احتشد الآلاف من المواطنين صباح أمس (الأربعاء) في ميدان السبعين،لإقامة مظاهرة حاشدة استجابة لنداء الهيئة الشعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني، وقد حمل المواطنون اللافتات القماشية والورقية المنددة بالأعمال الإجرامية التي تمارسها سلطة الكيان الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني المحاصر في غزة. هتف المحتشدون بعبارات منددة بتصرفات الكيان الإسرائيلي المغتصب للأراضي اليمنية، وطالبوا الحكام العرب بالتدخل فوراً تجاه تلك الممارسات التي تعتبر مخلة بالأخلاق والحياء والإنسانية، ولا بد من اتخاذ اللازم في نصرة الشعب الفلسطيني. وقد ألقيت في المهرجان الذين أقامته الهيئة الشعبية والعديد من المنظمات المدنية والقطاعات السياسية المناصرة للقضية- كلمات متعددة، وكلها تحمل الهم الشعبي في مناصرة الشعب الفلسطيني الذي تخلى عنه الحكام العرب دون خوف أو حياء وهو ما جعل الكلمات أكثر حماساً وحدة تجاه الصمت العربي، وكذلك الصمت الدولي وقد ناشدت الكلمات مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية التدخل فوراً في ذلك. من الكلمات التي ألقيت، كلمة د/ عبدالقوي الشميري/ رئيس نقابة الأطباء- نيابة عن نقابات المجتمع المدني، وحرص فيها على أن القضية الفلسطينية أهم قضية عربية راهنة ويجب أن تقف الأمة العربية بجانبها بكل ما تملك، موضحاً أن الشعب اليمني سوف يقدم ما لديه من قدرات لدعم القضية ولن يتخلى عنها مهما كانت الظروف وأن منظمات المجتمع المدني تشد من أزر إخواننا الفلسطينيين وتندد بالتصرفات التي قام بها النظام المصري. مشيراً في ختام كلمته إلى أن الدور الحقيقي للنضال هو دور الحكام العرب، فالقضية الفلسطينية مرهونة بتصرفات الحكام ورغبتهم في إصلاح الأوضاع الفلسطينية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية. وقد ألقي الأخ/ رضوان مسعود رئيس اتحاد طلاب اليمن في جامعة صنعاء كلمته التي قال في مقدمتها:- إن اتحاد طلاب اليمن يؤيد موقف انعقاد قمة عربية طارئة في رد الاعتبار للشأن الفلسطيني وقضيته التي تُسلب كل يوم دون أن يترك الموقف العربي ، وأن المواطن الفلسطيني هو جزء من المواطن العربي والإسلامي ولا يمكن بأي حال أن يتخلى عن ذلك. وأن إخواننا في فلسطين بحاجة إلى دعم رسمي، وشعبي، ويأتي هذا الجهد في إطار الحراك الشعبي، والمطلوب من الأمة العربية. وقد شكر رضوان مسعود كل المساعي لتوحيد الموقف في نصرة أخواننا الفلسطينيين في غزة. وقد ألقى الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني كلمة معبرة، وحيوية في الوقوف بجانب أخواننا الفلسطينيين ووجه النداء للحكام العرب في اتخاذ الضروريات التي تجنب الفلسطينيين الهلاك من التلاشي: قال في معظمها:- إن هذا عبرة للحكام العرب، إن الذين يحاصرون ويخنقون مدينة عربية مظلومة من حاجاتها ليس لهم فائدة في ذلك، وليس فيهم خيراً، إنما يريدون قتلاًَ ودماراً أمر يتوجب علينا وعلى حكامنا أن نتنبه لهذه المؤامرات. ما الواجب؟ الله أوجد واجباً على الأمة بأكملها حكاماً ومحكومين قال تعالى: "وإذا استنصروكم في الدين فعليكم وزره" أوجبت عليكم أيها المسلمون، يا أبناء الإسلام، الله فرض علينا أن ننصر أخواننا في فلسطين، وفي كل بلد استضعف فيه المسلمون. مشيراً الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني إلى أن كل الشعوب العربية والإسلامية ضد الحصار بما في ذلك الشعب اليمني، الذي يبذل الغالي من خلال هذه الاحتياجات. ليوصل رسالته الإسلامية إلى المحتاجين إليها من إخواننا الفلسطينيين، وأن الشعوب العربية ليس القرار بيدها ولكن بيد الحكام العرب وفي مقدروهم أن يفعلوا الكثير. وأن نداء الأخ الرئيس لعقد قمة عربية طارئة شرف لنا نحن اليمانيين. ونقول هذا نريد من حكامنا أن يلبوا نداء شعبنا في غزة، مصر الإسلام، مصر التاريخ، مصر الإنجاز، وعلى الرئيس حسني مبارك أن يتحرك، إننا نناشده أن يتقدم، وأن يتعلم من أي اتفاق مؤداه قتل الفلسطينيين. موضحاً الشيخ عبدالمجيد. والله لئن وقفوا صفاً واحداً أن يتجرأ معتد أن يتقدم إلى بلادنا أو يحاصر شعبنا في غزة أو في غيرها. الواجب كبير، وواجب الأمة أن تتحرك في مظاهرات واستنكارات وأن تجمع الأموال وأن تقدم ما نستطيع من المساعدات، أن تتحرك جميع المدن العربية والإسلامية، أن تتحرك الشعوب في كل مكان، والعلماء عليهم أن يصدموا بكلمة الحق وأن يبينوا هذه الواجبات لهذه الأزمة، وأن يناشدوا الحكام والشعوب لنصرة أخوانهم وإذا استنصروكم في الدين فعليكم النصر، واجب الأغنياء أن يقدموا من أموالهم، واجب الأمة أن تتحرك ولا تسمح للعدو أن يضربنا. جزءاً جزءاً. سؤال كبير أقدم للحكام وللشعوب على السواء. سؤال.. لماذا تستباح الأمة العربية والإسلامية؟ لماذا تحتل الأراضي في بلاد المسلمين؟ لماذا يحاصر العرب والمسلمون؟ لماذا يستذلون أبناءنا؟! والجواب واحد. تفرق العرب، تفرق المسلمين، التفرق هو الذي أذلنا، النزاع بين حكامنا النزاع بين القيادات السياسية في بلداننا:- هو ما فرقنا وجعلنا دويلات وكل دولة منا لا تستطيع أن تصمد أمام حصار. أو تصمد أمام عدوان، لأنها ضعيفة، وعاجزة، ما الحل؟! أيها المسلمون، الحل هو الاتحاد.. الحل هو الاتحاد.. الحل هو الاتحاد. متسائلاً:- لماذا نشهد اتحاداً أوروبياً؟! لماذا لا نشهد اتحاداً عربياً، ما السبب؟! أصبحت أوروبا قوية تهيب أعداءها، ولطمع الناس في رضاها. أوروبا أكثر من 400 مليون أصبحوا في اتحاد واحد، لماذا لا نتحد؟! والجواب عند الحكام وحدهم فقط. لو أراد الحكام، والله لتحقق الاتحاد. أما الشعوب العربية فهي تريد ذلك، ولقد قامت بعض الدول العربية بإقامة الاتحاد، ومنها اليمن دولتنا العربية، فقد نادى الأخ الرئيس بإقامة اتحاد إسلامي. وعلى الشعوب أن تضغط على حكامها، وأن تشعر الحكام بأن هذا هو الطريق إلى العزة، الطريق إلى فك الحصار، الطريق إلى منع العدوان، إيقاف الاحتلال، إلى كرامة هذه الأمة . وإذا فعلنا ذلك فسنلقى مستقبلاً باهراً، وإن لم نفعل نبقي في شكوى كل يوم من حصار وقصف أخرى، واحتلال دولة والاستبداد بأمر الأمة. هذا هو الطريق، وكنت أقول في نفسي عندما سمعت بالحصار، رحم الله الشيخ/ عبدالله كان يجمع كل القيادات على اختلاف آرائها ومشاربها وكان بيته دار أبناء اليمن، وأبناء الأمة العربية والإسلامية. رحم الله الشيخ.وإذا بالشيخ صادق يوجه نداء إلى تلك القيادات اليمنية والقيادات اليمنية تستجيب وتلبي وإذا بالحراك الشعبي لمناصرة فلسطين ورفع الحصار عن فلسطين تلبي النداء فأجمعوا، وهذا ثمرة لذلك اللقاء، والاجتماع قوة على المستوى الداخلي، والخارجي ، والاجتماع قوة على المستوى الإسلامي، والله يقول "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". ويحذرنا الله من التراجع والتفرق فقال: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". وفي ختام كلمته قال الشيخ: إن هذا الاجتماع يعبر عن مشاعر شعب اليمن، وأسأل الله أن يكتب أجر كل من حضر هذا الاجتماع، وأسأل الله أن يجعله نافعاً لإخواننا في فلسطين ونقول لأهل فلسطين نحن معكم بأقصى ما نستطيع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقد ألقى أ/ زيد الشامي كلمة بيان الهيئة الشعبية لمناصرة أخواننا في فلسطين، ونورد مقتطفات من هذا البيان. وقد ابتدأ البيان بقوله تعالى: "ولا تسحبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" يا أبناء شعبنا اليمني نقف في هذه اللحظات العصيبة التي يصعد فيها الكيان الصهيوني من هجماته على قطاع غزة، فارضاً حصاراً خائفاً عليه، تنفيذاً لهدفه من حرمان غزة ومنعها من الحياة، وأن الجماهير المحتشدة اليوم في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والتي تتواصل مسيراتها. وتظاهراتها النقابية والعمالية وتنظيماتها وأحزابها السياسي ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الشعبية والمنظمات العاملة لنصرة القضية الفلسطينية، لتعبر عن تضامنها المطلق مع شعبنا العربي الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في وجه الحصار الجائر لأهلنا العزل، في غزة البطولة والمقاومة والصمود، حيث يأتي هذا التصعيد الإجرامي استمراراً لسياسة ونهج إرهاب الدولة الممارسة على شعبنا الفلسطيني المجاهد الأبي طيلة أكثر من خمسين عاماً من القتل من التهجير القطري وبناء المستوطنات وإقامة الجدار العازل وتهديد مدينة القدس، والحيلولة دون عودة اللاجئين، واحتجاز الآلاف من سجون الاحتلال. وموضحاً البيان:- أن جميع جماهير الشعب اليمني تدين بشدة هذه الممارسات الهمجية والصلف الصهيوني الضارب بعرض الحائط بميثاق الأممالمتحدة وحقوق الإنسان وبكل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية الداعية إلى حماية المدنيين، ورفض تقييد السكان على الأرض من قبل دولة الاحتلال، ونتوجه إلى جميع أبناء أمتنا العربية والإسلامية وإلى جامعة الدول العربية وإلى منظمة المؤتمر الإسلامي وإلى المضير العالمي والمجتمع الدولي وإلى الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي سنستصرخ بهم ضمير الكرامة والإنسانية، باسم من مسهم الضر من الرضع والمرضى وباسم الأمهات والآباء، وباسم مليون ونصف المليون في غزة ممن يكتوون بنار الجائر الخانقة الذي بات يهد بكارثة إنسانية. مشيراً البيان إلى أن حرمة الدم الفلسطيني يكون كحرمة الدم العربي والمسلم في كل مكان وإن ما يتعرض له قطاع غزة من حصار وحرب إبادة جماعية، على مرأى ومسمع من عالم استبد به الصمت والتواطؤ الرهيب من حلفاء الكيان الصهيوني، وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة الأميركية يعد عوناً أولاً إلى الامتثال لأمتنا العربية، وإليها نقول إن كفاح الأمة لا يتوقف عند نهاية ولا يستقر عند غاية، لأنه طليق بعيد المدى، مداه الحياة نفسها، وأمتنا مدعومة إلى ما يستهدف أبناءها في غزة وفي عموم فلسطين والعراق والسودان والصومال، وفي كل جزء من الوطن العربي والإسلامي. لأن تحقق انتصاراً حاسماً ونهائياً على عوامل الفرقة والقهر والتجزئة والاستغلال من الهمجية التي تحكمت فيها طويلاً وسلبت أراضيها ونهبت ثرواتها، وهي مدعومة إلى أن تتبين طريق التباهي ورص الصفوف التي به أهدافها وتحقق مخططات أعدائها والمطلوب أن تعمل بدون ملل على إصلاح نظامنا العربي والإسلامي لتأكد فيه عملية التلاحم والاتحاد. مؤكداً البيان:- وفي هذا السياق نناشد أخواننا كنانة الله في أرضه أن يكونوا في مقدمتهم لاستخدام مختلف أساليب الضغط لرفع الحصار وفتح معبر رفح وتقديم المعونات العادلة ويحدونا العمل أن تلقي دعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح إلى عقد قمة عربية طارئة الاستجابة السريعة من أخوته الزعماء العرب، لوقف التداعيات الخطيرة لوقف العدوان على أهل غزة وفك الحصار المضروب عليها، ونطالب الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي بالتدخل السريع لوقف العدوان، ورفع العقوبات الجماعية المحرمة دولياً وأن تقوم المنظمات الدولية والإنسانية ومنظمات الإغاثة بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية لأطفالنا في غزة. وفي ختام البيان: دعا كلاً من فتح وحماس إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الصف في الوقوف في وجه الكيان الصهيوني والاهتمام بالشؤون العامة للشعب الفلسطيني قبل أن تذهب جهودهم سدى. هذا وقد حظر المهرجان أولاد الشيخ عبدالله الأحمر الشيخ/ صادق والشيخ/ حميد، ومذحج بالإضافة إلى أ/ محمد الصبري، ود/ عيدروس النقيب، وأ/ أحمد الرباصي، والعديد من الشخصيات التي لم نستطع أن نرصدهم من كثرة الحضور ونعتذر عن ذكر أسمائهم. وقد تشكلت من هؤلاء الحاضرين لجنة للذهاب إلى أمين الأممالمتحدة لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني ورفع العقوبات والمعاناة عنهم.