تم يوم أمس الأحد في صنعاء وبحضور فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التوقيع على (إعلان صنعاء) بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين وذلك بالموافقة على المبادرة اليمنية لرأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني وتعزيز الوحدة الفلسطينية ولما فيه تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني وخدمة قضيته العادلة. وقد قام بالتوقيع على الإعلان ممثلا لحركة فتح الأخ عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو المكتب السياسي لحركة فتح، والأخ/ الدكتور موسى أبو مرزوق ممثل حركة حماس نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وعقب التوقيع تحدث فخامة الأخ رئيس الجمهورية لوسائل الإعلام حيث هنأ الأخوة في حركتي فتح وحماس والشعب الفلسطيني بالتوقيع على الإعلان. وقال نهنئ شعبنا الفلسطيني على التوقيع على هذه المبادرة واعتقد أنها ستحدث انفراجاً كاملا وتبدأ تعزيز الثقة بين كلٍ من فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية والمطلوب من الأخوة في فتح وحماس التهدئة وعدم التصعيد الإعلامي وندعوهم إلى الحوار بداية الشهر القادم وسوف تستضيفكم اليمن لاستئناف الحوار، والحوار عادة يبدأ بصعوبة لكن عندما توجد النوايا الحسنة والطيبة نحو أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني من وطأة الاحتلال والقهر والحصار الجائر ستتحمل فتح وحماس وكل القيادات الفلسطينية كامل المسؤولية. وأضاف الأخ الرئيس:خففوا من معانات الشعب الفلسطيني باتفاق الفلسطينيين الرئيسيين وبقية الفصائل الفلسطينية أنا متأكد أنها ستكون داعمةً لما توصل إليه الأخوان في فتح وحماس. وزاد فخامته بالقول: الشعب الفلسطيني أمانة في أعناق الفلسطينيين الرئيسيين ونحن معكم في الوطن العربي لدعم كل ما تتوصلون إليه ولا نستطيع أن نفرض أي أجندة من عندنا كوسطاء ولكن الأجندة بأيديكم وأنتم تعرفون معانات الشعب الفلسطيني أكثر من غيركم ونحن سندعمكم. وأشار فخامة رئيس الجمهورية إلى إن ما تم الاتفاق عليه سوف يدرج ضمن جدول مؤتمر القمة العربية القادمة في دمشق. وقال: إن شاء الله لن تكون مبادرة يمنية فقط ولكن ستكون مبادرة تحظى بدعم كل الأشقاء العرب في القمة العربية القادمة في دمشق. متوجها في حديثه لوسائل الأعلام بالشكر للأخوة في فتح وحماس، مؤكدا انه لا يوجد خاسر في هذا الاتفاق. وأضاف رئيس الجمهورية :صحيح أن المتفاوضين يبدءون متوترين ولكن يتلاشى هذا التوتر شيئاً فشيئاً ويصبحون رفاقاً، وخاطب ممثلي الحركتين :أنتم أشقاء وأنتم تعانون كلكم مما يعانيه الشعب الفلسطيني. من جانبها رحبت جامعة الدول العربية أمس بتوقيع حركتي فتح وحماس على " إعلان صنعاء" لبدء الحوار على أساس المبادرة اليمنية. ووصف الأمين العام لجامعة العربية عمرو موسى في بيان صحافي نقلته وكالة الإنباء الكويتية(كونا) الاتفاق بأنه "خطوة ايجابية نحو رأب الصدع في الصف الفلسطيني". . معربا عن أمله بانطلاق الحوار الفلسطيني بشكل فوري بما يمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة التحديات الصعبة التي تطرحها المرحلة المقبلة في ضوء عدم إحراز التقدم المطلوب في مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وأشاد موسى بالجهود التي بذلها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والتي أدت إلى توقيع هذا الاتفاق. . مشيرا إلى ان متابعة هذا الموضوع ستكون ضمن القضايا الرئيسية التي ستناقش في القمة العربية التي تستضيفها دمشق الأسبوع المقبل. وكانت حركتا (فتح) (وحماس) قد وقعتا في وقت سابق من يوم أمس في صنعاء على" إعلان صنعاء" بالموافقة على المبادرة اليمنية لرأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الفلسطينية لما فيه تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني وخدمة قضيته العادلة. إلى ذلك أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق إن المبادرة اليمنية بنقاطها السبع "أجملت كل ما في الموضوع الفلسطيني من خلاف ومن نقاط تحتاج إلى تحريك". وأوضح في المؤتمر الصحافي الذي عقده بصنعاء مساء أمس بأن إعلان صنعاء أكد موافقة الطرفين على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار بين "فتح" و"حماس" للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة، تأكيداً لوحدة الوطن الفلسطيني أرضاً وشعباً وسلطة واحدة. وأضاف " هذا الاتفاق يأتي لصالح الشعب الفلسطيني ولوحدته ومستقبله ويرعى المصالح العليا للشعب الفلسطيني "مشيراً إلى أن الهدف منه هو مصلحة الشعب الفلسطيني وإنهاء الحالة الموجودة في الأراضي الفلسطينية "وليس له علاقة بمصلحة فصيل بعينه أو فرد بعينه". ودعا أبو مرزوق حركة " فتح " ورئاسة السلطة الفلسطينية الالتزام بما تم التوافق والتوقيع عليه والانطلاق إلى مرحلة أخرى من حوار بناء "لنخرج الشارع الفلسطيني من هذه الأزمة التي هو فيها". وأشاد بالمساعي الكريمة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية التي أفضت إلى هذا الإعلان على الرغم من انشغالاته الوطنية الداخلية. . مشيراً إلى أن هذه المساعي تؤكد الروح الطيبة من قبل فخامة الرئيس، التي جعلت القضية الفلسطينية في سلم أولوياته العليا. . وأوضح أن القيادة اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح راعي الحوار استطاعت إزالة الاحتقان الحاصل وتباين وجهات النظر بين الوفدين خلال الأيام الخمسة الماضية وذلك بالبحث عن صيغة متفق عليها من الطرفين و موقف واحد من المبادرة" وتكللت هذه الحوارات بإعلان صنعاء اليوم". ونوه رئيس وفد حركة حماس إلى أن هذا الإعلان معناه واضح ولا يحمل أي تفسير فهو يعني أن تكون المبادرة أطارا للحوار "يتم التحاور حولها ثم ينطلق الوفدان بعد ذلك لاختيار آليات الحوار كقضية أولى في المبادرة ". وفي السياق وفي أول تعليق على ذلك الاتفاق قالت السلطة الوطنية الفلسطينية إن المبادرة اليمنية "للتنفيذ وليست إطارا للحوار". وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها إن "استئناف الحوار في المستقبل يجب أن يتم لتنفيذ المبادرة اليمنية بكافة بنودها، وليس للتعامل معها كإطار للحوار لأن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة". كما جاء في البيان الذي تلاه المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن "بنود المبادرة واضحة ونريدها للتنفيذ وليس للحوار". في المقابل أكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري قبول المبادرة اليمنية "كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين". وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي تلوح في الأفق خلافات بين الرئاسة الفلسطينية ووفدها الذي وقع اتفاق صنعاء مع حماس حيث تشير الأنباء إلى أن سلطة الرئاسة الفلسطينية تقول أن وفدها وقع على اتفاق لتنفيذ المبادرة اليمنية بحسب ما جاء على لسان أبو ردينة ونمر حماد الذي تحدث إلى قناة "الجزيرة "مساء أمس وأشار إلى أن رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد غير مخول بالتوقيع في الاتفاق عن فتح وأنه لم يتصل بالرئاسة الفلسطينية ولم يطلعها على نص الاتفاق الموقع عليه إلا أن عزام الأحمد الذي تحدث "للجزيرة" أيضاً أكد أنه أطلع الرئيس أبو مازن على الاتفاق وهو على تواصل معه وكان آخر اتصال له صباح يوم أمس. . منوهاً إلى أن التصريحات التي تصدر من هنا وهناك في إشارة إلى بعض شخصيات تتزعم تيار داخل حركة فتح قد شوهت موقف وفد فتح الذي وقع على الاتفاق. ودعا الأحمد خلال حديثه ل"الجزيرة"إلى التصدي لكل من يسعى إلى إفشال الاتفاق وإعادة اللحمة الوطنية. تجدر الإشارة إلى أن ما تم التوقيع عليه والذي عنون ب"إعلان صنعاء" كان نصه التالي: نوافق نحن ممثلو حركتي فتح وحماس على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة تأكيداً لوحدة الوطن الفلسطيني أرضاً وشعباً وسلطة واحدة. ممثل حركة فتح/عزام الأحمد- ممثل حركة حماس/ د. موسى أبو مرزوق