسوله وخطفوا الخلافة من علي، كما يدعون بأن ذلك اليوم هو يوم عهد من الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه وحاشا لله. مؤكداً بأن الاحتفال بمثل هذه الأشياء يعد بدعة وينكرها المذهب الزيدي. داعياً من يغرر بهم للاحتفال بهذه الأشياء إلى عدم المشاركة فيها. مؤكداً أن على الدولة مسؤولية نشر الإسلام الصافي والعقيدة الصافية وأن تثني أبناء البلد عن كل فكر مستورد فهذا واجب الدولة قبل كل شيء في حماية الإسلام والدين الصافي المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا وتأتي تصريحات المرتضى المحطوري في الوقت الذي أكد فيه القائد الميداني للتمرد المدعو عبدالملك الحوثي بأن مطالبهم لوقف التمرد تتمثل في إعطاء الدولة لهم الحرية في الفكر والتعبير والمناسبات الدينية في إشارة منه إلى زعمهم بالأحقية في ضرورة إحيائهم لبدعة الغدير وذكرى مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه التي تعتبر الطائفة الشيعية ملطخة بدمه عليه السلام. واعتبر مراقبون تزامن طرح المحطوري مع ما طرحه المتمرد عبدالملك الحوثي يكشف عن جهود حثثية للوصول إلى غاية المتمردين في جوانب كثيرة تبدأ بالحصول على الموافقة من قبل الدولة بإحياء بدع الشيعة الإمامية والخروج إلى العلن لعمل تلك الأشياء وتكشف أيضاً مدى سعي القيادة الفكرية للتمرد لتحقيق ولو جزء من الأهداف الحقيقية للتمرد الإرهابي بصعدة. هذا وكان المتمرد عبدالملك الحوثي قد أعلن أنه في حال حدوث حرب خامسة فإن الحرب لن تكون في صعدة وإنما سينقلها المتمردون من أتباعه إلى محافظات أخرى جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه الزميلة الأهالي في عددها الصادر اليوم. والذي أكد خلاله المتمرد عبدالملك رفضهم لتشكيل حزب سياسي والعملية الديمقراطية برمتها.